الدكرورى يكتب عن ألشفاء ليلي بنت عبد الله القرشية “جزء 2”
بقلم / محمـــد الدكـــــرورى
ألشفاء ليلي بنت عبد الله القرشية “جزء 2”
ونكمل الجزء الثانى مع ألشفاء ليلي بنت عبد الله القرشية، وكانت الشفاء ترقي في الجاهلية، ولما هاجرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت قد بايعته بمكة قبل أن يخرج، فقدمت عليه، فقالت يا رسول الله، إني قد كنت أرقي برقَى في الجاهلية، فقد أردت أن أعرضها عليك، فقال صلى الله عليه وسلم “فاعرضيها” قالت فعرضتها عليه، وكانت ترقي من النملة، فقال “ارقي بها وعلميها حفصة” إلى هنا رواية ابن منده، وزاد أبو نعيم “باسم الله صلو صلب خير يعود من أفواهها، ولا يضر أحدا، اكشف الباس رب الناس” قال ” ترقي بها على عود كركم سبع مرات، وتضعه مكانا نظيفا، ثم تدلكه على حجر بخل خمر مصفى، ثم تطليه على النملة” وقد تخصصت الشفاء في معالجة الأبدان، حيث كانت تخرج مع النبى صلى الله عليه وسلم، في غزواته فتداوى الجرحى.
وكان يأتيها الصحابة في بيتها للتطبيب وقد اشتهرت برقية النملة، وهي جروح تصيب الجنين، وكانت رقية من لدغة النملة، وهي قروح تخرج في الجنب وغيره من الجسد، فقال النبى صلى الله عليه وسلم “ارقى بها وعلميها حفصة” وعن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة القرشي أن رجلا من الأنصار خرجت به نملة، فدل أن الشفاء بنت عبد الله ترقي من النملة أيام الجاهلية فجاءها فسألها أن ترقيه فقالت والله ما رقيت منذ أسلمت فذهب الأنصاري إلى رسول الله فاخبره بالذي قالت الشفاء، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم، الشفاء فقال ” اعرضي علي فعرضتها عليه فقال ارقيه وعلميها حفصة كما علمتها الكتاب” ويروي أبو بكر بن سليمان بن أبي حثمة أن عمر بن الخطاب فقد سليمان بن أبي حثمة في صلاة الصبح.
وأن عمر بن الخطاب غدا إلى السوق، ومسكن سليمان بين المسجد والسوق، فمر على الشفاء أم سليمان فقال لها لم أرى سليمان في صلاة الصبح، فقالت له إنه بات يصلي فغلبته عيناه، فقال عمر لأن أشهد صلاة الصبح في الجماعة أحب إلي من أن أقوم ليلة، وكان عمر يقدمها في الرأي ويرعاها ويفضلها، وقال أبو خيثمة رأت الشفاء بنت عبد الله فتيانا يقصدون في المشي ويتكلمون رويدا، فقالت ما هذا؟ قالوا نساك، فقالت كان والله عمر إذا تكلم أسمع، وإذا مشى أسرع، وإذا ضرب أوجع، وهو والله ناسك حقا، وقد روت هذه الصحابية أحاديث عدة، فعن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن الشفاء ابنة عبد الله قالت ” ثم جئت يوما حتى دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم، فشكوت إليه فجعل يعتذر إلي وجعلت ألومه، قالت ثم حانت الصلاة الأولى.
فدخلت بيت ابنتي وهي أم شرحبيل ابن حسنة فوجدت زوجها في البيت فجعلت ألومه فقلت قد حضرت الصلاة وأنت ها هنا؟ فقال يا عمة لا تلوميني كان لي ثوبان استعار أحدهما النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت بأبي أنت وأمي، أنا ألومه وهذا شأنه؟ فقال شرحبيل إنما كان أحدهما درعا فرقعناه” وعن ولدها سليمان بن أبى حثمة عن الشفاء بنت عبد الله قالت دخل على بيتي عمر بن الخطاب فوجد عندي رجلين نائمين فقال ما شأن هذين ما شهدا معنا الصلاة ؟ قلت يا أمير المؤمنين صليا مع الناس، وكان ذلك في رمضان فلم يزالا يصليان حتى أصبحا وصليا الصبح وناما فقال عمر لأن أصلي الصبح في جماعة أحب إلي من أن أصلي ليلة حتى أصبح” ومن حديث الشفاء بنت عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم.
بعث عبد الله بن حذافة السهمي منصرفا من الحديبية إلى كسرى وبعث معه كتابا مختوما فيه بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم الفرس، سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله، وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، أدعوك بداعية الله، فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة، لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين، أسلم تسلم، فإن أبيت فإن عليك إثم المجوس ” قال عبد الله فانتهيت إلى بابه فطلبت الإذن عليه، حتى وصلت إليه، فدفعت إليه كتاب رسول الله، فقرئ عليه، فأخذه ومزقه، فلما بلغ ذلك رسول الله، قال مزق الله ملكه، وعن ابن شهاب قال، قال عمر بن عبد العزيز لأبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة من أول من كتب من عبد الله أمير المؤمنين؟
فقال أخبرتني الشفاء بنت عبد الله وكانت من المهاجرات الأول، أن لبيد بن ربيعة وعدي بن حاتم قدما المدينة فأتيا المسجد فوجدا عمرو بن العاص فقالا يا ابن العاص استأذن لنا على أمير المؤمنين، فقال أنتما والله أصبتما اسمه فهو الأمير ونحن المؤمنون، فدخل عمرو على عمر فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين، فقال عمر ما هذا؟ فقال أنت الأمير ونحن المؤمنون، فجرى الكتاب من يومئذ” رواه الطبراني، وروي عن الشفاء بنت عبد الله أنها قالت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، سئل عن أفضل الأعمال، فقال ” إيمان بالله وجهاد في سبيل الله وحج مبرور” وعن محمد بن سلام قال أرسل عمر بن الخطاب إلى الشفاء بنت عبد الله العدوية أن أغذي علي قالت فغدوت عليه فوجدت عاتكة بنت أسيد بن أبي العاص ببابه فدخلنا فتحدثنا ساعة.
فدعا بنمط فأعطاها إياه ودعا بنمط دونه وأعطانيه قالت فقلت يا عمر أنا قبلها إسلاما وأنا بنت عمك دونها وأرسلت إلي وأتت من قبل نفسها، قال ما كنت رفعت ذلك إلا لك فلما اجتمعتما تذكرت أنها أقرب إلى رسول الله منك، وتوفيت الشفاء بنت عبد الله سنة عشرين للهجرة، في خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنهم أجمعين.