الجواد الرابح
بقلم / أحمد حسن
تتسم الخيول العربية بالأصالة والجمال شكلاً وموضوعاً تراها شامخة واثقة ويبحث عنها محبيها ويقتني منها كل هاوي ما قد يشعر بأنه يتفق مع شخصيته ويؤنس به تعرف تلك الجياد بالأصيلة كونها قد حافظت على تلك الجينات العربية والتي يتقنها المحكمين بملتقيات الخيول عندنا تجتمع أفضلها ويقف المحكمين على أصالة تلك الخيول بمجرد نظرة على جبينها أو التحديق بأعينها وهي أيضاً تبادله تلك النظرات والتي تخبره بأصولها التي لم تستطيع أن تنسلخ منها فهي سمات تتصف بها وتميزها عن غيرها من بني جنسها.
تتميز الخيول الأصيلة بحبها للموسيقى نعم فلا تتعجب فالموسيقى لغة لا يصيغها الا كل راقي فتتمايل تلك الخيول على أنغام الموسيقى وتحسن من مزاجها العام، كما تتميز أيضاً بقدرتها الفائقة على التآم جروحها سريعاً وكذلك عند كسر عظامها ناهيك عن قدرتها الكبيرة على الاخصاب ونقل تلك الجينات القوية لأبنائها يعرف أيضاً الخبراء أن إطعامها سهل كونها لا تهتم بتناول كميات كبيرة من الطعام ناهيك عن قدرتها دائماً على المواجهة وعدم الخوف مع اتصافها بالذكاء الشديد وقدرتها على التعلم وهناك ميزة اعتبرها هي الأرقى والتي قد يبحث عنها الكثير من محبي تلك الجياد وهي الوفاء والاخلاص والتضحية لحماية صاحبها من أي ضرر.
كم معلوماتي جيد قد عرضته عليك عزيزي القارئ ولكن قبل أن نختم المقال أردت أن أربط ذلك العنان مابين تلك الخيول الأصلية ومابين كل من يتصف بتلك الأصالة فالدروس المستفادة مما سبق سرده وما لك من رسائل تتطلب التأمل والوقوف أمامها بأن تحافظ على أصولك فهي تميزك عن غيرك مهما أنصفتك أو خذلتك فهي بمثابة هوية إن فقدتها أصبحت بلا قيمة تذكر كذلك و انت تنتقي من تحب وتعاشر أنظر جيداً لتلك المواصفات الخاصة بتلك الجياد الأصيلة وانظر دائماً نظرة محكم خبير بتلك الجياد فلابد أن تميز من حولك من هو أصيل و من إختلطت جيناته أو أجبرته نفسه على السير بطرق لا يسكلها أصيل.
لذا قال المتنبي مداحاً نفسه ” الخيل والليل والبيداء تعرفني” كون الخيل مركب كل فارس قوي فهي خير صاحب وفي ومخلص فضع رهانك على كل جواد أصيل واتصف أنت أيضاً بصفات تلك الخيول التي لا تخسر رهان.