“رمضان شهر الفتوحات والبطولات والإنتصارات”
بقلم/مغازي منصور
إمام وخطيب بوزارة الأوقاف ورئيس لجنة الشئون الدينية بمؤسسة القاده للعلوم الإدارية والتنمية
إذا كان رمضان شهر التقوى والصيام، وشهر الصبر وتلاوة القرآن، وشهر النفقة والإحسان، فهو كذلك شهر الإنتصارات، وشهر الفتوحات، إذ من الله فيه على الأمة الإسلامية بالنصر على أعدائها في المعارك التي خاضتها قديماً وحديثاً، منذ عصر النبوة إلى عصرنا الحاضر، فما من غزوة من الغزوات، ولا معركة من المعارك خاضها المسلمون في هذا الشهر العظيم إلا وتحقق لهم النصر على أعدائهم، وكتب لهم الغلبة والتمكين، وفي ذلك دلالة على قيمة هذا الشهر الكريم ومنزلته عند الله سبحانه وتعالى، وفيه دلالة أيضاً على أن رمضان ليس شهر تكاسل وتقاعس؛ بل هو شهر جدٍ واجتهادٍ ونشاط وإقبال على كل ما يرضي الله تعالى.
في رمضان وقعت غزوة بدر الكبرى حيث خاض المسلمون فيها أول معركة فرق الله فيها بين الحق والباطل، وذلك يوم السابع عشر من شهر رمضان المبارك في السنة الثانية للهجرة، مروراً بفتح مكة والذي تم أيضاً في هذا الشهر المبارك في العام الثامن للهجرة، وهو الفتح العظيم الذي تحطمت فيه الأصنام وثبت به الحق والصواب، وزهق الباطل.
والمتأمل في التاريخ الإسلامي يجد كثرة انتصار المسلمين أيضاً في شهر رمضان المبارك، ففي عام ٦٥٨ هجرية كانت موقعة عين جالوت التي انتصر فيها المسلمون على التتار، وفي هذا الشهر أيضاً كانت معركة القادسية التي انتصر فيها المسلمون على الفرس، وفي تاريخنا المعاصر كان انتصار العاشر من شهر رمضان سنة ١٣٩٣ هجرية ذلك اليوم التاريخي الفذ الذي أعاد لمصر والوطن العربي والإسلامي مشاعر العزة والكرامة