عيد الأم
عيد الأم
بقلم د/ سومة تاج الدين
مشاعر متناقضة ما بين فرحة قلوب وتمزق قلوب أخرى فهي عبارات نسمعها أو نقرأها أو نكتبها أو ننطق بها.
ما بين فرحة وسعادة في وجودها وشقاء وتعاسة في رحيلها فكل انسان منا يحتفل بعيد الأم على وتيرته وحسبما يشعر.
احتفال بين دموع منهمره ولا تجف الا بصعوبة و بين فرح وسعادة واحتفال وهدايا..
الأم هي مزيج متناغم من الحب، التضحية، العطاء، الحنان، الرضا والصبر.. فهي الملاذ الآمن في جميع الظروف والأحوال.
هي من تحب أن تراك أحسن الناس ، فصلاح الأم ينعكس على الأبناء ، و لا يوجد مقارنة بينها وبين أي شخص في الكون.
من يمتلك أماً فهو يمتلك الكون بأكمله فوجودها حياة ورحيلها هلاك.
لذا.. أهمس في اذنك يا من تضعين زوجك الذي اختارك من بين نساء العالم في اختيار ليس له أي أساس وهو أن يختار بينك وبين أمه ، واذا اختار أمه سوف يهدم البيت واذا اختارك وترك أمه سوف يناله غضب الرحمن.
رجاء منك لا تضعي زوجك في هذا الخيار المؤلم فهو انسان ومن ليس له خير في أمه ليس له خير في زوجته.
تخيلي نفسك مكانها بعد بضعة أعوام وما تودين أن يحدث لك من ابنك وزوجته افعليه مع زوجك وأمه.
عيشي بنفس هادئة مطمئنة تكن حياتك كلها سعادة لأن العامل الأكبر عليك.
أنت من يغرس الحب والود وأنت من سيجنيه ولا تنتظري الحصاد في الحال.
ستجنين ثمرتك عندما يمن الله عليك بحب من يراك وبر أولادك بك ورضا زوجك عنك وراحتك النفسية لجبرك خاطر أغلى شخص لدى زوجك وتذكري دائماً «كما تدين تدان» ليس فقط في الظلم، بل حين تجبر خاطرا وتسعد نفسا وتزيل هما.
رحم الله قلوب رحلت ولم ننساها وتبقى مرارة الفقد في أعماق من تجرعها، وحفظ من منهم على قيد الحياة.
سارعوا إلى ارضائهم قدر استطاعتكم وكونوا عكازاً لهم في الكبر كما كانوا لكم في الصغر.
قال تعالى
«وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15)»
سورة الأحقاف
كل عام وكل أم بخير ، ورحم الله من فارقونا
