ميلوني تشيد بنضال المرأة الإيطالية.. وماتريلا: الطريق إلى المساواة لا يزال طويلًا
كتب / حامد خليفة
إحتفالًا باليوم العالمي للمرأة، شدّدت رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني على ضرورة ألا تكرر الحوادث الهمجية ضد النساء، حسبما ذكرت وكالة نوفا الإيطالية للأنباء.
وقالت ميلوني: “من واجب المؤسسات ضمان عدم تكرار مثل هذه الهمجية. كما أنه من واجبنا كسر تلك العقبات التي لا تسمح لجميع النساء بالقدرة على التعبير عن إمكاناتهن التي لا تقدر بثمن على أكمل وجه في القطاع الذي يطمحن إليه”.
وفي حين ذكرت ميلوني وشكرت “مثابرة وشجاعة جميع النساء اللواتي ناضلن على مر الزمن وفي التاريخ وحققن إنجازات وأهدافًا مهمة في المجالات الاجتماعية والمدنية والإقتصادية والسياسية، في العلوم مثل في الابتكار”، أشارت إلى “أبطال الثورات الكبرى التي قادت النساء إلى لعب دور مركزي وهام بشكل متزايد في تطوير إيطاليا. العاملات، الزوجات، الأمهات، الأخوات، البنات، الأصدقاء أو الرفقاء: تمثل النساء مصدراً لا ينضب للقوة والمقاومة والتماسك والمشاركة”.
بدوره، قال الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتريلا، في كورينالي، إن الطريق إلى تحقيق مساواة فعلية بين الرجل والمرأة “مليئة بالحقوق والفرص لا يزال طويلاً ولا يزال مليء بالصعوبات”.
وشدّد ماتريلا على أن الطريق إلى المساواة الفعالة بين الجنسين “يجب أن يتم السير فيه بأقصى قدر من التصميم والسرعة. لأن نوعية الحياة ومستقبل كل مجتمع يعتمد على الحالة العامة للمرأة في كل جزء من العالم”، لافتا إلى أن كره النساء “هو أصل كل أشكال التمييز التي ظهرت، على مدى القرون حتى اليوم، ضد المرأة. ولا يوجد بلد محصن منه؛ ولا فترة تاريخية. وبالتالي، القوالب النمطية والأحكام المسبقة، التي يحددها عنصر واحد: الخوف من المرأة، من كونها مختلفة في الجسد والحساسية، من ذكائها، من صوتها، من إستقلاليتها”.
وتابع أنه “منذ بعض الأساطير القديمة، كان يُنظر إلى النساء في كثير من الأحيان وبشكل لا يصدق على أنهن عنصر إنذار وعائق أمام جمود القيم المتوارثة”، مؤكدا أن “واقع المرأة الذي رأيناه، وقصص النساء العظماء التي عرفناها من خلال التجربة المباشرة أو من خلال معرفة التاريخ، عن النساء في الحياة اليومية الطبيعية، تعلمنا أن المرأة مرادفة للشجاعة والتصميم والتوازن والحكمة والسلام وتعزيز الحرية والحقوق”.
بشأن حالة المرأة “في العقود الأخيرة، أحرزت الجمهورية الإيطالية تقدمًا هائلاً، على المستوى التشريعي ونشر ثقافة المساواة. بين المؤسسات والمجتمع”، على حد قول ماتريلا، الذي أضاف: “لدينا أول امرأة تقود الحكومة، رئيسة المجلس، مرة أخرى امرأة تترأس المحكمة الدستورية، ولأول مرة إمرأة على رأس السلطة القضائية”.
وبنفس المناسبة، أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي أنطونيو تاياني إلتزام إيطاليا الدولي بحماية وتعزيز حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين ومكافحة جميع أشكال التمييز والعنف ضد المرأة.
وبحسب تاياني، “تحتل إيطاليا موقع الصدارة في تعزيز المبادرات الدولية الهادفة إلى تعزيز دور المرأة في منع نشوب النزاعات وحلها، وحفظ السلام وإعادة الإعمار بعد إنتهاء الصراع، بما يتماشى مع أجندة المرأة والسلام والأمن التابعة للأمم المتحدة”.
وقال تاياني: “في هذا اليوم، أود أن أعبر عن قربي الخاص من النساء والفتيات الأوكرانيات اللواتي يعانين كل يوم من مأساة حرب لا توفر لهن المعاناة والإيذاء؛ للنساء والفتيات الأفغانيات، على أمل ألا يضيع التقدم الذي تم إحرازه في السنوات العشرين الماضية فيما يتعلق بالحق في التعليم وحرية التنقل والمشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية والإجتماعية والثقافية لبلدهن؛ إلى النساء والفتيات الإيرانيات، اللائي طالبن بشجاعة بالإحترام الكامل لحقوقهن، في مواجهة قمع وحشي، أدانته الحكومة الإيطالية بشدة. كما نشعر بالقلق إزاء حادثة التسمم بالغازات السامة التي طالت أكثر من ألف طالبة إيرانية”.
من خلال أنشطة التعاون، تعزز إيطاليا وتدعم الإجراءات الرامية إلى تشجيع المشاركة السياسية والمؤسسية الكبيرة للمرأة وتشجيع دورها في الاقتصاد وفي مكافحة عدم المساواة الاجتماعية، بما يتماشى أيضًا مع خطة الأمم المتحدة 2030.
تشارك إيطاليا بنشاط هذه الأيام في أعمال الدورة 67 للجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة في نيويورك، والمخصصة هذا العام للابتكار والتغيير التكنولوجي في العصر الرقمي، لتحقيق المساواة بين الجنسين.
وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة، سيخصص الرئيس تاياني لقاءات مع شابتين نيجيريتين مسيحيتين ضحايا ضراوة جماعة بوكو حرام، واللتين وصلتا إلى إيطاليا من نيجيريا بفضل جمعية “Aiuto alla Chiesa che Patient”، مع مجموعة من المحامين الدستوريين الذين وقعوا خطابًا، موقعًا من قبل أكثر من 400 أستاذ جامعي، يدينون الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تتعرض لها النساء في أفغانستان وإيران ومع جمعية النساء الدبلوماسيات والتنفيذيات الإيطاليات.