كُن كالقهوة
بقلم/نورهان علي
إن التكيف الآن هو من أهم المهارات التي يجب تعلمها لمواكبة التغيرات السريعة في هذا العصر
فالتكيف يمكنك من التعايش ورؤية الفرص التي تختبئ خلف العقبات
إذا لم تتكيف ستحيا ساخطاً متمرداً غير راضياً عن الحياة
فتدريجياً تفقد إيمانك ورضاك بقضاء الله
وتعيش أتعس أيام حياتك
على الرغم من وجود ممن حولك يعيشون حياتهم ويتمتعون بها وتسأل نفسك لماذا لا أستطيع رؤية الأمور مثلهم أنه لا يوجد مشكلة بل وأحياناً يوجد هناك فرصة
السر يكمن في التكيف
دعنا نوضحه بمثال بسيط
أنه إذا عرضنا ٣ متغيرات وهم بيضة وجزرة وقهوة لنفس العامل وهو ماء ساخن ستلاحظ بمرور الوقت
البيضة أصبحت صلبة
الجزرة أصبحت لينة
القهوة انتشرت في الوسط وأعطت مذاق مميز
هذا هو الفرق يتعامل كلاً منا مع نفس المؤثرات بطرق مختلفة
وكلها بناء على قدرة تكيف كلاً منا
هذه هي أنماطنا كبشر للتعامل مع المتغيرات والضغوط
فتجد أن بعضنا عند تعرضه لبعض الظروف يصبح قاسياً صلباً كالبيضة حيث إستطاعت الظروف أن تغيره وتجعل منه شخصاً جامداً بلا مشاعر ويقسو على من حوله ولكن مع إستمرار المزيد من الضغوط ينكسر لأنه هشاً ليناً من الداخل وكان ذلك إستجابة للضغوط فقط.
والبعض الآخر تؤثر به الظروف بأن تجعله هشاً ليناً كالجزرة لا يستطيع مواجهه الأمور وسرعان ما ينهار لأنه لا يعرف كيف يتكيف مع الأمور بل ويتركها لتؤثر عليه حتى تتغلغل داخله وتفقده توازنه حتى ينهار
أما النمط الثالث فهم المتكيفون الذين يستطيعون تقبل الضغوط والتعامل معها ولا يتركونها تؤثر بهم بل ينتشرون بها كالقهوة ويتعاملون مع الظروف ويعطونها طعماً مميزاً
هذه الأنماط ماهي إلا إستجابات تتشكل بها سلوكياتنا لتحدد طريقة تعاملنا في الحياة
لهذا فالتكيف هام حتى لا نفقد توازننا سريعاً وننهار أو نفقد أنفسنا في هذه الحياة
فكن كالقهوة تكيف مع محيطك ولا تكن صلباً فتُكسر ولا ليناً فتُعصر