الغيمة السوداء
بقلم/نورهان جمال
هناك أشخاص لا يمكنهم صياغة ما يشعرون به ويمكن أن تكون سمعت عن أمثالهم هؤلاء الذين يعبرون عن مشاعرهم بطرق مختلفة غير التحدث أحياناً بالرسم أو الكتابة وغيرها من الطرق ولكن من لا يستطيع أن يعبر بأي من تلك الطرق ماذا يفعل؟
وهنا يمكن أن نتحدث عن هؤلاء الذين لا يجدون التعبير بأي شكل إذا تكلم تكون كلماته مبعثرة مترددة غير واثقة ويشعر دائماً أنه لم يصل للمعنى الذي يريد أن يعبر عنه ويشعرون بثقل في صدورهم يمكن أن نسميه بالغيمة السوداء
الشعور بتلك الغيمة كأنها فوق الرأس، ولكن ثقلها في الداخل هنا في منتصف القلب تماماً تلون كل شيء باللون الأسود تغيم على كل المشاعر فلا تشعر بشيء حتى لو فعل من حولك شيئاً مفرحاً لا تشعر لو حدث شيء محزن أو حتى فاجعة كالموت تُقاوم تلك المشاعر التي تتكون حتى تندثر وتقف في المنتصف لا تشعر بشيء
وتلك الغيمة تكون فوقك لك وحدك تجعلك تتساءل دائماً ما الخطب بي لماذا لا أبكي في لحظات الحزن لماذا لا أسعد في لحظات الفرح
لماذا هذا الشخص يشعر بالسعادة من الهدية التي أعطيتها له وفي المقابل انا لا أشعر بشيء لا شيء مطلقاً………
وتأتي تلك الأيام عندما تشتد تلك الغيمة قتامة ويزداد ثقلها وتضغط على قلبك أكثر وأكثر حتى تنفجر في البكاء أو الضحك أو الأسوء الاثنين معاً وتشعر بكل تلك المشاعر التي كنت تتجنبها الوحدة الحزن الندم على عدم بكائك في موقف ما فتبكي أكثر ومع كل ذلك يصاحبه شعور الألم ومن ثم تهدأ تلك العاصفة وتعود للصمت واللامبالاة من جديد
ولكن لن تنسى أبداً اليوم الذي تنقشع فيه تلك الغيمة ولو ساعات قليلة تشعر وقتها أن كل حواسك تعمل كلها في وقت واحد ويكون ذلك اليوم صباحه كالمعتاد صامت وبارد حتى تبدأ في ملاحظة التغيرات
الشمس نورها ساطع كما لم تراها من قبل حرارتها رائحة الهواء نقية ورطبة والنسيم يداعب ملابسك كل الألوان ساطعة ومبهجة لون العشب أخضر أكثر من المعتاد حتى رائحته تستطيع شمها الأن وكل ذلك مع زقزقة العصافير تلك اللحظة مثل لوحة جميلة لن تستطيع نسيانها أبداً ستظل أجمل لحظة في حياتك ولن يقدر ذلك غير الذين يمتلكون نفس الغيمة السوداء
لن أنكر أن تلك الغيمة لن تعود من جديد ولكن لا أحد غيرك يستطيع أن ينهيها و إلى الأبد …