الدكرورى يكتب عن أميمة بنت أبى سفيان بن حرب
بقلم / محمـــد الدكـــــرورى
أميمة بنت أبى سفيان بن حرب
السيده أميمة بنت أبي سفيان بن صخر بن حرب بن عبد شمس من عبد مناف، ولكن قبل أن نتكلم عن هذه الفئه من النساء يجب علينا أن نعلم جيدا أنه لقد حفل التاريخ الإسلامي بذكرعدد من النساء اللاتي تركن بصماتهن بأعمالهن العظيمة، ومواقفهن المشهودة، فقد أتاح الإسلام للمرأة الآفاق الرحبة للعطاء والبذل، وأعطاهن حقهن للمشاركة في مسؤوليات المجتمع وواجباته حتى تكون المرأة شقيقة الرجل بحق في النهوض بالأمة الإسلامية وتربية أجيالها الناشئة، وكان جيل الصحابة رضوان الله عليهم أفضل جيل مر في تاريخ البشرية في أخلاق رجاله ونسائه فهو خير القرون بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم، وهم خير أمة أخرجت للناس بخلقها الكريم، وطاعتها لمنهج الله تعالى، وأمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر، وللأمة الإسلامية أسوة حسنة في سلفها الصالح.
الذين أعطوا صورة مشرقة غاية في النقاء للبذل والتضحية والعطاء والفداء، وقد تمثلت تلك المعاني الجميلة في نفوس الصحابة، وكان للصحابيات حظ ونصيب وافر في تلك الصفات والأخلاق الكريمة، ولقد كانت الصحابيات رضوان الله عليهن مضربا للمثل في الاعتقاد الصحيح المبني على توحيد الله تعالى وعبادته وحده، ومثال على ذلك سمية زوجة ياسر والد الصحابي الجليل عمار رضي الله عنهم أجمعين، والتي حملها صحة الاعتقاد وقوته على تحمل الأذى والتعذيب والصبر عليه، فما لا نت قناتها، وما ضعفت إرادتها حتى لقيت ربها شهيدة، ومعنا السيده اميمة بنت أبي سفيان بن صخر بن حرب بن عبد شمس من عبد مناف، وأبوها صحابي، من سادات قريش قبل الإسلام، وهو والد معاوية بن أبي سفيان مؤسس الدولة الأموية، وكان تاجرا واسع الثراء.
وزعيم أشراف قريش الذين عارضوا النبى صلى الله عليه وسلم، ودعوته، ولقد عادى الإسلام والمسلمين، وكان على رأس غزوتي بدر وأحد، واشترك في حصار المدينة في غزوة الخندق، ولقد هادن المسلمين في صلح الحديبية، ثم أسلم عند فتح مكة، ورفع النبي صلى الله عليه وسلم، من شأنه، فأمن كل من يدخل داره، وولاه على نجران، ثم خرج مع المسلمين في فتوحهم، وغزواتهم، فاشترك في حنين والطائف، ففقئت عينه يوم الطائف، ثم فقئت الأخرى يوم اليرموك، فعمي، وقد توفي عن ثمانى وثمانين سنة في العام الواحد والثلاثين من الهجره، والسيده أميمة هى أخت السيده أم حبيبة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأييها، وأم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان الأموية القرشية الكنانية، وهى صحابية من المهاجرين والسابقين الأولين.
وزوجة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من إخوانها الصحابي يزيد بن أبي سفيان، والصحابي والخليفة معاوية بن أبي سفيان، والسيده أم حبيبة قد اختلف في اسمها فقيل هي رملة وقيل هند، وكانت أمها هى صفية بنت أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، وصفية هي عمة أمير المؤمنين عثمان بن عفان، وكانت عمتها هي أم جميل أروى بنت حرب التي ذكرت في القرآن الكريم بوصف حمالة الحطب، وقد كانت السيده أميمه في دمشق، وتزوجها حويطب بن عبد العزى ابن أبي قيس، وقد ولدت له أبا سفيان، وحويطب بن عبد العزى القرشي، وهو العامري المعمر وهو من الصحابة الذين أسلموا يوم الفتح، ويروي عن عبد الله بن السعدي، وعن عمر حديث العمالة، وقد رواه عنه السائب بن يزيد الصحابي.
قال ولا نعلم حويطبا يروي سواه، وهو أحد الذين أمرهم عمر بتجديد أنصاب حدود حرم الله وأحد من دفن عثمان ليلا، وقد باع من معاوية دارا له بالمدينة بأربعين ألف دينار، وكان حميد الإسلام، وقيل أنه قد عاش مائة وعشرين سنة، وقد مات سنة أربع وخمسين وقيل سنة اثنتين وخمسين، وقيل أنه سار إلى الشام مجاهدا، وقد حضر بدرا فقال رأيت الملائكة تقتل وتأسر، وقيل أنه قال واستقرض مني النبي صلى الله عليه وسلم، يوم حنين أربعين ألفا، وأعطاني من غنائم حنين مائة من الإبل، وكانت السيده أميمه بن أبى سفيان بعد أن مات زوجها حويطب، خلف عليها صفوان بن أمية، وولدت له عبد الرحمن، وهو صفوان بن أمية الجمحي القرشي الكناني، وقيل أنه قد هرب في فتح مكة، ثم أجاره أحد المسلمين، ويعد من المؤلفة قلوبهم.
وهو صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وقد هرب من النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، فى عام الفتح، ثم جاء فأسلم وحسن إسلامه، وكان الذي استأمن له عمير بن وهب الجمحي، وكان صاحبه وصديقه في الجاهلية، وقدم به في وقت صلاة العصر فاستأمن له فأمّنه النبي صلى الله عليه وسلم، أربعة أشهر، واستعار منه أدرعا وسلاحا ومالا، وقد حضر صفوان حنينا مشركا، ثم أسلم.