الدكرورى يكتب عن أم الخير سلمي بنت صخر
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
أم الخير سلمي بنت صخر
إن الصحابيات هن قدوة النساء المسلمات في كل زمان ومكان، وقد اتصفن رضوان الله عليهن جميعا، بمكارم الأخلاق ومحامد الصفات، ولا غرابة في ذلك، فهن نساء المجتمع الإسلامي الأول الذي أنشأه وأرسى قواعده وزرع قيمه النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكما صقل الإسلام شخصيات الصحابة جميعا رجالا ونساء، ومن هؤلاء الصحابيات هى الصحابيه، أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر التيمية، وهي أم أبي بكر الصديق، رضى الله عنه، وهى بنت عم أبيه، وقد لقبت بأم الخير لأنها كانت أم أبي بكر الصديق، وقد أسلمت قديما قبل زوجها في دار الأرقم، وأسلم زوجها يوم فتح مكة، وعن السيده عائشة رضى الله عنها، قالت ما أسلم أبو أحد من المهاجرين، إلا أبو بكر.
وكانت إسمها أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وهي زوجة ابن عمها المكنى أبا قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وهو أبو قحافة، واسمه عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي، وهو والد الصحابي الجليل وخليفة المسلمين أبو بكر الصديق، وقد أسلم يوم فتح مكة، وتوفي في مكة فى السنه الرابعه عشره من الهجره، وهو ابن سبعه وتسعين سنة.
وكان إسلامه يوم فتح مكة في السنة الثامنه من الهجره، وتروي أسماء بنت أبي بكر وتقول كان أبو قحافه، لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، مكة واطمأن وجلس في المسجد أتاه أبو بكر بأبي قحافة فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال يا أبا بكر ألا تركت الشيخ حتى أكون أنا الذي أمشي إليه قال يا رسول الله هو أحق أن يمشي إليك من أن تمشي إليه فأجلسه رسول الله صلى الله عليه وسلم، بين يديه ووضع يده على قلبه ثم قال يا أبا قحافة أسلم تسلم قال فأسلم وشهد شهادة الحق، ولم يزل أبو قحافة بعدما أسلم في مكة ولم يهاجر حتى توفي أبو بكر الصديق فورثه أبو قحافة السدس فرد ذلك على ولد أبي بكر، ثم توفي أبو قحافة في مكة.
وكانت السيده أم الخير، من أبنائها هو أبو بكر الصديق رضى الله عنه، وهو خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، وقد سمّاه الرسول صلى الله عليه وسلم، بعبد الله، بعد أن كان يسمّى بالجاهلية عبد الكعبة، ويلتقي نسب أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، مع النبي صلى الله عليه وسلم، في الجد السادس مرّة بن كعب، وقد كان من وُجهاء قريش وأحد أشرافهم، كما كان موكلا بالديات، وقد ناداه الرسول صلى الله عليه وسلم، بلقب الصديق لكثرة تصديقه إياه، فقد كان أول من صدق النبي صلى الله عليه وسلم، في حادثة الإسراء والمعراج.
ومن ألقابه أيضا العتيق، فقد لقبه الرسول صلى الله عليه وسلم، بالعتيق لأنه كان حسن الوجه جميلا، والعرب تقول رجل عتيق، أي كريم ونجيب، وقد روى القاسم بن محمد بن أبى بكر، عن عائشة رضى الله عنها قالت لما أسلم أبو بكر قام خطيبا، فكان أول خطبته دعا إلى الله ورسوله، فثار المشركون على أبي بكر، فضربوه ضربا شديدا، ودنا منه عتبة بن ربيعة وجعل يضربه بنعلين مخصوفتين ويُحرفهما بوجهه، ونزا على بطن أبي بكر حتى ما يُعرف أنفه من وجهه، فجاءت بنو تيم فحملت أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه منزله، لا يشكون في موته، وجعل أبوه وبنو تيم يكلمونه، فأجابهم آخر النهار فقال ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فنالوا منه بألسنتهم وعذلوه وفارقوه.
فلم يزل أبو بكر، يسأل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى حُمل إليه فأكب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقبله، ورق عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم رقة شديدة، فقال أبو بكر يا رسول الله هذه أمي، وأنت مبارك، فادع لها، وادعها إلى الإسلام، لعل الله أن يستنقذها بك من النار، فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعاها إلى الله تعالى، فأسلمت، وقال أبو نعيم لما توفي أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ورثه أبواه جميعا، أبو قحافة وأم الخير، وعن ابن عباس قال أسلمت أم أبي بكر، وأم عثمان، وأم طلحة، وأم الزبير، وأم عبد الرحمن بن عوف، وأم عمار بن ياسر، وقيل عن أم الخير إنها أسلمت قديما مع ابنها أبي بكر الصديق، وقد قال الزبير بن العوام، انها بايعت النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وكانت وفاتها فى السنة الثالثه عشره من الهجره فرضى الله عنهم أجمعين.