أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

نبي الله يوسف علية السلام ” جزء 7″

الدكرورى يكتب عن نبي الله يوسف علية السلام ” جزء 7″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

نبي الله يوسف علية السلام ” جزء 7″

ونكمل الجزء السابع مع نبي الله يوسف علية السلام، فأخبرهم يوسف بأنه يأتيهم سبع أعوام يخضر فيها الزرع ومن بعدها سبع يأتيهم فيها القحط ومن بعدها يأتيهم عام فيه الخير ويرزق فيه الناس، ويعودون إلى عصر ما كانوا يعصرونه من الزيتون والعنب والسمسم وغيره، وأخبرهم ما يفعلون في كل من السنين كي يتغلبوا عن القحط، وعندما علم الملك بعلم يوسف عليه السلام أراد أن يخرجه ويجعله من حضرته، ولكنه أبى ذلك وطلب من رسول الملك الذي أتاه أن يعود إلى الملك ويطلب منه أن يسأل العزيز عن التهم التي وضع على إثرها في السجن كي تظهر براءته أمام الناس جميعا، وعندما سأل الملك عن ذلك أخبرنه أنه تمنع عنهن وأخبرت امرأة العزيز أن الله قد أظهر الحق واعترفت بذنبها، كي يعلم العزيز أنها لم تخنه من دون علمه.

فظهرت براءة يوسف عليه السلام أمام الجميع قبل خروجه من السجن وما كان به من الظلم، وعندما ظهر للملك ما كان به من الظلم والعفة وما يمتلكه من العلم والحكمة طلب ان يأتوه به كي يكون من أكابر القوم عنده، وطلب من الملك أن يوليه على خزائن الأرض كي يستطيع إخراج الناس من الضيق الذي سيحصل بحسب رؤيا الملك، فهو علم أنه يستطيع ذلك وله من القوة والعلم والأمانة ما يؤهله لذلك، ولهذا طلب بنفسه أن يتولاه فلا حرج في ذلك، وقيل أيضا أن العزيز عندما مات زوجه الملك امرأته وجعله في منصبه فأصبح ذا مكانة وشأن في الأرض، والله تعالى لا ينسى الظلم إذا وقع بالإنسان ويأخذ بحقه حتى ولو بعد سنين، فكيف لقصة يوسف عليه السلام أن تنتهي من دون أن يعيد له حقه لما وقع عليه من الظلم من أخوته.

ويلم شمله مرة أخرى بأبيه الصالح عليهما السلام، فعندما كانت سنين القحط كان يوسف عليه السلام الحاكم على الأمور المصرية، فأتى إخوة يوسف يطلبون الطعام منه، فعرفهم على الفور إلا أنه لم يخطر ببالهم أبدا أن يكون يوسف قد وصل إلى هذه المكانة العظيمة فلم يعرفوه، وأعطاهم الطعام حمل بعير كما جرت به العادة بإعطاء كل شخص، وسألهم عن أنفسهم فأخبروه أنهم اثنا عشر رجلا ذهب منهم واحد وبقي الآخر عند أبيهم، فطلب منهم أن يأتوه به في العام المقبل فقد تيقنوا من أنه يوفي الكيل لكل شخص ويعدل بين الناس، وهددهم بانهم إن لم يأتوه به فلا كيل لهم عنده، وطلب من فتيانه أن يعيدوا لهم البضاعة بالخفية خوفا من أن لا يكون لديهم ما يعودون به في العام المقبل ليقايضوا به، وعندما عادوا اخبروا أباهم يعقوب عليه السلام.

أنه إن لم يبعث معهم أخيهم في العام المقبل فإنه سيمنع الكيل منهم، وعندها وافق يعقوب عليه السلام على خيفة من نفسه أن يبعث أخيهم معهم إذ إنه كان يرى فيه ريح يوسف عليه السلام ويعوضه عنه، وقد بعثه أيضا لحاجة أهله إلى الطعام وأن لا قدرة لهم على من الطعام في سنين الجدب والقحط هذه، فأخذ منهم المواثيق والعهود مع علمه أنه لا تنفع المواثيق إن حصل القدر، وقد طلب منهم عليه السلام ان يدخلوا من ابواب متفرقة وكان السبب في هذا أن لا يصابوا بالعين فقد كانوا حسان الشكل، وعندما دخلوا إلى الملك ومعهم أخوهم أخبره أنه أخوه وطلب منه أن يكتم ذلك، وأراد أن يحتال عليهم كي يأخذه منهم، فوضع صواع الملك أي سقايته في رحل أخيه بنيامين واتهمهم بالسرقة وأنه لمن يعيد الصواع حمل بعير آخر.

ولكنهم نفوا ذلك، فطلب يوسف منهم ان يخبروه ما جزاءهم إن كانوا كاذبين، فأخبروه أن من يسرق عندهم يدفع منه، وقد طلب منهم ذلك لأنه لم يكن باستطاعته أن يأخذ أخيهم منهم بحسب سياسة مصر، فلما استخرجوا الصواع من حمل بنيامين اتهموه أنه يسرق كأخيه من قبل ويعنون يوسف عليه السلام، إلا أنه أسرّها في نفسه، وطلبوا منه أن يأخذ أحدهم بدلا منه لأنهم أعطوا المواثيق لأبيهم، ولكنه أبى أن يأخذ أحدا غير الذي سرق وأن ياخذ البريء عوضا عنه، وعندما يئسوا من إرجاع أخيهم قال كبيرهم أنه لم يعد قادرا على مواجهة أبيه بعد المواثيق وبعد ما فعلوه بيوسف عليه السلام، وأنه لن يعود حتى يأذن له أبوه بالعودة أو أن يستيطع إرجاع أخوه بنيامين من الملك، وعندما عادوا إلى أبيهم وأخبروه بما حصل كذبهم وخاصة بعدما فعلوه بيوسف.