القلم والممحاة
الشاعر/عاطف محمد
بينَ الكُتبِ والكرَّاسَات
قَالت بصوتٍ من ثُبات
كيف حَالُك يا صديقي
بين ماضٍ وبين أَت
قال ياممحاةُ صمتًا
إِنى أَكرهُكِ بشده
لا أُطيقُ مِنك عذرًا
أنتِ إبهامٌ تردَّى
ظهرَ بالوجه اِنْدهاش
وامتعاضٌ وانْكِماش
ماسبب سوء الشعور
هذا لي ظلمٌ وجور
أَنْتِ دومًا لا تبالي
تمحو أجْزاءُك كلامِي
بعضَ أحيانٍ فى صمتٍ
بانتصارٍ وغلوٍ وتعالي
ياصديقي هذا خَطأٌ
إن فُعِل ليس بقصدٍ
أمحو أخطاءَ الكتابة
حين يظهرُ كلُ شردٍ
القلم رد بغضبٍ
وانفعال واقتضاب
إِنِّى أكرُهُكِ كثيرًا
لستِ من فُضلى الصِّحاب
ذاك عملي ياصديقي
كَىْ أصونَ لك المهارة
عملي نافع مثْلُ عمَلُك
أنه عينُ الجدارة
أنتِ مخطئةٌ غرورة
هل يساوى من يضيف
مَن يزيل بكل صورة
أين بطلٌ من وصيف ؟؟؟
مِن حكيمٍ للمشورة
هل يعادل من يعلم
كلَ من يمحُو الكلام
هل يساوي من يُفهِّم
مَن يُزيلُ على الدَّوام
الخطأ عند الإزالة
انْتصار للعلام
لوْلا دَوْرِى بأى حالة
ما بدا قلمًا يُلام
برهةٌ… صَمَتَ النِّقاش
وسْطَ نظراتِ اندهاش
بين تفكيرٍ بصدق
فانتهى صَدُّ الغُباش
القلم نطق حزينًا
كلُ يومٍ تصْغُرين
حجمُك صار ضئيلًا
أنه وضعٌ ثقيل
هذا طبِيعِىٌ لأني
أضحي دومًا بجزء مني
كلما محوْتُ خطأً
أَصْغُرُ بالرغمِ عني
كُلِّي إحساسٌ صديقي
صرتَ أقصر مما كنت
لن نفيدَ الآخرين
إلاَّ بتضحيةٍ فى صمت
نظرت الممحاةُ عطفًا
للقلم قالت بصدقٍ
مازالْتُ تَكْرَهُنِي صديقي
مازال عقْلُك يستهين
كيف أَكْرَهُكِ ونحنُ
نفسُ أجواءُ القضية
جمَّعتْنا بالتفاني
نفس أسبابِ التضحية
كلُ يومٍ تصحو فيه
يُنقصُ العمرَ بيوم
إن لم تكن قلمًا نبيهًا
يكتبُ للناس السعادة
فكن ممحاةً لطيفة
تمحو أحزانَ الجميع
وتبث أملًا بالتفاؤل
يكسو دنيانا الربيع
إن من يأتى جميلًا
صار فارِسنا النبيل
سوف ينعم بكلِ قادم
فى كل وقتٍ وكلِ حين