حبة تسامح
بقلم/صفاء عبدالنبي
تعصف بنا الأيام سريعاً وتقلبنا رأساً على عقب ، ولطالما آلمنا أصحاب وأهل وأحباب.
وحتى المجتمع الذي نعيش فيه مغمور بالتناقض في كل شئ ؛
نعيش في صراعات مستمرة.
وأما الآن وفي اليوم الدولي للتسامح (السادس عشر من نوفمبر )
فلابد لنا في نهاية اليوم من حبة تسامح نستقيها كي تسعفنا على قضاء الأيام براحة وأمان.
فالتسامح هو أن تمتلك القدرة على العفو والمغفرة عن كل ما آذاك نفسياً وجسدياً و فكرياً و اجتماعياً و روحياُ وتتقبل وجوده في حياتك وتتفاهم معه .
ومن صور التسامح أن
…تتسامح مع النفس …
فمهما بدر منك من أخطاء وزلات وفشل وركود فعليك في نهاية المطاف أن تتسامح مع نفسك وتغفر لها كل ما حدث وتصافح الكون من جديد بروح مرحة ونفس مقبلة على الحياة من جديد ، ومهما كانت هيئتك فلابد لك من أن تتعايش مع نفسك كما هي بوزنك وشكلك وروحك متفاهماً مع أخطاءك ومتسامحاً مع النقصان الموجود بداخلك
….تتسامح مع الأهل والأحباب…
فمهما قسا الأهل و الاقارب وتقطعت الأرحام والعلاقات فلكي تمضي أيامك بطيب الأثر فلابد من جلسة تسامح نصلح فيها ما أفسدته الأيام والاختبارات …
….تتسامح مع المجتمع ..
فلا فرق بين عربي و أعجمي
ولا مجال أيضا للابيض والأسود
ولا خيرة بين رئيس وعامل نظافة
فلا بد لك من أن تتسامح مع كل البشر حولك وان تتسامح مع دورك في المجتمع وتحترم الآخرين وتتسامح مع خلافهم لك فكراً وثقافة و مالاً وجمالاً ..
وفي النهاية لا تمضي يومك بدون جلسة تتسامح فيها مع الماء والهواء ولاتنس أنك في الأصل أيام وتمضي فامض يومك بود وتسامح وتفاهم مع الحياة وما فيها ولا تثقل نفسك بحمل الماضي في جيبك طول الوقت .