أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

“حق الوطن” 

“حق الوطن” 

كتب/مغازي منصور عضو الرابطة العالمية للأزهر الشريف وإمام وخطيب بوزارة الأوقاف

مم لا شك فيه أن الدين الإسلامي أحاط الوطن بسيجات عظيمة من الحفظ والصيانة ومحبة الوطن فطرة إنسانية جليلة جبلت عليها النفس البشرية السوية وقيمة دينية عظيمة وقد رسخ نبينا “صلى الله عليه وسلم” معنى الحب والوفاء للوطن حين أخرجه قومه من مكة المكرمة فخاطبها قائلاً “مَا أَطْيَبَكِ مِنْ بَلَدٍ وأَحبَّكِ إلَيَّ، وَلَوْلَا أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا سَكَنْتُ غَيْرَكِ” وفي رواية أخرى “وَاَللَّهِ إنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إلَى اللَّهِ، وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ” ومحبة الوطن تقتضي احترام علمه ونشيده وسائر مقوماته والحفاظ على أمنه وأمانه واستقراره.

فالوطن نعمة من أجل نعم الله عز وجل ويجب علينا أن نشكرها قولاً وعملاً و أن نحافظ عليها من خلال حبنا لوطننا وحب الوطن لا ينحصر في مجرد كلمات تقال أو شعارات ترفع إنما هو سلوك وعمل وتضحيات وحقوق بنبغي أن تؤدى من أعلاها وأشرفها العمل على تحقيق أمن الوطن واستقراره والتضحية في سبيل حمايته والأمن نعمة من الله عز وجل دعا بها الخليل إبراهيم عليه السلام ربه عز وجل حيث قال سبحانه (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ) وقال سبحانه ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ) كما جعل نبينا “صلى الله عليه وسلم” نعمة الأمن مقدمة على نعمة الطعام والشراب حيث قال “صلى الله عليه وسلم” « مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا» وحماية الأوطان من صميم مقاصد الأديان وتعد التضحية بالنفس أعلى مراتب التضحية حيث يقول سبحانه (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) ويقول سبحانه (وَٱلشُّهَدَآءُ عِندَ رَبِّهِمۡ لَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ وَنُورُهُمۡۖ) وقد بشر نبينا “صلى الله عليه وسلم” حراس الوطن وحماته الذين يضحون بأنفسهم دفاعاً عنه ببشريات عظيمة حيث يقول نبينا “صلى الله عليه وسلم” (عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ الله، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ الله) ويقول “صلى الله عليه وسلم “(أَلا أُنَبِّئُكُمْ بليلةٍ أفضلَ من ليلةِ القدرِ ؟ حارِسُ الحَرَسِ في أرضِ خَوْفٍ لعلَّهُ ألَّا يرجعَ إلى أهلِهِ) ولله در القائل : بلاد مات فتيتها لتحيا * وزالوا دون قومهم ليبقوا.

فاللهم احفظ بلادنا مصر وسائر بلاد المسلمين