مالم نستطع عليه صبرا
بقلم/ احمد حسن
إن لمنازل الصابرين درجات عالية عند ربهم لذا يعد الصبر من سمات الأنبياء والرسل واصحاب الرسالات السامية التي يجد أصحابها الملاذ والحل الأوحد لكي تكتمل غايتهم في نشر وتحقيق أهداف رسالتهم.
ونجد في قصة موسي الخضر عليها السلام في سورة الكهف عبرة وعظة لابد وان نقف عندها كثيراً ونتأمل طبيعة النفس البشرية في كونها متعجلة متسرعه لمعرفة جميع مجريات الأمور وحب الفضول ومعرفة الأسباب الظاهر منها والباطن والتي لا تكون عادةً في مصلحة السائل أو إستعجاله للخير فللمدبر شئون لا نعلمها ولو أننا تحلينا بالصبر لجاء الخير بعد حسن ظننا دائماً.
والصبر له أنواع عدة بتعدد المواقف والابتلاءات فالصبر على الأذى والإبتلاءات علاج حيوي ورباني للنفس البشرية إذا إقترن بحسن الظن بالله.
فقال تعالى
{ وَٱسۡتَعِینُوا۟ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِیرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَـٰشِعِینَ }
[Surah Al-Baqarah: 45]
{ وَمَا لَنَاۤ أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى ٱللَّهِ وَقَدۡ هَدَىٰنَا سُبُلَنَاۚ وَلَنَصۡبِرَنَّ عَلَىٰ مَاۤ ءَاذَیۡتُمُونَاۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡیَتَوَكَّلِ ٱلۡمُتَوَكِّلُونَ }
[Surah Ibrâhîm: 12]
وتأتي آيات عده في كتاب الله ومواقف لنا منها العبرة ولا أجد أكبر من حادثة الإفك وما تعرض له رسولنا الكريم وآل بيته من أذى وكيف صبر نبينا وهو أشرف الخلق جميعاً وكان له أن يدعي ربه بأن يظهر الحقيقة السريعة ولكن لجميع مواقفه حكمة وعبرة لنقتدي بها جميعاً فصبر ﷺ حتى أنزل قرآن يبرئ آل بيته وما له من تشريف عظيم كذلك الفرج الذي يأتيك بعد الصبر على البلاء أياً كان حجمه ولك في رسول الله ﷺ قدوة.
إن ما نمر به اليوم من أزمات وظروف صعبة والتي يمر بها العالم لابد وان يتطلب ذلك الصبر المقرون بحسن الظن بالله فلنأخذ بالأسباب .
و ان ما أراه الحل الجذري لتلك الأزمان هو العمل والإنتاج والاخلاص وحسن الظن بالله فوعدنا الله ووعده الحق
قال تعالى
{ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِن تَنصُرُوا۟ ٱللَّهَ یَنصُرۡكُمۡ وَیُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ }
[Surah Muhammad: 7]
صدق الله العظيم.