أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

اللاعودة – جسور منهكة

اللاعودة- جسور منهكة 

بقلم/ احمد حسن زكي

يمر بنا قطار العمر عادةً بسرعة لاندرك مدي وقياس حركتها ولا نعي قدر تلك المسافات التي قطعناها حتي نصل الي نهاية الطريق تلك النهاية الحتمية التي تعتبر بمثابة آلة التنبية التي توقظك علي الحقائق ومنتهي غاية الحياة المعروفة مسبقا ولكنها دروب الحياة وغفلتها تنسينا ان النهاية مهما طالت الطرق وتعدد فهي حتمية الوجود ولكننا في جميع الاحوال نقطع تلك الطرق ونغادر أماكن و ذكريات احيانا عندما نرحل للأبد بقرار حاسم قرار اللاعودة.

طريق اللاعوده هو طريق اجباري كجسر بلدة مهجورة انهكته رياح العمر وضعفت سواعده وترنحت قواعد اخشابه فهو لا يحتمل المرور عليه الا لمرة واحدة حين تقف علي ممره فلابد ان تتخذ قرار اللاعودة ولكنه يعطيك فرصه واحدة للمرور أما ان تسير واما ان تظل اخر من تبقي من تلك البلدة المهجورة ولم لا فقد سار عليه جميعهم ولم يتبقى سوي ركام من خلفك واثار مجرد اثار شهدت علي أفعال من هاجروا فقد رحلوا وتبقت لهم فرص الرجوع فما زال الجسر يحتمل المرور فقد استنفذوا كافة الفرص للعودة ولكنهم تركوا البلدة للأبد حتي يأس ذلك الجسر وقرر ان يحتفظ بالمرور الاخير لك لكي تتكافأ الفرص وتتساوي العدالة التي تختفي عادةً في أحكام البشر ولكن قانون الطبيعة العادل يأبي ان يتنازل عن تلك المصداقية في اتاحة الفرصة لك بالمرور الاخير…..

تلك هي الحياة عندما تقسوا علي البعض وفي خضم تلك المعتركات التي يتصارع بها بنوا البشر عندما ينشغل الجميع كفرار الاخره فا الكل منشغل وخيار الالتفات الي الخلف في تلك الاوقات لا يكون الخيار المناسب في كل الاحول لصالحك فقد تدهس ممن تحب ولا مكان للعتاب ولا للوم حتى ممن قدمت لهم الدعم واصغيت له في اسواء حالاته فالجميع قد ادرك مخاطر الالتفات وتغلب علي العاطفة التي لا تجلب عادةً سوي سراب المحبة فلا داعي للإلتفات ولا حتي القاء السلام…

انت علي حافة الممر وبمرورك خطوة تسقط فرص رجعوك بقدر تلك الخطوات كمشاهد افلام هوليود عندما تتساقط اخشاب الجسور فلا يستطيع البطل العودة وانت الان لا تستطيع ان تقيم حياتك وحدك فودع تلك البلدة فجميعهم رحلوا ولكن لابد وان تعي جيداً ان الذهاب هنا بلا عودة.

قد تري ذلك المقال كأفلام المخرج الراحل يوسف شاهين في ارتجاله وتناوله لبعض الروايات ولكن اتحفظ بتلك الكلمات قد ترجع اليها عندما تقابل ذلك الجسر المنهك والذي يتطلب منك قرار حاسم عندما تهجر اماكن لك فيها من الذكريات ما يجعلك تعيش عليها سنين بلا فائدة فهو قرارك وحدك.

عندما اصبح السادات منبوذاً. 
أ/احمد حسن زكي