كسرها طلاقها
بقلم/ هالة عكاشة
روى مسلم عن أبي هريرة قال :قال رسول الله ﷺ :
: إِنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِن ضِلَعٍ، لَنْ تَسْتَقِيمَ لكَ علَى طريقةٍ، فَإِنْ استمتعْتَ بِهَا اسْتَمتَعْتَ بِهَا وفِيها عِوجٌ، وإِنْ ذَهَبْتَ تُقيمُها كسرتَهَا، وَكَسْرُهَا طلاقُها
أى إن أردت أن تستمتع بحياتك مع زوجتك فلاطفها وأصبر عليها وبذلك تبلغ مرادك في الإستمتاع وحسن العشرة والذى هو أهم من المعيشة .
لا أستنكر أن الطلاق وإنكسار العلاقات الأسرية هو أفة العصر الحديث على الرغم من إختلاف أسبابه وعظم أمر الطلاق عند الله إلا أنه ربما يكون في بعض الأحيان المخرج الوحيد في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من حياة وطموحات سواء كان للرجل أو المرأة
فإن لم يكن وفاقا ففراقاً
وليس شرطا أن يطلق الرجل المرأه أو أن تطلب المرأه الطلاق ففي كلتا الحالتين يقع الذنب على إحداهم دون الآخر و في كلتا الحالتين ينهدم كيان كان لنا فيه نصف الدين
*إذاً
لماذا يحدث الطلاق ولما هو فى إزدياد مستمر…؟!
يحدث بسبب
١- الجهل
بإصول الدين وعدم جعله المرجع الأساسي للحياة بقوامة الرجل وقيادة المرأة وكذلك الجهل بمتطلبات شريك الحياة
٢- الزواج السريع والمبكر
للفتيات ..الصغيرة والجميله مستحباً ومفضلاً الزواج منها حتى تبقي شباب العمر بأكمله ولكن هنا ينقصها تدبير العقل والحكمة
وللشباب ما استطاعوا الزواج دون تعليمهم تحمل المسؤلية ومراعاة شريكة الحياة
٣- قهر المرأة وحرمانها من أبسط حقوقها في التطور والتعليم والإهتمام بالذات
وبالتالي يخرج لنا جيل مكسور مهزوم يخشى حتى مواجهة من حوله في طلب أبسط حقوقه
٤-الحموات الفاتنات
والتي كانت سبباً فى تسجيل أكبر نسبة حالات طلاق في محكمة الأسرة بسبب تدخل الأهل والأمهات في حياة صغارهم
والمشاكل الزوجية التي لا تعد ولا تحصى بسببهم وخُلع المرأة وحكم الطاعة للرجل لرد كيدهن
٥- الخلافات المادية
والتي تندرج تحت بند ماهو ضروري ،ومنها ما هو كمالي فيختلط الحال بين الأمرين ويكون الحال خلافاً بلا رجعة
٦- فقدان الصبر والتحمل
مع مرور السنوات تزداد المشاكل المتراكمة ومع وجود الأطفال وأعباء الحياة وضغوطها يذهب البعض إلى أسهل حل وهو الطلاق حتى يتخلصون من كل ذلك وينسون أن الصبر يأتى بثماره دائماً
٧- إذاعة أخبار الحياة الزوجيه وكل ما هو خاص للأصدقاء والأهل مما يفسد الحياة ويزيد من تدخلات الآخرين ففي النهاية أنت من سمحت لهم بذلك
٨- الخيانة الزوجية
هي خيانة أحد الطرفين ولا يقتصر مفهوم الخيانة هنا على العلاقة الجسدية فقط ولكن الخيانة أيضاً هي الخيانة العاطفية أي عندما يغرم أحد الزوجين بشخص آخر وهكذا تتفكك الأسر ويحدث الطلاق
٩- أسباب أخرى
رفع مستوى التوقعات و كثرة المجاملات
و اختلاف الثقافات
عدم تمكين العروسين من التفاهم أثناء الخطوبة مما يدخلهم في صراع بعد الزواج بين الواقع والمأمول
عدم الإنجاب مرض أحد الطرفين مرض لا يستطيع الطرف التاني تحمله
إهمال المرأه و تعسف الرجل نادراً ما يكون الزواج زواج عقل ولكن الطلاق يجب أن يكون طلاق عقل لأن الزوجين يعرف كلاهما الأخر
*ساشا غيرتي*
نظره المجتمع للمطلقات ..
وعلى غرار الأرملة فالأمر هنا قضاء وقدر أما المطلقه هي من إختارت أو انها السبب وهنا وفى كلتا الحالتين يقع اللوم على تاء التأنيث فينظر لها المجتمع نظره شك وإرتياب وانها متمردة ومصدر تهديد لبيوتهم ..أنانية فاشلة غير حكيمة
وما لم تتحمل وتصبر وتصمت فهي كل ذلك
تخشاها النساء من أن تؤثر على بناتها أو أن تغري أزواجهم بحجة أن لها خبرة سابقة في الزواج مع العلم أن البعض منهم تعرض إلى معامله قاسية وجافة من الأزواج والقهر والظلم والإساءة
فإما ينسحبن ويؤثرن السلامة حتى تدوم المعاملة الطيبة على الرغم من الإنفصال
وإما يصبرن ويحتسبن عند الله أمرهن بسبب وجود أولاد صغار عسى أن يحدث الله بعد ذلك أمرا
فالمرأه المطلقة حقها على المجتمع وعلى أسرتها أيضاً في معاملتها بطريقة سوية يملؤها الإحترام والعتزاز بها كأنثى فليس معنى أنها فشلت في زواجها أن هذا ينقص من دينها وأخلاقها وسلوكها
فلا تزر وازره وزر أخرى فالحكم على أي إمرأه سواء كانت أرمله مطلقه عزباء متزوجه يجب أن يكون من منطلق فكرها عقلها سلوكها دينها أخلاقها دورها في المجتمع
والتعامل معها بغير ذلك منافى للتعاليم الدينيه وسماحة الإسلام فالطلاق حق شرعه الله للطرفين فلا جدال ولا إجبار في ذلك على البقاء
زواج المطلقات
كان الموت هو أكثر ما يفرق بين المرء وزوجه إلا أنه كان هناك الكثير من القصص لصحابيات تطلقن مثل أم كلثوم بنت عقبه وطلاقها من الزبير بسبب غيرته الشديده وزواجها بعد انتهاء شهور العدة ولم يساء فهمها
ولكن في هذا الزمان وبسبب نظرة المجتمع للمطلقة أصبح الزواج الثاني لها شئ منافي للأخلاق ومعايير المجتمع
ولا يحق لها بأن يدخل عليها أكثر من رجل حتى بعد الطلاق التام وإنقضاء شهور العدة
فتطوع المجتمع في إصدار أحكام اجتماعية لكي تحاصر المطلقه ولا تفكر بالزواج
وإقناع الآباء بأن إبنتهم جربت حظها مره فلا داعى للتكرار فالنتيجه معروفه مسبقاً
أو يتدخل سوء الظن وحبس إبنتهم بسبب الخشيه من كلام الناس
والكارثة الأكبر في إقناع الأبناء أنه ليس من حق أمهم المطلقة في ان تحيا مرو أخرى والبحث عن سعادتها الشخصية لا ينظرون إليها عندما يذهب كل منهم في سعيه لبناء حياته الخاصة تاركين من وراءهم أم وحيدة مكسورة مكتئبة بسبب قلة الإهتمام فلا يدركون حاجه أمهم للزواج ولا يمكن أن يعوضوها عما تشعره في وحدتها
البعض يريد الزواج وهذا حق والبعض لا يريد وهذه حرية
أما نصيحتي الخاصة لكل مطلقة
ثقي فى نفسك ولا تحزني ففي النهاية الطلاق قسمة ونصيب وليس وصمة عار أو نهاية المطاف
إقرئى القرأن بحضور قلبك وتدبري فيه وأبشرى بالخير
إهتمى بنفسك وبأناقتك وما يسعدك لتحسين حالتك المزاجية
تجنبي الحديث عن الماضي وحياتك مع زوجك السابق بالسوء وخصوصاً أمام أولادك
لا تعزلى نفسك عن العالم وإبدئي من جديد
فإرادتك هي المحرك الرئيسي لكل ذلك
فلابد ان تجدى لنفسك نقطه للبداية ففي وجود أولادك بجوارك إذا وجدوا وتحمل المسؤلية يجعلك منك إمرأه أقوى
لا تتسرعي بدخول في علاقة جديدة بدافع الإنتقام أو النسيان
وفى النهاية
عسى الله أن يبدلك بحياة أفضل مما كانت
وعسى أن تكرهوا شئ وهو خيرا لكم
والله أعلم وأنتم لا تعلمون جديد