أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

مشروب السوشيال ميديا

مشروب السوشيال ميديا

بقلم/أحمد حسن

 

لم أتذكر أبداً أن والدي رحمه الله أرسلني في يوم من الأيام لكي أشتري له أكياس البن التي ذاع سيطها في الوقت الراهن على الرغم بأن البومات السيدة فيروز أثناء عصور الكاست كانت حاضرة وكان أيضاً متابع بدرجة إمتياز للصحف اليومية في الصباح كنت اذهب لأشتري هذه الصحف اليومية وكان وصيته ( لازم تجيب جرنال متقراش و مرتب) والا سوف تنهال كلمات اللوم والتوبيخ لكوني لم أعتني بجودة الورق الخاص بالجريدة.

كان المشروب الرسمي آن ذاك هو الشاي المحلي فهو مشروب ما بعد الوجبات واثناء نشرة الأخبار وإذاعة bbc العربية ودقات ساعة بيج بن في الصباح هنا لندن.

إلى أن جاء عصر السوشيال ميديا إستطاع خبراء التسويق أن يجعلوا من مشروب القهوة مشروباً روحياً يحمل كل معاني الحكمة والالهام لكل مريديه وانهم متميزون عن غيرهم ويمتلكوا قدرات خارقة لا يمتلكها غيرهم من البشر كنت أرى ذلك المشروب أيضاً عبارة عن مشروب ترابي لا طعم له مميز ويجلب الدوار والهبوط بالدورة الدموية فلم أستسغ طعمه ولم أكن ضمن المحبيين الملهمين به.

في مصر والدول العربية استطاع خبراء التسويق بدعم من رواد تلك المواقع بإقامة علاقة لا اعرف كونها شرعية أو غير شرعية ما بين مشروب القهوة بصوت السيدة فيروز وامطار الشتاء التي لابد وان تكتمل صورة الإستمتاع بتلك الأجواء بشرب فنجان من القهوة المميز فتهافتت شركات البن في صناعة تلك المادة السحرية التي تجلب السعادة وتضاعفت مكاسب شجرة البن في العالم إلى أن اثر ذلك الإلحاح إلى ان صادق مقولة ( الزن على الودان….. ) واصبحت من محبي القهوة ومازالت إلى الآن أُجرب منتجات تلك المشروب حتى أنني لم أستقر على نوع معين لتعدد الأنواع.

من هنا تأتي قيمة تلك المواقع ومدى تأثيرها على تغيير ثقافة أو ذوق عام فما بالك لو لم تكن السوشيال ميديا فقد أعطت لأشياء كثيرة قيمة و انخفض غيرها ..

إستطاعت تلك المواقع بتوجية الرأي العام المحلي والعالمي لأشياء كنا نظنها عادية لا أجد أبداً أدنى مشكلة في ذلك ولكن المعنى والمراد أن يكون لنا ايضاً رؤية تواجه كل ماهو غير جيد إذا ذاع سيطه وانتشر.

وفي الختام لابد وان أوجه اعتذار لمحبي مشروب القهوة القدامى وما قبل دعايا السوشيال ميديا فلهم كل التحية والتقدير .

مشروب السوشيال ميديا