التعليم في عالم ما بعد الجائحة ورشة عمل فى منتدى شباب العالم
التعليم في عالم ما بعد الجائحة ورشة عمل فى منتدى شباب العالم
كتب حامد خليفة
في إطار فعاليات منتدى شباب العالم المُنعقد في شرم الشيخ في جمهورية مصر العربية، نظم مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة وهيئة إنقاذ الطفولة، ورشة عمل بعنوان “التعليم في عالم ما بعد الجائحة: مسارات التعافي العالمي”، إستهدفت التعريف بآثار جائحة كوفيد-19 على التعليم ودور التعليم في تمكين الشباب لمكافحة الفساد بالتحديد في إطار مبادرة “جريس”(GRACE) التابعة للمكتب.
شارك في الورشة العديد من الشباب من جنسيات مختلفة وممثلين للمجتمع المدني، حيث سلطت الضوء على حاجة الدول إلى تخطيط نظمهم التعليمية من أجل الاستعداد لمعالجة التداعيات المختلفة للجائحة على التعليم والتخطيط لإستراتيجيات تعلم عن بُعد تتسم بالعدالة والإنصاف لضمان وصول جميع الطلاب إلى التعليم إضافة إلى معالجة تحدي تمويل التعليم.
سعت ورشة العمل خلال محور النقاش الأول، إلى إعادة تعريف دور التعليم في الواقع الجديد، وذلك على خلفية ما تسببت به الجائحة من آثار سلبية طالت ما يقرب من 1,6 مليار متعلم في جميع أنحاء العالم، إضافة إلى الخسائر المتعلقة بالتعلم (الهدر التعليمي) والتسرب من التعليم والتهديد الفوري وطويل المدي للمساواة بين الجنسين، على نحو ما بيَّنه تقرير اليونسكو (2021) بعنوان “الآثار الجنسانية لعمليات إغلاق المدارس جراء كوفيد-19”.
إن التوسع في إستخدام الإنترنت في مجال التعليم قد يصاحبه بعض الآثار السلبية كالعزلة الإجتماعية، وعدم تطوير الطلاب لمهارات التواصل، والتنمر، وخطاب الكراهية، مما يتطلب إستعداداً لمواجهة هذا النوع من التداعيات.
وبحسب هيئة إنقاذ الطفولة، فإنه يجب التركيز على الإنصاف، بحيث يتم الوصول إلى الأطفال الأكثر ضرراً من التمييز وعدم المساواة بما في ذلك الفتيات والأطفال ذوي الإعاقة والأطفال اللاجئين والمهاجرين وغيرهم من الأطفال المشردين، والتأكد من إعطائهم الأولية في خطط التعليم.
وانصب التركيز في المحور الثاني للنقاش في ورشة عمل التعليم في عالم ما بعد الجائحة، على تمكين الشباب بهدف مكافحة الفساد من خلال التعليم، وذلك اتساقاً مع الهدف 16 من أهداف التنمية المستدامة والمتعلق بالعمل على الحفاظ على مجتمعات مسالمة وشاملة للجميع، بالنظر إلى أن وجود نظام تعليمي قوي يُشكل عنصراً محورياً لتحقيق هذه الغاية.
وعلى الرغم من انتشار الفساد على مختلف المستويات في أنظمة التعليم في الدول، مما يؤدي إلى إعاقة الوصول إلى التعليم وحرمان الأطفال من التعليم الجيد، يكون من الصعب كذلك تتبع الفساد وقياسه، بحسب المعهد الدولي للتخطيط التربوي (IIEP).
ولهذا طالب المشاركون في ورشة العمل بإعطاء الأولوية لقضية مكافحة الفساد وتمكين طلاب اليوم وشباب المستقبل من إجادة المهارات والمعارف اللازمة للتعرف على الممارسات الفاسدة ومواجهتها في المجتمع ككل وبقطاع التعليم على نحو خاص.
ويقود مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة مبادرة “جريس (GRACE)العالمية للتعليم وتمكين الشباب في مجال مكافحة الفساد” والتي تهدف إلى خلق ثقافة رفض الفساد بين الأطفال والشباب من خلال تسخير قوتي التعليم والشراكات لإحداث تغيير إيجابي. بالإضافة إلى المبادرة الأكاديمية لمكافحة الفساد (ACAD) وهو مشروع تعاوني يهدف إلى تشجيع التدريس والبحث في قضايا الفساد من قبل مؤسسات التعليم العالي.