أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

نبي الله زكريا علية السلام ” جزء 4″

الدكروى يكتب عن نبي الله زكريا علية السلام ” جزء 4″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

نبي الله زكريا علية السلام ” جزء 4″

ونكمل الجزء الرابع مع نبي الله زكريا علية السلام، وكان عمران والد السيدة مريم، إمامهم ورئيسهم، والكاهن الأكبر فيهم، كما كانت حنة زوجته، خالة إليصابات زوجة زكريا، وقد استجاب الله لدعاء عمران وحنة، بعد أن لبثت حنة عاقرا ثلاثين سنة، فحملت ونذرت أن تهب ولدها لخدمة بيت المقدس، وكانت ترجو أن يكون ذكرا، إلا أنها رزقت بطفلة سمتها مريم، وحملتها وقدمتها إلى بيت المقدس، ودفعتها إلى العباد والربانيين فيه، تنفيذا لنذرها، وكان هذا من أحكام الشريعة اليهودية، وتنافسوا في كفالتها، لأنها ابنة رئيسهم وكاهنهم الأكبر، ويعتقد أن عمران أباها قد توفي في هذه الأثناء، وأصر زكريا، على أن يكفلها هو، وحصل الخصام بينهم أيهم يكفل مريم، فلجأوا إلى القرعة، فكانت كفالتها من حظ زكريا عليه السلام، وقد نشأت السيدة مريم نشأة دينية.

وتفرغت للعبادة، فكان زكريا يجد عندها رزقا من رزق الله لم يأتها به، وفي غير وقته، وهذا من إكرام الله لها، عندئذ، وقع حب الذرية في قلب زكريا، وتمنى أن يهبه الله ولدا ذكرا يرث الشريعة عنه وعن العلماء الصالحين من آل يعقوب، وخشي أن يتولى أمر الرئاسة الدينية في بني إسرائيل موالي من الجهلة والفساق والمتلاعبين بالدين، هنالك دعا زكريا ربه، بأن يرزقه بغلام، فاستجاب الله له وبشرته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى، وأنه سيكون من الأنبياء الصالحين، وقد ورد في وفاة نبي الله زكريا عليه السلام، روايتان، كلتاهما تلخص بأن نبى الله زكريا عليه السلام قد قتل على يد أفجر الخلق من بني إسرائيل، فإنهم من عادتهم قتل الأنبياء كما قال الله تعالى في كتابه الكريم، وأولى الروايتين أنه لما شاع خبر ولادة مريم عليها السلام ادعى أناس من بني إسرائيل.

أن زكريا عليه السلام أوقعها في الفاحشة، فأقبلوا إليه، فقتلوه على ذلك ظلما، حيث نشروه بالمنشار، وأما الرواية الثانية فهي أنه لما قتل نبي الله يحيى عليه السلام، أرسل الملك هيرودس وهو قاتله من يبحث عن زكريا عليه السلام، فاختفى زكريا عليه السلام، عن الانظار، حتى نادته شجرة بإذن الله أن يدخل إلى داخلها، فانشقت، ودخل فيها، فعرف بذلك الشيطان، فأخذ شيئا من لباس زكريا، وذهب إلى القوم يدلهم مكانه، فأخبرهم بمكانه داخل الشجرة، وهو يملك الدليل، وهو شيء من ملابس زكريا عليه السلام، فأقبل القوم يقطعون الشجرة، ويضربونها بفؤوسهم، حتى قتل زكريا عليه السلام، وعن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به رأى نبى الله زكريا عليه السلام في السماء.

فسلم عليه وقال له “يا أبا يحيى أخبرني عن قتلك كيف كان، ولم قتلك بنو إسرائيل؟” قال “يا محمد أخبرك أن يحيى بن زكريا كان خير أهل زمانه، وكان أجملهم وأصبحهم وجها، وكان كما قال الله تعالى ” وسيدا وحصورا” وكان لا يحتاج إلى النساء، فهوته امرأة ملك بني إسرائيل، وكانت بغية، فأرسلت إليه وعصمه الله وامتنع يحيى وأبى عليها، فأجمعت على قتل يحيى بن زكريا، ولهم عيد يجتمعون في كل عام، وكانت سنة الملك أن يوعد ولا يخلف ولا يكذب” قال “فخرج الملك إلى العيد فقامت امرأته فشيعته، وكان بها معجبا، ولم تكن تفعله فيما مضى، فلما أن شيعته قال الملك سليني فما سألتني شيئا إلا أعطيتك، قالت أريد دم يحيى بن زكريا، قال لها سليني غيره، قالت هو ذاك، قال هو لك”

قال ” فبعثت جلاوزتها إلى يحيى وهو في محرابه يصلي، وأنا إلى جانبه أصلي، قال فذبح في طشت وحمل رأسه ودمه إليها” قال، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “فما بلغ من صبرك؟” قال “ما انفتلت من صلاتي” قال ” فلما حمل رأسه إليها، فوضع بين يديها، فلما أمسوا خسف الله بالملك، وأهل بيته وحشمه، فلما أصبحوا قالت بنو إسرائيل قد غضب إله زكريا لزكريا، فتعالوا حتى نغضب لملكنا فنقتل زكريا” قال “فخرجوا في طلبي ليقتلوني، وجاءني النذير فهربت منهم، وإبليس أمامهم يدلهم علي، فلما تخوفت أن لا أعجزهم، عرضت لي شجرة فنادتني وقالت إليّ إليّ، وانصدعت لي ودخلت فيها” قال “وجاء إبليس حتى أخذ بطرف ردائي، والتأمت الشجرة وبقي طرف ردائي خارجا من الشجرة …؟