أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

الرسول في غزوة بنى النضير “جزء 5”

الدكرورى يكتب عن الرسول في غزوة بنى النضير “جزء 5”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

الرسول في غزوة بنى النضير “جزء 5”

ونكمل الجزء الخامس مع الرسول في غزوة بنى النضير، وأما عن غزوة بنى النضير، فكان بعد ما وقع للمسلمين في غزوة أحد تجرأ اليهود على المسلمين، وبدوا يكاشفونهم بالغدر والعداوة، ويتصلون بالمشركين والمنافقين ويعملون لصالحهم ضد المسلمين، والنبى صلى الله عليه وسلم، صابر متحمل لأذاهم وجرأتهم، وخاصة بعد وقعة الرجيع ومأساة بئر معونة التي قتل فيها سبعون رجلا من أفاضل الصحابة في كمين غادر للمشركين وحلفائهم اليهود، وقد تألم النبي صلى الله عليه وسلم، لهذه المأساة التي قتل فيها سبعون من أصحابه تألما شديدا، وهى سرية مرثد بن أبي مرثد أو سرية الرجيع وهى أحد سرايا الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد أرسل فيها الصحابي مرثد بن أبي مرثد في عشرة من الصحابة.

وقيل ستة وكان ذلك في شهر صفر من السنة الرابعة للهجرة، وغُدر بهم عند بئر الرجيع، وقد أسر ثلاثة منهم، وقيل أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعد أحد جمع من عضل والقارة يطلبون منه أن يبعث معهم من يعلمهم شرائع الإسلام ويقرأ عليهم القرآن، فبعث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ستة من أصحابه وقد ذكر موسى بن عقبة أنهم ستة مع تسميتهم أيضا، بينما في الرواية الأولى كانوا عشرة من الصحابة الكرام وقيل هم، مرثد بن أبي مرثد الغنوي، وكان أمير القوم، وخالد بن البكير الليثي، وعاصم بن ثابت بن أبي الأفلح، وخبيب بن عدي، وزيد بن الدثنة، وعبد الله بن طارق، فخرجوا مع القوم الذين أتوا يطلبون من يعلم قومهم الإسلام، حتى إذا وصلوا إلى ماء الرجيع غدروا بهم.

فنادوا هذيلا، فأحاط بالصحابة المشركون بسيوفهم، وقال لهم المشركون “إنا والله ما نريد قتلكم، ولكنا نريد أن نصيب بكم شيئا من أهل مكة، ولكم عهد الله وميثاقه ألا نقتلكم” لكن مرثد وخالد بن البكير وعاصم بن ثابت ردوا عليهم “والله لا نقبل من مشرك عهدا ولا عقدا أبدا” فلما قتل عاصم أرادت هذيل أخذ رأسه ليبيعوه لسلافة بنت سعد بن سهيل، فهي كانت قد نذرت حين أصاب ابنيها يوم أحد أن تشرب في قحف رأسه الخمر، فمنعته الدبر وهى حشرات، فقال القوم دعوه حتى يمسي فيذهب عنه فنأخذه، فأرسل الله ماء حمله، وكان هذا عهدا له عند الله ألا يمس مشركا ولا يمسه مشرك، فقتل من قتل، وبقي خبيب وزيد وعبد الله بن طارق فلانوا وسلموهم أنفسهم.

لكن في الطريق إلى مكة عند الظهران انتزع عبد الله بن طارق يده من القران فهرب وأخذ بيده سيفه فرموه بالحجارة حتى قتلوه، فقبره بالظهران، ثم باعوا خبيب وزيد إلى قريش، واشترى خبيب بنو الحارث بن عامر بن نوفل، ذلك أن خبيب قتل الحارث يوم بدر، وعندما أرادوا قتله قال “دعوني أصلي ركعتين” فكان أول من سن الركعتين عند القتل، وقيل أنه كان مرثد يحمل الأسرى ليلا من مكة حتى يأتي بهم المدينة ، فوعد رجلا من الأسرى بمكة أن يحمله، قال مرثد فجئت به حتى انتهيت به إلى الحائط من حيطان مكة في ليلة مقمرة، فجاءت عناق وكانت من جملة البغايا بمكة، فرأت ظلي في جانب الحائط، فلما انتهت إلي عرفتني، وقالت مرثد، قلت مرثد، قالت مرحبا وأهلا هلم تبت عندنا الليلة.

فقلت يا عناق إن الله حرم الزنا، فدلت علي فخرج في أثري ثمانية رجال، فتواريت في كهف الخندمة فجاؤوا حتى وقفوا على رأسي، فأعماهم الله عني، فلما رجعوا رجعت لصاحبي، فحملته وكان رجلا ثقيلا حتى انتهيت إلى محل فككت عنه قيده، ثم جعلت أحمله حتى قدمت المدينة ، ثم استشرته أن أنكح عناق، فأمسك عني حتى نزلت الآية “الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين” فدعاني فتلاها علي، ثم قال لي لا تتزوجها، ونكمل مع غزوة بنى النضير، وقيل فى رواية أخرى أنه في يوم من الأيام خلا اليهود بعضهم إلى بعض وسوَّل لهم الشيطان أعمالهم، فتآمروا على قتل الرسول صلى الله عليه وسلم.