لأني أحبها ذبحتها…بقلم المفكر الدكتور /احمد البهنساوي
هذا هو منطق طالب جامعة المنصوره الذي ذبح محبوبته بالأمس نهارا جهارا علي قارعة الطريق…
وهو منطق لايقل بشاعة عن عملية الذبح ذاتها.
ولاعلاقة لهذه الجريمة بالحب أبدا ، ومرتكبها لم يعرف من الحب شعرة .
والقتل هنا ليس وليد لحظته وإنما محصلة مفاهيم تربية خاطئة وتراكم صراع طويل داخل شخص تعود علي امتلاك كل شئ وانتفخت بداخله شهوة السلطة والتسلط في امتلاك مايريد..
وهوس التملك يصل إلى الإستحواذ علي كل خصوصيات الآخر بدءاً من مصادرة اختياراته وحرية عاطفته وأصدقائه وعمله ومادياته وانتهاءا بمصادرة الحياة ذاتها ذبحٱ من الوريد إلي الوريد..
وهذا العاشق المزيف حتي لوحدث وتزوج محبوبته فإنه بمجرد امتلاكها سيحولها إلي نبات زينه أو قطعة أثاث ..حيث لا روح…لا.. احساس…وإنما مستندات ملكية اللحم والجسد…
وسيفقد كل شغف، وكل تعلق،..وسيطفو الفتور فالتبلد فالإهمال فالتجاهل فالإشمئزاز..
وهذا ذبح بطيء من نوع آخر….
وهوس التملك حالة معروفة في مراجع الطب النفسي باسم(الاليتومينا)…
أي أن الوضع على حقيقته مرض وليس حب..
الحب الحقيقي هو أن تتقي الله في من تحب…وأقصي مايسعدك هو سعادته حتي وإن لم يكن لك..حيث لذة العطاء له تفوق لذة الأخذ منه.
الحب لايلد الشر أبدا…
لأن أدواته شفافية الروح وذكاء النفس وصفاء الوجدان حتي ليجعلك أخف من جناح فراشه ويفتح مغاليق روحك للنور والسمو…
الحب للروح روح وللحياة حياة. ،ولايمكن أن يصبح البلسم هو الوجع ولا أن تصبح الوردة خنجرا إلا إذا انقلب الهرم…
وعندها سيقول المجرم:
قتلتها لأني أحبها..
المفكر والكاتب الدكتور/احمد البهنساوي