اجبر المستحيل ليكون ممكنا
الجزء الرابع
بقلم:عاطف محمد
هل هو زنديق كافر ؟؟؟
اتهم ابن فرناس بالكفر والزندقة وقدم للمحاكمة فى ساحة المسجد الجامع بالأندلس وكانت أدلة الاتهام قيامه باختراعات غريبة على أهل عصره الذين قالوا إنه ساحر كافر زنديق مجنون الفكر والاتجاه !!!!؟؟
وعندما مثل أمام القاضي “سليمان بن الأسود الغافقي” و الذى وجه له الاتهامات واحدا تلو الآخر ، لم يهتز يقينه بنفسه قيد أنملة ، وأوضح فى مرافعته عن نفسه أن اختراعاته تقوم على أسس علمية ومرجعية دينية ، وضرب للقاضي مثلا بالطحين الذى يعجن ثم يخبز ويصير خبزا هل يسمى هذا سحرا ؟هل يسمى كفرا ؟؟؟؟!!!
فكيف يكون الابداع زندقه؟؟؟؟
قال القاضي بيقين دامغ:
كل اختراع ابتكرته أفاد الناس كما أنني استفدت من الموارد المتاحة التى وهبها الله لنا بأفضل وأحسن صورة ممكنة، وعرض على القاضي اختراعاته
فانبهر بها وأبدى إعجابه بها واقتنع بحديث ابن فرناس وأعلن براءته بل واثنى على جهده .
عباس الفيلسوف
لم تكن الفلسفة بالأمر السهل فى الفهم والإدراك مما دفع العامة لاتهام الفلاسفة وعلماء المسلمين…
بانحراف العقائد وفساد المذاهب
لسببين:
الأول: حالة الجهل بأحوال العلماء والفلاسفة وحقيقة مذاهبهم
والثانى: عدم قناعة بعض العامة بالعلوم الطبيعية النافعة وأنها تتعارض مع الإسلام ومفاهيمه ولكن ابن عباس أكد أن هناك علاقة وثيقة بين الإسلام والفلسفة لأن الإسلام بنى على فلسفة واضحة المعالم والدعائم وايد رأيه بعدة دلائل دامغة .
قالوا عنه
قال “المقري” فى كتاب “نفح الطيب”:
أبو القاسم عباس بن فرناس
حكيم الاندلس، استطاع بذكائه استخراج العلوم وأوجد بعضها فقد فك كتاب العروض للخليل وفك الموسيقى وصنع الميقاته وطير جثمانه لكنه لم يحسن الاحتيال عند وقوعه فتأذى لأنه لم يصنع ذيلا ومن الغريب أنه اتهم فى دينه .
قال ابن سعيد المغربي بالمغرب في “حلى المغرب” :
ابن فرناس حكيم الأندلس نجم عصره تميز بكثرة أدواته وتنوع فنونه فكان شاعرا مفلقا وأديبا ساحقا ومنجما واثقا و فيلسوفا حاذقا ومخترعا سامقا.
كيف مات عباس بن فرناس؟
رحل ابن فرناس عن حياة البشر تاركا كما كبير من العلوم والانجازات رحل فى عام 274 هجريا عام 887 ميلاديا في أثناء حكم الخليفة محمد بن عبد الرحمن بمدينة قرطبة بالأندلس.
ولكن ماذا قال البعض عن موته واشتهر فى التاريخ ؟؟؟؟؟
قال البعض أنه توفى خلال محاولته الأخيرة للطيران ولكن هذا الأمر غير صحيح بالمرة… فلقد عاش مدة طويلة بعد آخر مرة حاول فيها الطيران وكسرت فيها احدى فقراته وتعافى وتوفى بطريقة عادية …
وجاء الاعتقاد الشائع …. لأنه عند موت الجوهرى الذى توفى فى نيسابور عام 1003 بعد محاولة الطيران التى سبق ذكرها من قبل، أعتقد البعض أنه عباس بن فرناس ومن هنا جاء اللبس ..
رحم الله ذلك العالم العبقري الذى صنع بفكره منذ أمد بعيد عالم الحاضر الذى نعيش الآن .
متابعتكم اثرتني وتعليقاتكم دفعتني لمزيد من الجهد .