الدكرورى يكتب عن نبى الله اليسع علية السلام ” جزء 3″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
نبى الله اليسع علية السلام ” جزء 3″
ونكمل الجزء الثالث مع نبى الله اليسع علية السلام، وكان أليشع ابن شافاط وهو من سبط يساكر، وقد أقام في آبل محولة في وادي الأردن، وكان ينتسب إلى أسرة ثرية، لأن حقل أبيه كان يستلزم أثني عشر زوجا من الثيران لحرثه، وقد وجده إيليا يحرث فدعاه للعمل النبوي إذ طرح رداءه عليه وعندما ذهب إيليا إلى ما وراء الأردن ليُنقل إلى السماء ذهب أليشع رداء إيليا وضرب بالرداء مياه الأردن فانفلق الأردن وانشطر وعبر أليشع إلى الجانب الغربي من النهر، ولم يَرد الكثير من التفصيل حول قصته عليه السلام والمعروف عند اليهود باسم إليشع، وعلى الرغم من ذلك تضمنت قصته مع قومه المفهوم العام لدعوة جميع الأنبياء والرسل عليهم السلام وهو القيام بتبليغ الرسالة وتأدية الأمانة.
ودعوة الناس إلى الطريق القويم طالما هم على قيد الحياة، كما تضمنت قصته إتباعه لمن سبقه من الأنبياء فشريعة الأنبياء واحدة، وتضمنت الإتيان على موقف بني إسرائيل من أنبيائهم ذلك الموقف المتكرر مع كل نبي ورسول وهو التكذيب والتعذيب والخذلان، ولم يذكر في القرآن الكريم بصورة منفردة وإنما جاء ضمن مجموعة من الرسل الكرام عليهم السلام، والذين شهد لهم الله تعالى بأنهم من الأخيار أي المختارين لطاعة الله والقيام بواجبه وعبادته وهو من فضل الله عليهم كي يرفع من قدرهم في الدنيا والآخرة فهو بذلك واحد من الرسل الذين يتوجب على المسلم الإيمان بهم كي يحقق مفهوم واحد من أركان الإيمان ألا وهو الإيمان بالرسل جميعا، وقد ذكر النبي اليسع في القرن الكريم في سورة الأنعام.
فيقول الله تعالى ” وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين، ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم الى صراط مستقيم ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون، أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين” وقد ذكر في سورة ص “واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الأخيار” ولم يتم ذكر النبي اليسع في أي سورة أخرى كما أن المعلومات المتوفرة عن حياته والمدة على عاشها والفترة التي عاصرها والتي قدمها العلماء قليلة جدا، وكذلك لا يوجد توافق تام من قبل العلماء على اسم النبي اليسع أو نسبه، وإن كان هناك توافق على الخطوط العريضة العامة.
فقيل إنه اليشع بن شافات، وقيل إن اسمه اليسع أو الأسباط أو اليسع بن أخطبوط كما جاء في تاريخ الطبري، ولا يوجد معلومات على الإطلاق حول تاريخ ولادته أو حتى مرحلة طفولته ومرحلة النبوة ولا حتى مكان دفنه، المعلومات القليلة المتوفرة هي عن الفترة التي كان فيها في جبل قاسيون، وهناك أراء وروايات، فالرواية الأولى تقول إن نبي الله إلياس كان يسكن في بيت أخطوب والد المترجم له، وكان اليسع حينها يعاني من مرض عضال، فدعا له إلياس بالشفاء، فشفاه الله من مرضه، ثم أصبح اليسع مرافقا له في سفره وتولى تعليمه وتثقيفه، وكان ملك بعلبك حينها يعادي إلياس واليسع ما اضطرهما إلى الاختباء في جبل قاسيون ببلاد الشام، ولاحقا انتقلا إلى بعلبك، حيث بقيا هناك إلى أن رفع الله إلياس.
وبعث اليسع نبيا إلى بني إسرائيل، ليدعوهم إلى شريعة إلياس، وفي رواية أخرى يقال إنه كان بعد إلياس، ولكنه لم يكن معه في جبل قاسيون بل قام ببني إسرائيل بعد إلياس يدعوهم إلى عبادة الله متمسكا بنهج إلياس وشريعته، ولكن ورغم شح المعلومات عنه لكن هناك معلومات عن كونه من بانياس من سوريا، وقيل أن من المعجزات التي أيد الله بها اليسع عليه السلام وفق العلماء هو أنه أحيا الموتى، وأبرأ الأكمه أي الأعمى والأبرص ووفق العلماء فقد استيبس له نهر الأردن فمشى ووفق بعض الروايات يقال إن النبي اليسع عليه السلام شق له البحر ليعبره، وهكذا في القرآن الكريم النبي اليسع لم ترد تفاصيل كثيرة عنه، ولكن كتاب الله كرمه وأثنى عليه في الآيات التي ورد فيها اسمه.