الدكرورى يكتب عن نبى الله اليسع علية السلام ” جزء 2″
نبى الله اليسع علية السلام ” جزء 2″
ونكمل الجزء الثانى مع نبى الله اليسع علية السلام، فيروى أنه لما كبر اليسع قال لو أني استخلفت رجلا على الناس يعمل عليهم في حياتي حتى أنظر كيف يعمل؟ فجمع الناس فقال من يتقبل لي بثلاث استخلفه يصوم النهار، ويقوم الليل، ولا يغضب، فقام رجل تزدريه العين، فقال أنا، فقال أنت تصوم النهار وتقوم الليل، ولا تغضب؟ قال نعم، لكن اليسع عليه السلام ردّ الناس ذلك اليوم، دون أن يستخلف أحدا، وفي اليوم التالي خرج اليسع عليه السلام على قومه وقال مثل ما قال اليوم الأول، فسكت الناس وقام ذلك الرجل فقال أنا، فاستخلف اليسع ذلك الرجل فجعل إبليس يقول للشياطين عليكم بفلان، فأعياهم ذلك، فقال دعوني وإياه فأتاه في صورة شيخ كبير فقير، وأتاه حين أخذ مضجعه للقائلة.
وكان لا ينام الليل والنهار، إلا تلك النومة فدق الباب، فقال ذو الكفل من هذا؟ قال شيخ كبير مظلوم، فقام ذو الكفل ففتح الباب، فبدأ الشيخ يحدّثه عن خصومة بينه وبين قومه، وما فعلوه به، وكيف ظلموه، وأخذ يطوّل في الحديث حتى حضر موعد مجلس ذو الكفل بين الناس، وذهبت القائلة، فقال ذو الكفل إذا رحت للمجلس فإنني آخذ لك بحقّك، فخرج الشيخ وخرج ذو الكفل لمجلسه دون أن ينام، لكن الشيخ لم يحضر للمجلس، وانفض المجلس دون أن يحضر الشيخ، وعقد المجلس في اليوم التالي، لكن الشيخ لم يحضر أيضا، ولما رجع ذو الكفل لمنزله عند القائلة ليضطجع أتاه الشيخ فدق الباب، فقال من هذا؟ فقال الشيخ الكبير المظلوم، ففتح له فقال ألم أقل لك إذا قعدت فأتني؟
فقال الشيخ إنهم اخبث قوم إذا عرفوا أنك قاعد قالوا لي نحن نعطيك حقك، وإذا قمت جحدوني، فقال ذو الكفل انطلق الآن فإذا رحت مجلسي فأتني، ففاتته القائلة، فراح مجلسه وانتظر الشيخ فلا يراه وشق عليه النعاس، فقال لبعض أهله لا تدعن أحدا يقرب هذا الباب حتى أنام، فإني قد شق عليّ النوم، فقدم الشيخ، فمنعوه من الدخول، فقال قد أتيته أمس، فذكرت لذي الكفل أمري، فقالوا لا والله لقد أمرنا أن لا ندع أحدا يقربه فقام الشيخ وتسوّر الحائط ودخل البيت ودق الباب من الداخل، فاستيقظ ذو الكفل، وقال لأهله ألم آمركم ألا يدخل علي أحد؟ فقالوا لم ندع أحدا يقترب، فانظر من أين دخل فقام ذو الكفل إلى الباب فإذا هو مغلق كما أغلقه؟ وإذا الرجل معه في البيت، فعرفه.
فقال أعدُوّ الله؟ قال نعم أعييتني في كل شيء ففعلت كل ما ترى لأغضبك، فسماه الله ذا الكفل لأنه تكفل بأمر فوفى به، إلا أن سيرته وهويته تبقى مجهولة في التاريخ، ولم يصل العلماء أو المؤرخون لحقيقة واحدة توضح سيرة اليسع الذى ذكره الله تعالى، وذكر في الأحاديث النبوية الشريفة، وبحسب دراسة بموقع “حوزة الهدى للدراسات الإسلامية” فإن القرآن الكريم لم يتصد لبيان أحواله والتعريف بهويته لكن المعروف بين المفسرين أنه من أنبياء بنى إسرائيل، وقيل إن اسمه واسم أبيه اليسع بن اخطوب بن العجون، واليسع اسم أعجمي غير مشتق، وقرأ حمزة والكسائي اسمه بلامين، وبحسب بعض الروايات فإن هذا النبي الكريم اليسع كان قد بُعث قبل نبى الله عيسى عليه السلام.
وقيل وقد بُعث بعد ابن عمه إلياس عليه السلام في بعلبك وما حولها لدعوة الناس إلى وحدانية الله، وأشار العلماء إلى أن اليسع صنع مثلما صنع نبى الله عيسى عليه السلام، فقد مشى على الماء واحيى الموتى وابرأ الأكمه والأبرص، وقال ابن تيمية في “الجواب الصحيح” إن من المعجزات التي أيّد الله بها اليسع عليه السلام أنه أحيا الموتى، وأبرأ الأكمه والأبرص، واستيبس له نهر الأردن فمشى، كما وردت به الكتب الإسرائيلية، والله أعلم بصحة ذلك، والبعض يعتقد أن اليسع عليه السلام هو يوشع بن نون أحد أنبياء بنى إسرائيل المعروفين، أما اليسع أو اليشع وهو اسم عبراني معناه “الله خلاص” وقد ظهر في التوراة على أنه خليفة إيليا في العمل النبوي في المملكة الشمالية.