الدكرورى يكتب عن السيدة مارية بنت شمعون “جزء 6”
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
السيدة مارية بنت شمعون “جزء 6″
ونكمل الجزء السادس مع السيدة مارية بنت شمعون، وقال النبي صلى الله عليه وسلم، عن إبراهيم عند وفاته ” إن له مُرضعا في الجنة ” ويروي عبد الرحمن بن عوف قصة وفاته فيذكر ” أخذ النبى صلى الله عليه وسلم، بيدي فانطلقت معه إلى إبراهيم ابنه وهو يجود بنفسه فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم، في حجره حتى خرجت نفسه قال، فوضعه وبكى، قال، فقلت تبكي يا رسول الله وأنت تنهى عن البكاء؟ قال صلى الله عليه وسلم ” إني لم أنه عن البكاء ولكني نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين، صوت عند نعمة لهو ولعب ومزامير الشيطان وصوت عند مصيبة لطم وجوه وشق جيوب، وهذه رحمة ومن لا يرحم لا يرحم ولولا أنه وعد صادق وقول حق وأن يلحق أولنا بآخرنا لحزنا عليك حزنا أشد من هذا وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون تبكي العين ويحزن القلب ولا نقول ما يُسخط الرب ”
وأما عن مسقط رأس السيده مارية القبطيه فهى قرية أنصنا وهى تسمى قرية الشيخ عبادة وهي إحدى القرى التابعة لمركز ملوى بمحافظة المنيا في مصر، وقد ذكر محمد رمزي في كتابه القاموس الجغرافي للبلاد المصرية أنه كانت توجد بلدة قديمة شرقي النيل بالصعيد تسمى بيسا، وقد أنشأ الإمبراطور الروماني هادريان بأرض بيسا، قبرا لأحد غلمانه كان يدعى أنطونيوس، وكان قد غرق عندها في النيل، ثم بنى أعيان البلدة مساكنهم حول حدائق هذا القبر فعرفت منذئذ بمدينة، واختفى اسم بيسا، وقد أكد علي باشا مبارك في كتابه الخطط التوفيقية،على هذه الحقيقة فذكر أن أنصنا، بنيت على أطلال مدينة بيسا القديمة.
وقد تغير اسم المدينة قديما على أشكال عدة، فجاء على صورة إلى أن جاء العرب، فعربوه إلى أنصنا، وجعلوها قاعدة لإحدى كور مصر، وسمّاها السكان أنصله ، ثم صارت بين العوام مدينة النصلة، وقد ذكر ياقوت الحموي أنصنا في كتابه معجم البلدان، فقال أنصنا هى مدينة أزلية من نواحي الصعيد على شرقي النيل، وكما ذكرها تقي الدين المقريزي في كتابه الخطط، فقال بأن أنصنا إحدى مدائن صعيد مصر القديمة، وكان بها مدرّج روماني يستخدم كمقياس للنيل، وقد قدمت السيده مارية إلى المدينة المنورة بعد صلح الحديبية وذكر الرواة أن اسمها مارية بنت شمعون القبطية، بعد أن تم صلح الحديبية بين الرسول صلى الله عليه وسلم.
وبين المشركين في مكة، وبدأ الرسول صلى الله عليه وسلم، في الدعوة إلى الإسلام، وكتب الرسول كتبا إلى ملوك العالم يدعوهم فيها إلى الإسلام، وأهتم بذلك اهتماما كبيرا، فأختار من أصحابه من لهم معرفة وخبرة، وأرسلهم إلى الملوك، ومن بين هؤلاء الملوك هرقل ملك الروم، كسرى أبرويز ملك فارس،المقوقس ملك مصر التابع للدولة البيزنطية والنجاشي ملك الحبشة، وتلقى هؤلاء الملوك الرسائل وردوها ردا جميلا، ما عدا كسرى ملك فارسيون، الذي مزق الكتاب، ولقد كان لما أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم، كتابا إلى المقوقس حاكم الإسكندرية والنائب العام للدولة البيزنطية في مصر، أرسله مع حاطب بن أبي بلتعة.
وكان معروفا بحكمته وبلاغته وفصاحته، فأخذ حاطب كتاب الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى مصر وبعد أن دخل على المقوقس الذي رحب به، واخذ يستمع إلى كلمات حاطب، فقال له ” يا هذا، إن لنا دينا لن ندعه إلا لما هو خير منه” وقد اعجب المقوقس بمقالة حاطب، فقال لحاطب ” إني قد نظرت في أمر هذا النبي فوجدته لا يأمر بزهود فيه، ولا ينهي عن مرغوب فيه، ولم أجده بالساحر الضال، ولا الكاهن الكاذب، ووجدت معه آية النبوة بإخراج الخبء والأخبار بالنجوى وسأنظر” وقد أخذ المقوقس كتاب النبي صلى الله عليه وسلم، وختم عليه.