أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

البديل

البديل

بقلم د. شيرين العدوى

ما زلت عزيزى القارئ أتابع معك البحوث التى قدمها مجموعة من الباحثين المتميزين فى مصر فى المؤتمر الذى أقامته الجمعية المصرية للإنتاج الحيوانى، وآثرت أن ألقى الضوء على هذه البحوث المهمة, ليعرف المجتمع كله أن لدينا سواعد تستطيع فى وقت الشدة أن تقف فى وجه التحديات. وسآخذك اليوم فى رحلة إلى بحث جديد قدمه ا. د حسن الشاعر، الأستاذ المتفرغ بمركز بحوث الصحراء الذى يعمل على زراعة الأراضى الملحية بكل التفانى مع مجموعة أخرى لاستبدال محاصيل أخرى بمحصول القمح، أو للحد من استخدام القمح بمفرده، من هذه المحاصيل محصول الكينوا. فمع التحديات التى يشهدها العالم من تغير فى المناخ، وتصحر،ونقص فى المياه، وحروب علينا أن نفكر فى المحاصيل البديلة التى يمكن أن تساعد فى حل الأزمات. والكينوا محصول يعتبر من الفصيلة القطيفية التى تؤكل حبوبها وأوراقها، ويعتبر غذاء مفيدا للإنسان، نظرا لاحتوائه على أحماض أمينية وفيتامينات مثل E و B، كما أنه يفوق القمح لاحتوائه على البروتين بنسبة ١٦- ١٨ %، وقد استخدمته وكالة ناسا الفضائية كغذاء كامل ومتوازن لرواد الفضاء . وميزته أنه يتحمل ظروف الأرض الحدية، والمالحة، كما يمكن زراعته فى الأراضى الصحراوية وتحت نظام الرى بالتنقيط، وفى الأراضى المروية يحتاج إلى ٣٣% من المياه التى يستخدمها القمح، كما يمكن زراعته على ارتفاعات تصل إلى 4500م فوق سطح البحر. ويستخدم المتبقى منه كأعلاف تفوق أعلاف القمح للحيوانات . ويدخل فى صناعة الخبز والكيك والرقائق بخلطه مع القمح بنسبة من ١٠- ٢٥%، كما يستخدم كبديل للأرز، ويؤكل مثل البليلة، وتطهى أوراقه كالسبانخ. وقد تمت زراعته فى شمال سيناء وجنوبها، وبنى سويف، والوادى الجديد وغيرها ونجح الفلاح المصرى فى زراعته بشكل جيد مع الدورات التدريبية . إنه مستقبل الزراعة فى مصر. وقد تم استيراده من أمريكا الجنوبية ومن حضارة الإنديز. إن ما ينقصنا فى مصر هو تعديل الثقافة الغذائية، فلو قدمنا مثلا مجموعة من الإعلانات يتبناها الفنانون وهم يأكلون وجبات معدة من الكينوا ، أو قدمت وجبات منه فى بعض برامج الطهو المشهورة لأقبل عليه الجمهور وتغيرت ثقافتنا، ربما يكون هذا أحد الحلول لأزمة القمح فى مصر. ولم لا ونحن أصلا قد وصل إلينا قمح الإيمر منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة من حضارات الشرق الأدنى والهند ثم طورناه جينيا، حتى وصلنا للقمح المقشر الذى نستخدمه الآن. وهذه المعلومة طبقا لبحث نشرته مؤسسة نتشر العالمية بعنوان جينوم القمح المصرى إيمر الذى قدر عمره بثلاثة آلاف سنة للباحث مشيل اسكوت وآخرين. فنحن كمصريين قادرون على تطوير ثقافة غذائنا ومحاصيلنا تبعا للتحديات التى نواجهها. فالغذاء ثقافة.