(العفوية إبداع وحرية)
بقلم د/ محمود علي سرور
الحمد لله والصلاة السلام علي رسول الله.
قال تعالى على لسان رسوله – صلى الله عليه وسلم: ((وما أنا من المتكلفين)).
الإنسان العفويّ بسلوكه يتصرّف على طبيعته، فلا يبدو متصنعاً ولا يسعى للظهور بما ليس هو عليه.
العفوية أن يصدر الإنسان عن طبعه، فهي روح طيبة هادئة سمحة سارية في تصرفات الشخص، أما التكلف فهو استصناع بشري ثقيل ومؤقت.
العفوية المقبولة هي التي يتميز صاحبها بنيته الصافية وتصرفاته التلقائية التي لا تتجاوز الحدود، التي لا تصل إلى حد السذاجة.
التكلف معاناة الإنسان ومعالجته ما يشق عليه، مشقة خارجة عن المألوف والعادة.
موسى عليه السلام ((وجد امرأتين تذودان فسقى لهما)). لم يتكلف فكان رد فعله طبيعيا وجريئا.
وقال: ((أخي هارون هو أفصح مني لسانا)). لم يتكلف أنه نبي وأحق بالمهمة، بل عاش الواقع.
نفي التكلف يعني أن نحرص على تطهير حقائقنا وذواتنا من التصنع والترسم، وأن نترك للفطرة العنان لتتعامل بالأصل السوي، والسليقة الطبيعية، بعيدا عن المثالية الهشة التي يضغط بها المتكلف على نفسه وعلى المجتمع،والي لقاء آخر نترككم في رعاية الله وأمنه.