الدكرورى يكتب عن معركة الخازر ومقتل الحسين “جزء 2”
بقلم/ محمـــد الدكـــرورى
معركة الخازر ومقتل الحسين “جزء 2”
ونكمل الجزء الثانى مع معركة الخازر ومقتل الحسين، ومن الأمثلة على الحروب في العصور القديمة، هو الحرب عند الإغريق حيث كانت الحرب عند الإغريق قوية، وتمثلت حروبهم في تحكم اليونان بالشعوب الأخرى وإخضاعهم لها بالقوة، وكما كانت هناك عداوة شديدة بين إسبارطة وأثينا والتي نشب عنها وقوع الحرب بين أثينا وشبه جزيرة بيلوبونيز بتحريض من إسبارطة، وقد انتهت هذه الحروب بسيطرة إسبارطة على أثينا وجعلها واحدة من مستعمراتها، وكما وقعت حرب طويلة بين اليونان ومملكة طروادة، وبالإضافة إلى الحروب التي قام بها الإسكندر المقدوني ووالده في آسيا والتي سيطر من خلالها على العالم بقوته وجبروته، وأيضا الحرب عند الرومان.
ولقد ضمّت الإمبراطورية الرومانية عددا كبيرا من الأقاليم التي خضعت لها بالقوة، وقد كانت مركزا قويا على مر التاريخ، حتى أنها سيطرت على شمال أوروبا، وبلاد المشرق، ومن الأمثلة على حروب الرومان، وهى الحروب الإيطالية، وحربها مع اليونان والتي نجم عنها سيطرة الرومان على مختلف المناطق الإيطالية واليونانية، بالإضافة إلى الحروب البونيقية الشهيرة الثلاثة والتي انتصر فيها الرومان، وانطلقوا منها للسيطرة على بلاد الشام وآسيا الصغرى، وقد تواجه الرومان مع الفرس في تلك الأثناء، وأيضا الحرب في الجاهلية حيث ساد النظام القبلي في الجاهلية والذي ولد العداء بين القبائل، وظهرت فكرة النصرة لبعضهم سواء كانوا ظالمين أو مظلومين.
وانتشر الثأر، ولم تكن هناك أي حكومة تنظم علاقات الأفراد ببعضهم البعض، فكانت أسباب الحرب في الجاهلية إما بسبب التنافس على أماكن الرعي، أو للسرقة والنهب، أو للحفاظ على موارد الماء، فقد كانت أرزقاهم مرتبطة بسيوفهم ورماحهم، ومعاشهم في أيدي غيرهم، فمن يدفعهم عمّا يمتلك شنوا عليه الحرب، وكانت الحرب في الجاهلية ما إن بدأت حتى تمتد إلى أن يتم القضاء على القبيلة الخاسرة، ومن أمثلة حروب الجاهلية حرب داحس والغبراء بين قبيلة عبس وقبيلة ذيبان، وأما عن معركة الخازر فهي معركة حدثت عام سبعة وستين من الهجرة النبوية الشريفة وقد وقعت بين جيش المختار بن أبي عبيد الثقفي والي الكوفة وبين جيش الأمويين بقيادة عبيد الله بن زياد.
وقد انتهت بهزيمة ومقتل عبيد الله بن زياد وقادة جيشه، وأما عن المختار بن أبي عبيد، فهو قائد عسكري طالب بدم الإمام الحسين بن علي وقتل جمعا من قتلته، وهو ممن كان بالكوفة وغيرها أمثال عمر بن سعد، وعبيد الله بن زياد، وحرملة بن كاهل، وشمر بن ذي الجوشن، وغيرهم، وقد سيطر على الحكم بالكوفة ورفع شعار يا لثارات الحسين، وكان يخطط لبناء دولة علوية في العراق، وقد قُتل في الكوفة عام سبعة وستين من الهجرة، على يد جيش مصعب بن الزبير، وقد قتله أخوان من بني حنيفة أحدهما طرفة والآخر طراف ابنا عبد الله بن دجاجة، وقد دفن في الكوفة قرب مسجدها، ولقد كان لثورة المختار الثقفى، دور كبير في نشر التشيّع وتوسيع رقعته.
ولعل حادثة استشهاد الحسين بن الإمام على، من أهم الحوادث التي مرت على تاريخ الأمة، ليس فقط لكونها تمثل جريمة كبيرة قتل فيها ظلما حفيد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن أيضا لكونها أكبر قضية تم المتاجرة بها على مدى مئات السنين، لدوافع مذهبية في بعض الأحيان، ودوافع سياسية في أغلب الأحيان، حتى أن بعض العباسيين الذين وظفوا هذه القضية في إسقاط حكم بني أمية قاموا بعد ذلك في قتال الطالبيين من أحفاد الحسن والحسين الذين كانوا حلفاء لهم في إسقاط الحكم الأموي، فصارت بذلك قضية الحسين من أكثر القضايا التي يستخدمها غزاة التاريخ لتفريق هذه الأمة، وتشويه تاريخها بشكل كلي، واستدراج الشباب المسلم بالعاطفة ليقعوا في نهاية الأمر في الطعن في ثوابت هذا الدين.