الدكرورى يكتب عن حول معجزة الإسراء والمعراج ” جزء 8″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
حول معجزة الإسراء والمعراج ” جزء 8″
ونكمل الجزء الثامن حول معجزة الإسراء والمعراج، قيل ليلة السابع من ربيع الأول، وقيل ليلة سبع وعشرين من ربيع الآخر، وقيل ليلة سابع عشر من رمضان، أما ليلة الإسراء والمعراج فقيل ليلة الجمعة وقيل ليلة السبت، وقيل ليلة الاثنين، وهناك إختلافات كثير فى هذا الموضوع، ولكن قيل الأصح هو فى شهر رجب، وعندما انصرف النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إلى مكة وأخبر أهل قريش الخبر، ارتد كثيرا ممن كان أسلم، وذهب الناس إلى أبي بكر رضى الله عنه، فقالوا له هل لك يا أبي بكر في صاحبك يزعم أنه قد جاء هذه الليلة بيت المقدس وصلى فيه ورجع إلى مكة ؟ فقال أبو بكر إنكم تكذبون عليه، قالوا بلى، ها هو ذاك في المسجد يحدث به الناس، فقال أبو بكر رضى الله عنه والله لئن كان قالها فقد صدق، فما يعجبكم من ذلك.
فوالله إنه ليخبرني أن الخبر لياتيه من الله من السماء إلى الأرض في ساعة من ليل أو نهار فأصدقه، فهذا أبعد مما تعجبون منه، ثم أقبل حتى انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله، أحدثت هؤلاء القوم أنك جئت بيت المقدس هذه الليلة ؟ قال نعم، قال يا نبي الله فصفه لي ؟ فإني قد جئته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع لي حتى نظرت إليه، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصفه لأبي بكر الصديق ويقول أبو بكر، صدقت، أشهد أنك رسول الله، كلما وصف له منه شيئا، قال صدقت، أشهد أنك رسول الله، حتى إذا انتهى قال صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وأنت يا أبا بكر الصديق فيومئذ سماه الصديق، وقيل أن الله أنزل في من ارتد عن إسلامه لذلك قوله تعالى ” وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيرا”
وبعد أن تمت رحلة الإسراء والمعراج، وعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى موطنه وبيته بمكة، حكى للناس ما حدث، وكان ضمن ما قاله صلى الله عليه وسلم إن ” براقا ” جاءه وأمر أن يركبه، وهذا البراق هو الوسيلة التي نقلته صلى الله عليه وسلم في رحلته الأرضية من مكة إلى القدس، ولقد أفاد أهل الاختصاص في اللغة العربية بأن البراق دابة أصغر من البغل وأكبر من الحمار، وقال بعض شراح أحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، إن البراق مشتق من البريق، ولونه أبيض، أو هو من ” البراق ” وسمي كذلك لشدة لمعانه وصفائه وتلألؤه أو توهجه، والبراق هو الذي حمل الرسول صلى الله عليه وسلم وسار بسرعة الضوء من مكة إلى القدس في الذهاب والإياب، وتبقى المعجزة في استعمال هذه الظاهرة الطبيعية كامنة.
في حماية الرسول صلى الله عليه وسلم من آثارها المدمرة والوقاية من أضرارها، وإن معنى سبحان الله هو أنه يطلق لفظ سبحان، على ما يراد به التنزيه، والله سبحانه وتعالى منزه عن كل نقص، وقد اتصف سبحانه وتعالى، بكل صفات الكمال والجلال، أما مصطلح سبحان الله، فهو أمر بالتسبيح أي سبحوا الله تعالى، وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما أن كل تسبيحة في القرآن الكريم تدخل في معنى الصلاة، وقال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أن سبحان الله اسم يمتنع عن تسمية أى مخلوق به، ومعناها تعظيم الله تعالى وتقديسه، وحين سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن معنى سبحان الله، فقد فسرها بأنها براءة الله تعالى من كل سوء، والله سبحانه وتعالى بريء من كل نقص، وكامل في كل شيء، أسمائه وصفاته وأفعاله فأسماؤه حسنى لا أسماء أحسن منها.
وصفاته عليا ولا يوجد أعلى منها، فقال الله تعالى ” ولله الأسماء الحسنى ” وقال تعالى أيضا ” وله المثل الأعلى” أي أن وصفه كامل، أما أفعاله فهي أيضا كاملة حكيمة، فيفعل كل ما يفعله بحكمة، وهو سبحانه وتعالى المنزه عن كل عيب ونقص ولعب وعبث وباطل، فقال تعالى فى كتابه الكريم” وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا” وبناء عليه فالتسبيح يتضمن تنزيه الله تعالى عن كل نقصٍ وعيب، وهو أصل عظيم من أصول الدين، وركن أساسي من أركان الإيمان بالله عز وجل، وإن التسبيح في القرآن الكريم وهى كلمة سبحان الله، لها مكانة عظيمة في الدين، كما تعتبر من أعظم وأشرف الأذكار والعبادات التي تقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وقد ورد في فضلها وبيان عظمتها الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة.