أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

حول معجزة الإسراء والمعراج ” جزء 7″

الدكرورى يكتب عن حول معجزة الإسراء والمعراج ” جزء 7″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

حول معجزة الإسراء والمعراج ” جزء 7″

ونكمل الجزء السابع حول معجزة الإسراء والمعراج، وفي رواية أنه لما بلغ صلى الله عليه وسلم الحجاب الذي يلي الرحمن، إذ خرج ملك من الحجاب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا جبريل من هذا ؟ قال الذي بعثك بالحق وإني لأقرب مكانا وإن هذا الملك ما رأيته من قبل، ولما جاوز سدرة المنتهى قال له جبريل تقدم يا محمد، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم تقدم أنت يا جبريل أو كما قال، قال جبريل يا محمد تقدم فإنك أكرم على الله مني، فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم وجبريل على أثره حتى بلغه إلى حجاب منسوج بالذهب فحركه جبريل فقيل من هذا ؟ قال جبريل، قيل ومن معه ؟ قال محمد، قال ملك من وراء الحجاب الله أكبر الله أكبر، قيل من وراء الحجاب ؟ صدق عبدي أنا الله لا إله إلا أنا، فقال ملك أشهد أن محمدا رسول الله

فقيل من وراء الحجاب ؟ صدق عبدي أنا أرسلت محمدا، فقال ملك حي على الصلاة حي على الفلاح، فقيل من وراء الحجاب صدق عبدي دعا إلى عبدي، فأخرج ملك يده من وراء الحجاب فرفعه فتخلف جبريل عنه هناك، وفي رواية أخرى ما زال يقطع مقاما بعد مقام وحجابا بعد حجاب حتى انتهى إلى مقام تخلف عنه فيه جبريل، وقال جبريل يا محمد ما منا إلا له مقام معلوم لو دنوت أنملة لاحترقت، وفي هذه الليلة بسبب احترامك وصلت إلى هذا المقام وإلا فمقامي المعهود عند سدرة المنتهى، فمضى النبي صلى الله عليه وسلم وحده حتى تجاوز سبعين ألف حجاب، وبين كل حجاب وحجاب مسيرة خمسمائة سنة، فوقف البراق عن المسير فظهر له رفرف وذهب به إلى قرب العرش، ومنها ترقى حتى وصل إلى منزلة قاب قوسين أو أدنى.

كما قال تعالى “ثم دنا” أي دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ربه تعالى أي قرب بالمنزلة والمرتبة لا بالمكان فإنه تعالى منزه عنه، وإنما هو قرب المنزلة والدرجة والكرامة والرأفة “فتدلى” أي سجد لله تعالى لأنه كان قد وجد تلك المرتبة بالخدمة فزاد في الخدمة، وفي السجدة عدة القرب ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد” وأما عن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لله تعالى، فقد سئلت السيدة عائشة رضى الله عنها هل رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه عز وجل؟ قالت فقد وقف شعري مما قلت، ثم قرأت “لا تدركه الأبصار” وعن ابن العباس رضى الله عنهما انه رآه سبحانه بعين رأسه وروى عطاء عنه أنه رآه صلى الله عليه وسلم بقلبه كذا ذكرهما في المدارك، وعن أبي العالية أنه صلى الله عليه وسلم.

رآه بفؤاده مرتين، وروى شريك عن أبي ذر في تفسير الآية ” ما كذب الفؤاد ما رأى” وحكى السمرقندي عن محمد بن كعب القرضي وربيع بن أنس بن مالك أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم سئل هل رأيت ربك؟ قال صلى الله عليه وسلم” رأيته بفؤادي ولم أره بعيني” وقد ذكر ابن القيم خلافا في رؤيته صلى الله عليه وسلم ربه تبارك وتعالى، ثم ذكر كلاما لابن تيمية بهذا الصدد، وحاصل البحث أن الرؤية بالعين لم تثبت أصلا، وهو قول لم يقله أحد من الصحابة، وما نقل عن ابن عباس رضى الله عنهما من رؤيته مطلقا ورؤيته بالفؤاد فالأول لا ينافي الثانى، ثم قال وأما قوله تعالى في سورة النجم” ثم دنا فتدلى” فهو غير الدنو الذي في قصة الإسراء، فإن الذي في سورة النجم هو دنو جبريل وتدليه، كما قالت السيدة عائشة رضى الله عنها وابن مسعود رضى الله عنه.

والسياق يدل عليه، وأما الدنو والتدلى في حديث الإسراء فذلك صريح في أنه دنو الرب تبارك وتعالى وتدليه، ولا تعرض في سورة النجم لذلك، بل فيه أنه رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى، وهذا هو جبريل عليه السلام، رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم على صورته مرتين، مرة في الأرض، ومرة عند سدرة المنتهى، وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم أسرى به فى السنه العاشرة من البعثه وقيل في السنة الثانية عشر من البعثه في شهر ربيع الأول، وقيل قبل خروجه إلى المدينة بسنة، وقد اختلف العلماء في عام الإسراء والمعراج ومنهم من قال قبل الهجرة بسنة، ومنهم من قال قبل الهجرة بسنة وخمسة أشهر، أما شهر الإسراء والمعراج ويومه وليلته كذلك بالتالي كان محل خلاف فقيل ربيع الأول، وقيل ربيع الآخر، وقيل شوال، أما في أي يوم من الشهر كان ؟