الدكرورى يكتب عن حول معجزة الإسراء والمعراج ” جزء 5″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
حول معجزة الإسراء والمعراج ” جزء 5″
ونكمل الجزء الخامس حول معجزة الإسراء والمعراج، فلما جاء عداس قالا له ويحك ما هذا؟ قال لهما ما في الأرض خير من هذا الرجل، فحاولا توهين أمر النبي صلى الله عليه وسلم كأنما عز عليهما أن يخرج النبي صلى الله عليه وسلم من الطائف بأي كسب، ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة ليستأنف خطته الأولى في عرض الإسلام وإبلاغ الرسالة للوفود والقبائل والأفراد، وزادت قريش من أذاها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وخلعت جلباب الحياء والمروءة، فراح بعض رجالاتها يلاحقونه صلى الله عليه وسلم في الأسواق، والمواسم يرمونه بالكذب، ويحذرون العرب من اتباعه، فإن فى رحلة النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف على ما حصل فيها مليئة بالعظات والعبر، فمن ذلك هو أن في توجه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الطائف.
بعد أن أعرض أهل مكة عنه، دليلا على حرصه صلى الله عليه وسلم على هداية الناس، واستمراره في دعوته للإسلام، وعدم اليأس من استجابة الناس، وإن هذه الرحلة تعلمنا كيفية التعامل مع الآخرين بالأخلاق الحسنة، وذلك واضح من خلق العفو والصفح الذي واجه به رسول الله صلى الله عليه وسلم سادات ثقيف وسفاءها، وفي دعاء النبي الكريم صلى الله عليه وسلم دليل على الصدق في هذه الدعوة المباركة، وأنه في وقت الشدائد والصعاب يكون الالتجاء لله عز وجل بهذا الدعاء، ففيه استمداد القوة منه سبحانه، وفيه الاستعانة بالله عند شدة الأذى، وفيه الخوف من غضب الله وسخطه على العبد، وفي قصة عداس حيث أسلم على يد النبي صلى الله عليه وسلم كما رجحه بعض العلماء، نتيجة إيجابية لهذه الرحلة، حيث رجع النبي صلى الله عليه وسلم من الطائف.
وقد هدى الله عداسا على يديه، وإن المتأمل في هجرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم للطائف وما لاقاه من أذى السفهاء لعظة وعبرة للدعاة الذين يتأسون بسيرته صلى الله عليه وسلم، فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم لقي ما لقي من المشاق في سبيل إقامة هذا الدين، فمن باب أولى أن يلقى الدعاة مثل ذلك أو أشد، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستسلم لهذا الواقع الأليم، بل صبر وصابر، وواصل جهاده في الدعوة إلى الله عز وجل، وترتبط قصة معراج النبي الكريم محمد صلى الله علي وسلم إلى السماء بقصة الإسراء والمعراج حيث ذكرت حادثة الإسراء والمعراج في القرآن الكريم في سورة الإسراء فقال الله تعالى “سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير”
حيث تعد رحلة الإسراء والمعراج معجزة من معجزات النبى صلى الله عليه وسلم، والإسراء تعني هي الرحلة التي قطعها النبى صلى الله عليه وسلم، من المسجد الحرام للمسجد الأقصى بالقدس، والمعراج هو صعود النبى صلى الله عليه وسلم، من المسجد الأقصى إلى السماوات العلى، لكن كيف حدث هذا في ليلة وضحاها، وروي أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال” لما فرغت مما كان في بيت المقدس، أتى بالمعراج، ولم أري شيئا قط أحسن منه، وهو الذي يمد إليه ميتكم عينيه إذا حضر، فأصعدني صاحبي فيه، حتى انتهى بي إلى باب من أبواب السماء يقال له باب الحفظة، عليه ملك من الملائكة، يقال له إسماعيل، تحت يديه اثنا عشر ألف ملك، فقال وأتى بي إلى السماء الدنيا فاستفتح قيل من هذا ؟ قال جبريل عليه السلام قيل من معك ؟ قال محمد.
قيل اوقد أرسل إليه؟ قال نعم، قيل مرحبا به فنعم المجيء جاء، ففتح فلما خلصت فإذا فيها آدم، فقال هذا أبوك آدم فسلم عليه، فسلمت عليه فرد السلام ثم قال مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح، قال ثم رأيت رجالا لهم مشافر كمشافر الإبل، في أيديهم قطع من نار كالأفهار أى حجر علي مقدار ملء الكف، يقذفونها في أفواههم، فتخرج من أدبارهم، فقلت من هؤلاء يا جبريل؟ قال هؤلاء أكلة أموال اليتامى ظلما، قال ثم رأيت رجالا لهم بطون لم أر مثلهما قط بسبيل آل فرعون يمرون عليهم كالإبل المهيومة أى العطاش، حين يعرضون على النار، قال قلت من هؤلاء يا جبريل ؟ قال هؤلاء أكلة الربا، ثم قال رأيت نساء معلقات بثديهن، فقلت من هؤلاء يا جبريل ؟ قال هؤلاء اللاتي أدخلن على رجالهن من ليس من أولادهم أى الزانيات.