أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

الخليفة الأموي مروان بن محمد “جزء 14”

الدكرورى يكتب عن الخليفة الأموي مروان بن محمد “جزء 14”

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

الخليفة الأموي مروان بن محمد “جزء 14”

ونكمل الجزء الرابع عشر مع الخليفة الأموي مروان بن محمد، فلما اقترب حوثرة من الكوفة ذهب أصحاب حوثرة، إلى محمد بن خالد يبايعون لبني العباس، فلما رأى حوثرة ذلك ارتحل إلى واسط عند يزيد بن هبيرة، وخالد بن عبد الله القسري البجلي، كان قائد أموي سكن دمشق ايام الأمويين من بطن شق الكاهن من بنو قسر وهم بنو مالك، وهم من قبيلة بجيلة، ويكنى أبا القاسم وقيل أبا الهيثم، وقد تباينت أقوال المراجع بشأن سيرته، فمنهم من ذمه وشتمه، ومنهم من مدحه وبجله، والأكثرون على ذمه لبغي فيه، حتى أنه هلك بسبب ذلك، إذ قتله الخليفة الأموي، وخالد هو من قتل الجعد بن درهم عندما كان واليا على العراق حيث قال قبل قتلة ياأيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فاني مضحي بالجعد بن درهم لإنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما تعالى الله عما يقول الجعد بن درهم علوا كبيرا.

وأما عن حوثرة بن سهيل بن العجلان الباهلي أبو المثنى القنسريني، فهو من أهل قنسرين، وهو أخو عجلان بن سهيل الباهلي، وكان أمير مصر لمروان بن محمد، وكان معه يوم غلب على دمشق وكان سيء السيرة، وقد بلغت مروان كل هذه الاحداث عن أبو مسلم الخراساني في خراسان والعراق، ومقتل جل قادتة الكبار أمثال عامر بن ضبارة وسلم بن أحوز ونباتة بن حنظلة الكلابي وغيرهم، وأما عن سلم بن أحوز، فهو سلم بن أحوز بن أربد بن محرز بن لأي بن سمير بن ضباري بن حجية بن كابية من بني مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، وقد كان أمير الشرطة في خراسان للوالي نصر بن سيار الكناني في خلافة مروان بن محمد، وقد قام بأسر الجهم بن صفوان، وأمر بقتله فقتل.

وقد توفي سلم سنة مائة وثلاثين من الهجره، وعندما آسره أبو مسلم الخراساني فقتله، وكان ذلك لأن سلم كان من أنصار بني أمية وهو أحد ولاتهم هو وأخوه هلال بن أحوز، وكانت الكارثة الأخرى التي حلت بمروان هي محاصرة العباسيين لواليه على العراق يزيد بن هبيرة وجيوشة في واسط، فأتجه مروان من عاصمته حران إلى نهر الزاب القريب من الموصل من أرض الجزيرة الفراتية، ثم بلغه أن أبو العباس عبد الله السفاح بويع خليفة بالكوفة والتفت عليه الجنود، والكوفة هى مدينة عراقية ومركز قضاء تتبع إداريا إلى محافظة النجف في منطقة الفرات الأوسط جنوب العاصمة بغداد، وكانت المدينة هى عاصمة للخلافة الإسلامية في زمن الخليفة الرابع علي بن أبي طالب.

وهى المركز الرئيسي لوجود الكثير من العلماء المسلمين وقد اتخذها الخليفة علي بن أبي طالب عاصمة لحكومته بعد الانتقال من المدينة إليها، وكان الخليفه مروان بن محمد شق ذلك عليه جدا، فجمع مراون جنوده، ثم سار إليه أبو عون بن يزيد في جيش كثيف وهو أحد أمراء السفاح، فنازله على الزاب، وكان أبو عون عبد الملك بن يزيد الخراساني، هو أحد القادة العباسيين الأوائل من جرجان، وقد شارك في الدعوة العباسية المُبكرة، والمعارك ضد الأمويين، وشغل منصب أمير مصر وخراسان، وكان بعد أن سار مروان بجنوه إلى عون بن يزيد، قال السفاح من يتولى قتال مروان من أهل بيته، فأنتدب له عمه عبد الله بن علي، وعبد الله بن علي بن عبد الله، وهو أمير عباسي.

وهو عم الخليفتين أبو العباس عبد الله السفاح وأبو جعفر المنصور، وقد فتك بالأمويين في معركة الزاب، وقد طالب بالخلافة أيام المنصور فهزمه أبو مسلم الخراساني، وقد مات سجينا، وعبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس عم السفاح والمنصور من الرجال الدهاة وكان بطلا شجاعا مهيبا جبارا عسوفا سفاكا للدماء به قامت الدولة العباسية وقد سار في أربعين ألفا أو أكثر فالتقى في معركة مع الخليفة الاموي مروان بن محمد بقرب الموصل فهزمه ومزق جيوشه ولج في طلبه وطوى البلاد حتى نازل دار الخلافة الاموية في دمشق فحاصرها أياما وأخذها بالسيف وقتل خلقا كثيرا من اهل دمشق، ثم جهز في الحال أخاه صالح بن علي في طلب مروان إلى أن أدركه بقرية بوصير في مصر.