الدكرورى يكتب عن الخليفة الأموي الوليد الثانى بن يزيد “جزء 1”
بقلم/ محمـــد الدكـــرورى
الخليفة الأموي الوليد الثانى بن يزيد “جزء 1”
مع الخلافة الإسلامية وهي نظام الحكم في الشريعة الإسلامية الذي يقوم على استخلاف قائد مسلم على الدولة الإسلامية ليحكمها بالشريعة الإسلامية، وقد وسميت بالخلافة لأن الخليفة هو قائدهم وهو من يخلف النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، لتولي قيادة المسلمين والدولة الإسلامية وعليه فإن غاية الخلافة هي تطبيق أحكام الإسلام وتنفيذها، وحمل رسالته إلى العالم بالدعوة والجهاد، بينما الخلافة عند أغلب فرق الشيعة كالإمامية والإسماعيلية موضوع أوسع من الحكومة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالخلافة عندهم هى إمامة والخليفة إمام، وهي بذلك امتداد للنبوة، وكلام الإمام وفعله وإقراره حجة ويجب الأخذ به، حيث اتفق علماؤهم على أن الإمام يساوي النبي صلي الله عليه وسلم في العصمة والإطلاع على حقائق الحق في كل الأمور إلا أنه لا يتنزل عليه الوحي.
وإنما يتلقى ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم، فالخليفة عند السنة يخلف بتعيينه حاكما على الأمة، وعند الشيعة هو الإمام ولا يشترط أن يكون الإمام حاكما، ولكن لا يطبق الآن نظام الخلافة منذ سقوط السلطان العثماني وسقوط الدوله والخلافة الإسلامية ونكمل مع الخلافه الأموية وقد وصلنا إلى الخليفه الوليد الثانى بن يزيد، وهو الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الخليفة أبو العباس الدمشقي الأموي وقد ولد سنة تسعين من الهجرة، وقيل عندما مات أبيه الخليفه يزيد بن عبد الملك كان الوليد عمره أحد عشرة سنة، فعقد له أبوه بالعهد من بعد أخوه الخليفه هشام بن عبد الملك، فلما مات هشام بن عبد الملك، سلمت إليه الخلافة، وكانت جدته أم أبيه هى السيده عاتكة بنت يزيد بن معاوية بن أبي سفيان وأمها أم كلثوم بنت عبد الله بن عامر بن كريز.
وكانت أم عامر بن كريز هى السيده أم حكيم البيضاء بنت عبد المطلب عمة النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فلذلك كان يقول الوليد نبي الهدى خالي ومن يك خاله، نبي الهدى يقهر به من يفاخره، وقد قال ابن الأثير، وهو عز الدين أبي الحسن الجزري الموصلي المعروف بـابن الأثير الجزري، وهو مؤرخ عربي كبير، وقد عاصر دولة صلاح الدين الأيوبي، ورصد أحداثها ويعد كتابه الكامل في التاريخ مرجعا لتلك الفترة من التاريخ الإسلامي، وهو ابن الأثير الجزري، عز الدين أبي الحسن، هو علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري الموصلي الشيباني من بني شيبان من بكر بن وائل من ربيعة، وقد ولد عز الدين ابي الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم بن الأثير الجزري والمعروف بعز الدين بن الأثير في الرابع من جمادى الآخرة سنة خمسمائة وخمس وخمسون من الهجرة.
بالجزيرة المسماة في المصادر العربية الإسلامية بجزيرة ابن عمر، وهي داخلة ضمن حدود الدولة التركية حاليا في أعالي الجزيرة السورية، وقد عني أبوه بتعليمه، فحفظ القرآن الكريم، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، ورحل إلى الموصل بعد أن انتقلت إليها أسرته، فسمع الحديث من أبي الفضل عبد الله بن أحمد، وأبي الفرج يحيى الثقفي، وكان ينتهز فرصة خروجه إلى الحج، فيعرج على بغداد ليسمع من شيوخها الكبار، من أمثال أبي القاسم يعيش بن صدقة الفقيه الشافعي، وأبي أحمد عبد الوهاب بن علي الصدمي، وقد رحل إلى دمشق، وتعلم من شيوخها وعلمائها واستمع إلى كبار فقهاء الشام وأستمر فترة من الزمن، ثم عاد إلى الموصل ولزم بيته منقطعا للتأليف والتصنيف، وقد قال ابن أثير عن الخليفه الوليد الثانى بن يزيد، أنه كان من فتيان بني أمية وظرفائهم وشجعانهم واجوادهم وأشدائهم.
ومن حسن الكلام ما قاله الوليد بن يزيد، لما مات مسلمة بن عبد الملك، فإن هشاما قعد للعزاء، فأتاه الوليد وهو نشوان يجر مطرف خز عليه، فوقف على هشام فقال يا أمير المؤمنين، إن عقبى من بقي لحوق من مضى، وقد أقفر بعد مسلمة الصيد لمن رمى، واختل الثغر فهوى، وعلى أثر من سلف يمضي من خلف، وتزودوا فإن خير الزاد التقوى، فأعرض هشام ولم يحر جوابا، وسكت القوم فلم ينطقوا، و قال أبو الحسن بن الأثير وقد نزه قوم الوليد وذلك مما قيل فيه، وأنكروه ونفوه عنه وقالوا إنه قيل عنه وألصق به وليس بصحيح، وقال المدائني دخل ابن للغمر بن يزيد أخي الوليد على الرشيد، فقال له ممن أنت ؟ قال من قريش، قال من أيها ؟ فأمسك، فقال قل وأنت آمن ولو أنك مروان، فقال أنا ابن الغمر بن يزيد، فقال رحم الله عمك الوليد ولعن يزيد الناقص، فإنه قتل خليفة مجمعا عليه، ارفع حوائجك، فرفعها فقضاها.