الدكرورى يكتب عن أبو البشر آدم عليه السلام “جزء 10”
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
أبو البشر آدم عليه السلام “جزء 10”
ونكمل الجزء العاشر مع أبو البشر آدم عليه السلام، فأقبلا يشدان عليهما من ورق الجنة ليسترا عوراتهما، وناداهما ربهما قال لهما “ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين”؟ قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا ذنوبنا وترحمنا وتتجاوز عنا لنكونن من الخاسرين في العقوبة، فتاب الله عليهما، وأوحى إليهما أن اهبطوا من الجنة آدم وحواء وإبليس بعضكم لبعض عدو يكون إبليس لهما عدو وهما لإبليس عدو، ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين إلى منتهى آجالكم وإبليس إلى النفخة الأولى، قال الله فيها تحيون يعني في الأرض وفيها تموتون عند منتهى آجالكم ومنها تخرجون يوم القيامة، وقد عاش آدم وحواء عليهما السلام على الأرض وبدءا مسيرة الحياة عليها، ووُلد لآدم أولاد كثيرون فكان يؤدبهم ويربيهم ويرشدهم إلى أن الحياة على الأرض امتحان للإنسان وابتلاء له
وأن عليهم أن يتمسكوا بهدى الله عز وجل وأن يحذروا من الشيطان ومن وساوسه الضارة، وأن آدم عليه السلام لما احتضر اشتهى قطفا من قطوف الجنة، فانطلق بنوه ليطلبوه له، فلقيتهم الملائكة فقالوا إلى أين تريدون يا بنى آدم؟ فقالوا إن أبانا اشتهى قطفا من قطوف الجنة، فقالوا ارجعوا فقد كفيتموه، فانتهوا إليه فقبضوا روحه وغسّلوه وحنطوه وكفنوه، وصلى عليه جبريل، والملائكة خلف جبريل، وبنوه خلف الملائكة، ودفنوه، وقالوا هذه سنتكم في موتاكم يا بنى آدم، ولم يذكر في القرآن ولا في السنة الصحيحة شيئا عن عمره حين مات، بينما ذكر في التوراة أن جميع ما عاش آدم تسعمائة وثلاثون سنة، وهكذا فإن آدم عليه السلام هو أبو البشرية، وأول الأنبياء، فهو اسم يغني البشرية عن كثرة التفكير في ابتداء الحياة الإنسانية على هذه الأرض.
وينهي كثرة الافتراضات الفاسدة التي يختلقها الذهن البشري، وقد نفخ الله عز وجل فيه من روحه وابتدأت كل حركة للإنسان بعد ذلك، فقال الله تعالى في القرآن الكريم في سورة التين ” لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون” فقد آدم عليه السلام الجنة وعاش في نعيمها مع زوجته السيدة حواء يتقلب فيها حيث يشاء، وعدوه إبليس يتربص به ويوسوس إليه، فما زال به حتى أَكل هو وزوجته من الشجرة، فأهبطهما الله عز وجل من الجنة لينفذ قدر الله تعالي، وهكذا فإن أبونا آدم عليه السلام هو أول البشر وأول الأنبياء، إلا أنه لم يرد في القرآن الكريم نص صريح بإضافة النبوة إلى آدم عليه السلام كغيره من الأنبياء والرسل، بل إن ما أطلق عليه في القرآن الكريم هو وصف الاصطفاء، حيث قال تعالي في سورة آل عمران ” إن الله اصطفي آدم ونوحا”
فإن آدم هو أبو البشر وأول الأنبياء الذين أرسلهم الله تعالى للبشر ليعمر الأرض ويملؤها بالحياة، تدور الكثير من الأحداث المتنوعة بقصة أبونا آدم والتي تجعل من قصته واحدة من القصص الدينية المشوقة للتعرف عليها المليئة بالأحداث بداية من سجود الملائكة له وحتى النهاية، ولقد خلق الله سبحانه وتعالى الأرض وأنبت فيها من كل زوج حي وأرسى قواعدها وخلق الملائكة ليقوموا بعبادته والتسبيح باسمه وهذا يعني أن الله تعالى خلق الأرض قبل الملائكة، وبعد ذلك خلق الله تعالى آدم عليه السلام الذي كان يتميز بأنه شعره كثيف وطوله ستون ذراعا وأخبر الملائكة بأنه سيجعل آدم عليه السلام خليفة في الأرض ظن الملائكة أن الله خلق آدم لأنهم مقصرين بعملهم أما الجن قد جاؤوا قبل آدم عليه السلام بحوالي ألفي سنة ولكن الجن كانوا قد أفسدوا في الأرض وسعوا لتخريبها.
فظن الملائكة أن آدم عليه السلام سيكون مشابها للجن وقالوا لله تعالى أتجعل خليفة في الأرض يعمل على إفسادها كما حدث من قبل فقال لهم عز وجل أنهم يعلم ما لا يعلمون ردت الملائكة أن لا علم لهم إلا ما قام الله بتعليمهم إياه. قام الله تعالى بتعليم آدم الأسماء كلها ومن بين هذه الأسماء إنسان، دابة، بحر، سعي وغيرها من الأسماء وعلمه كل أسماء الملائكة وغيرها من كل شيء وقال له أمام الملائكة أنبئهم بأسمائهم وبالفعل ذكرها آدم عليه السلام، وهكذا فقد كرم الله سبحانه وتعالى آدم علية السلام بخمسة أشياء أولها أنه عز وجل خلقه بيده، والثانية أنه سبحانه وتعالي نفخ فيه من روحه، والثالثة، أنه عز وجل علمه الأسماء كلها، والرابعة أنه سبحانه وتعالي أسجد له الملائكة كلها والخامسة انه عز وجل أسكنه الجنة.