تفاصيل.مريض نفسي هدد أهالي قريته بصاروخ نووي يطلقه من الصين.
مشاهد متكررة، بشكل شبه يومي، داخل منزل صاحب محل موبايلات في قرية دندرة بقنا، ضرب ومشادات، وأصوات مرتفعة اعتاد عليها الأهالي، وفيديوهات ينشرها لزوجته وأطفاله على موقع فيسبوك، وكأنه في حالة حرب معهم، ورسائل تهديدية يوجهها لمجهولين “يتحسبن فيها”، وغموض حول مدى قوة سلامته العقلية أو ادمانه للمخدرات، حتى أطلق عليه البعض أنه أب بلا رحمة أو قلب.
منذ قرابة 20 عاما تزوج أحمد.ح، من فتاة، كانت حياتهما تسير بشكل طبيعي، وأنجبا 5 أطفال، أكبرهم حبيبة 16 عاما، وأصغرهم مصطفى والذي ولد منذ عامين ماضيين، عاشت الأسرة حياتها ما بين حلو ومر، ولكنها كانت تتكيف مع مجريات الأمور، ومتطلبات الحياة، التي كانت تضحك لهم احيانا، وتقف ضدهم أحيانا أخرى.
وما بين حلو ومر، عاشته الأسرة المكونة من الزوج والزوجة، و 5 أبناء، بدأت المشاكل تدور في ذهن الزوج الذي كان يعمل في السياحة منذ فترة، وتوقف عن العمل هناك، وعاد إلى قريته دندرة، وفتح محل موبايلات، في محاولة منه للإنفاق على أسرته وتوفير حياة كريمة لهم.
الأمر كان يبدو طبيعيا، لفترات مضت، ولكن ما تبدلت أحوال الزوج، إلى شخص غير متزن عقليا، يفعل أشياءًا، احتار فيها البعض في البداية، ومع تكرارها حاولوا الوقوف بجانبه لكن دون جدوى، خاصة بعد أن رافق أصدقاء السوء، الذين أهلكوه في تناول الخمور والمخدرات، حتى أصبح لا يعي نفسه أو حتى تصرفاته مع زوجته وأطفاله، خاصة بعد أن أصيب بحالة نفسية سيئة، جعلته لا يستطيع السيطرة على تصرفاته.
هلاوس
فيديوهات عديدة، نشرها الزوج، لزوجته وأطفاله، على فيسبوك، قبل ارتكابه الواقعة، توحي أنه غير متزن نفسيا، من ضمن الفيديوهات التي نشرها، أنه كان يقول لابنه، “يعني برضو يا سمو الأمير تقولي سمي ابنك الحبيب ده برضو اسمه الحبيب، ابن فلان يموت في الكهرباء وانت بوشك العفش الوسخ ده تعيش، أنا كنت أتمني أنك تموت وهو يعيش كنت هبقى أبو شهيد ربنا اختار اللي احسن منك اللي نافع أبوه وانت جايبلي الكلام “.
الزوج كانت صفحته على فيسبوك، وسيلة لنشر فيديوهات لزوجته وأطفاله، توضح حالتهم المعيشية، وكيفية تعاملهم مع بعضهم البعض، في سابقة لم يعتد عليها الأهالي هنا في قنا، فلقد كانت منبرا للبوح بأسرار منزله، وتعامله مع أطفاله، ومشاحناته مع البعض وتوجيه الشتائم لهم، في ظاهرة غريبة، فسرها البعض بأنه غير طبيعي بالمرة، ودخل البعض في مشاحنات معه من قبل، بسبب ما يفعله في حقه وحق أسرته وحق من يقوم بتوبيخهم ليل نهار، وطالبوه بمراجعة نفسه ولكن دون جدوى.
الزوج اعترف على صفحته، أنه تعاطى الخمور، عندما كان يعمل في السياحة، كانت “مزهزهة معاه”، لافتا أن من جعله يتناول الخمور أقرب الناس إليه، عندما كانوا يعملون في السياحة، ” كانوا بيقولولي اشرب يامعلم اشرب يامعلم ببلاش”!
وتابع: “صبرت على حقى سبع سنين واكثر،، ان حد يجينى او يعبرنى ويقولى حقك علينا، اذناك ابدا اقرب الناس واجبن الناس اغتابنى وانا عدو وبلاش تنزل صور امال قبل الأمور مترتاح كنت فى نظركم بطل ولما اصبحت الدنيا امان والامن قوى اصبحت مجرم وخطر فى نظر الحكومة اما فى نظر أهلى جبان وصلت بالعلوج لا يفتكروا البصق الا أمامى وناحيتى، والله ان هذا لا يرضى الله، ولا رسوله وان عذاب الله لقادم فاتقوا الله، انى انذركم عذابا شديدا، وانتظروا ونحن من المنتظرين الى كل من اساءوا اليا، راجعوا قبل ان ترجعوا الى الله فان عذابه لشديد”.
الزوج المتهم، كان يدون على صفحته بعبارات غير مفهومة، منها ” كان يجدر بى أن أعلم أنه شيطان يوسوس لى وأنا اعتقدت أنه المهدى المنتظر، فكان الشيطان الأعظم كل من يواليه، يقع فى الشرك الأعظم، انهم يقدسون نعل وحجر”!، مضيفًا “واحد قتل وهرب ومعرفش يامن أهله اللى شغالين بره والله بنات واقولهم بالاسم ولو مش مصدقين بالصور تخيلوا محمود اللى ضربنى بالنار وهو هارب عدى على ١٤ نجع من أهل بلدى، بلدى اللى كنت عايز اشوفها نجمه تتلألئ فى السماء، اتقوا الله. أنا بنذركم بصاروخ نووى من الصين ومين اللى هيدوس على زرار اطلاقه انا، انا عارف انكم مش مصدقين. خليكم فى جهلكم”.
غير طبيعي
يروي أهالي القرية، أن المتهم كان دائما ما ينشر أشياء غير مفهومة وتهديدات صعبة، لأهالي القرية، وتوبيخ زوجته وأطفاله على فيسبوك، بنشر فيديوهات لهم، منها القائهم من نافذة المنزل عن طريق حبل، كأنه يدربهم على الحرب كما كان يزعم في الفيديو، وقبيل ارتكابه الجريمة، أصيب بحالة من الهياج شديدة، أفقدته السيطرة على أعصابه، وقام بتكسير المحل الخاص به، واثاث المنزل، وتعدى بالضرب على أسرته، حتى ألقى بزوجته وأطفاله من أعلى المنزل.
وتابع أهالي القرية؛ أن الأهالي حاولوا السيطرة عليه، وضبطه، خشية أن يرتكب جرائم آخرى أو أن يشعل النيران في اسرته، وتقديمه للأجهزة الأمنية بعد ساعات من حالة الرعب التي عاشت فيها القرية بسببه.
وبدأت النيابة العامة بقنا، التحقيق مع المتهم، الذي أنكر ارتكابه الواقعة، وقررت النيابة العامة حبسه على ذمة التحقيقات، وعرضه على طبيب نفسي وإجراء تحليل مخدرات له.