الدكروري يكتب عن نبي الله إدريس عليه السلام “جزء 1”
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
نبي الله إدريس عليه السلام “جزء 1”
إن الموت قد كتبه الله عز وجل على كل الخلق بمن فيهم الأنبياء والرسل الكرام، لذا فقد أرسل الله تعالي مئات الرسل والأنبياء ليكونوا مبلغين للناس بتوحيد الله عز وجل وعبادته دون إشراك به عز وجل، وليصلوا بالإنسان الى معرفة الله تعالي والغيب الذي أخفاه عن عقولهم فلا يصلون إليه إلا بنور الوحي والرسالة، ولقد اختلف العلماء في تحديد عدد الأنبياء والرسل، ولكن القرآن الكريم ذكر فقط خمسة وعشرين رسولا ونبيا، فمنهم ذكروا في سورة الأنعام، والباقي في عدة سور متفرقة مثل، ذي الكفل، وشعيب، وهود، وآدم، وإدريس، وصالح، ومحمد، عليهم جميعا الصلاة والسلام، ومن الأنبياء الذين اصطفاهم الله عز وجل بشرف النبوة هو إدريس عليه السلام، وهو من أقدم الأنبياء عليهم السلام، وهو من أوائل الذين اصطفاهم الله عز وجل بالنبوة.
حيث قيل أنه كان بعد آدم عليه السلام، ونبى الله إدريس عليه الصلاة والسلام هو أحد الأنبياء والرسل الكرام الذين أخبر الله عنهم في القرءان الكريم، وقد ذكره الله تعالى في بضعة مواطن من سور القرءان، وهو ممن يجب الإيمان والاعتقاد بنبوته ورسالته على سبيل القطع والجزم، وقد وصفه الله تعالى في القرءان الكريم بالنبوة والصديقية ، وقد اختلف في نسبه وأشهر ما قيل هو إدريس بن يارد بن مهلاييل، ويسمى أيضا أخنوخ، وينتهي نسبه عليه السلام إلى نبي الله شيث بن آدم عليهم الصلاة والسلام، وهو نبى الله إدريس بن يارد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم عليه السلام، وهذا ما عُرف من نسبه ولا يقين فيه، وأن المعلوم عنه قربه من فترة أبو البشر آدم عليه السلام، وقد يكون بينهم خمسة أشخاص.
فهو بذلك يكون زمانه قبل زمان نبي الله نوح عليه السلام، في حين ذكر في التوراة بإسم أخنوخ، وهو أحد أنبياء الله ورسله الذين ذكرهم في القرآن الكريم بشكل مختصر، فقد وصفه الله عز وجل، بالصبر والصلاح، وعُرف عنه بأنه أول من خط بالقلم وخاط الثياب ولبسها، وبالإضافة إلى نظره في علم النجوم وسيرها وعلم الحساب، ومن الجدير بالذكر أن أغلب المعلومات التي عُلمت عن نبي الله إدريس عليه السلام مأخوذة من الإسرائيليات، وعلى ذلك فليس بها علم اليقين والقطع، وكان النبي إدريس عليه السلام خياطا، وله أيضا مواعظ في الأدب، وقيل أيضا أنه كان يتحدث باثنين وسبعين لسانا، وهو أول من قام بعلم السياسة المدنية، وقام برسم قواعد تمدين المدن وتحسينها، وتم بناء مائة وثماني وثمانين مدينة.
ونبي الله إدريس عليه السلام هو نبي كريم من أنبياء الله عز وجل ذكره الله في القرآن الكريم مرتين دون أن يحكي لنا قصته أو قصة القوم الذين أرسله الله عز وجل إليهم، فقال تعالى “وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين” وقال تعالى “واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا، ورفعناه مكانا عليا” وقد مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإدريس ليلة الإسراء والمعراج، وهو في السماء الرابعة، فسلم عليه فقال صلى الله عليه وسلم “فأتيت على إدريس فسلمت، فقال مرحبا بك من أخ ونبي” رواه البخاري، وقد اختلف العلماء في مسقط رأس النبي إدريس عليه السلام، فمنهم من قال بأنه ولد في فلسطين، وغيرهم قالوا في مصر وبابل، وكانت نشأته في فلسطين حيث إنه تعلم علم أجداده، وأدرك من حياة آدم عليه السلام ثلاثمائة وثمانية سنين.
لأن البشر قديما كانوا من أصحاب العمر المديد جدا، وعندما بلغ واشتد عوده اختاره الله تعالي بأن يكون من أولي العزم ونزلت عليه الرسالة، وقيل سمي نبي الله إدريس بهذا الاسم لأنه مشتق من الدراسة، وذلك لكثرة درسه الصحف التي أنزلت على أبو البشر آدم وابنه شيث عليهم الصلاة والسلام، وقيل إن نبي الله إدريس هو أول من خط بعد آدم عليه السلام وقطع الثياب وخاطها، وينسب إلى هذا النبي الكريم أشياء كثيرة مما هي كذب وافتراء، ونبي الله إدريس عليه الصلاة والسلام وهو ثالث الأنبياء بعد أبونا آدم وشيث عليهم السلام، وروي أن نبي الله إدريس عليه الصلاة والسلام جاءه ذات مرة إبليس في صورة إنسان وكان نبي الله إدريس يخيط وفي كل دخلة وخرجة يقول سبحان الله والحمد لله، فجاءه إبليس اللعين بقشرة ..؟