متحور مفترس جديد يهاجم العالم .. إصابات واسعة وانتشار “دلتا كرون”
في غضون عامين من الوباء، أودى فيروس كورونا بحياة أكثر من 6 ملايين شخص في العالم، ولازال كالكابوس يطارد الجميع بمتحوراته، فلم يلتقط العالم أنفاسه من حالة الرعب التي سببها متحور “دلتا بلس” و “أوميكرون”، إلا وظهر متغير جديد يثير القلق ناتج عن اندماج المتحورين دلتا وأوميكرون يسمى “دلتا كرون”، يقال إنه يحفز العدوى المشتركة لدلتا وأوميكرون في الشخص، حيث يشمل جينات شبيهة بأوميكرون داخل جينومات دلتا، ما آثار المخاوف في العالم مجددا.
جاء ذلك مع اكتشاف الحالات الأولى من الإصابة بمتحور “دلتا كرون” في فرنسا وهولندا والدنمارك وقبرص والبرازيل، وذلك مع بداية موجة سادسة لفيروس كورونا في معظم دول أوروبا، بالتزامن مع ما تشهده الصين من ارتفاع قياسي في الإصابات بكورونا بعد أن سجلت صفر كوفيد لفترة طويلة، ما اضطرها لفرض حجر منزلي على أكثر من 17 مليون شخص.
وبعد ظهور المتحور الجديد في عدد من الدول، أكدت الجهات المختصة ومنها منظمة الصحة العالمية أنها تستمر فى مراقبة الوضع، وقال رئيس منظمة الصحة العالمية “تيدروس أدهانوم”، إن ما يظهر القلق هو أن العديد من البلدان تقلل بشكل كبير الاختبارات التشخيصية ما يعيق قدرتنا على معرفة مكان الفيروس وكيفية انتشاره وتطوره، ولكن وجود “دلتا كرون” هو أمر طبيعي في تطور الفيروس ومن المحتمل جدا حدوثه.
أصبح متحور دلتا كرون موضع قلق وخوف خلال الأيام الماضية، بعد الحديث عن اكتشافه في أكثر من دولة، وأن بعض الحالات تم تحويلها إلى المستشفيات، وظهر لأول مرة في يناير 2022 عندما تم الإبلاغ عن أول حالة إصابة به في قبرص، وقالت منظمة الصحة العالمية أنه قد يكون ناتجا عن تلوث مختبري نتيجة تلوث تسلسل الجينوم.
وبحسب العلماء فإن متحور “دلتا كرون” ناتج عن هجين حدث بين كل من متحور “دلتا بلس” ومتحور “أوميكرون”، وهو أساس جيني مماثل لنسخة “دلتا” لكنه يتضمن أيضا طفرات عديدة يحتوي عليها متغير أوميكرون، ما خلق حالة من الخوف بسبب قوة المتحورين وخطورتهم
ارتباط “دلتا كرون” بأوميكرون يعطي انطباعا عن معدل انتقال مرتفع، لأن متحور أوميكرون للفيروس التاجي لديه معدل عال بين جميع المتغيرات المثيرة للقلق، ولكن لا توجد معلومات رسمية حتى الآن لتأكيد طبيعية المتغير أو معدل انتقاله أو عامل الخطر وشدته، لذا يجب علينا جميعا توخي الحذر
في شهر يناير الماضي، أكد البروفيسور ليونديوس كوستريكيس، أستاذ العلوم البيولوجية بجامعة قبرص، أن فريقه اكتشف متحورا جديدا من فيروس كورونا أطلق عليه “دلتاكرون”، أي مزيج بين متحوري”دلتا” و “أوميكرون”، وهو عدوى مشتركة بين أوميكرون ودلتا”، وأطلق عليه اسم “دلتاكرون” بسبب التشابه الكبير في الجينات.
ولكن على النقيض يوضح الدكتور عبد العظيم الجمال، أن العالم الأميركي إريك توبل، أكد أنه ليس متحورا يدعو للقلق، ومن الممكن أن متحورات كورونا تعيد اتحاد جينوماتها وتشكل سلالات جديدة، لكن يؤكد الدكتور عبد العظيم الجمال أستاذ الميكروبيولوجي والمناعة بجامعة قناة السويس، أنه في حالة “دلتا كرون” يبدو الوضع مختلفا، حيث يعتقد الخبراء أن هناك استنتاجا خاطئا.
حيث قال البروفيسور تو بيكوك، أستاذ علم الفيروسات في إمبريال كوليدج لندن، إن التفاصيل الجينية الخاصة بـ”دلتا كرون”، المنشورة على قاعدة بيانات GISAID لا تشبه المتحورات المندمجة، وأعرب عن اعتقاده أن الأمر بما يكون ناتجا عن “تلوث” وقع في المختبر الذي جرت فيه عملية الفحص، مؤكدا أن مثل هذا الأمر حدث في الماضي.
حتى الآن لم يتم العثور على أي شيء حول أعراض هذا المتحور، ولكن البروفيسور بول هانتر، خبير الأمراض المعدية في جامعة إيست أنجليا، أكد أن أعراض هذا المتحور لا ينبغي أن يشكل تهديدًا كبيرًا، حيث أن كل من دلتا ومعظم متغيرات أوميكرون، تتراجع بسرعة ودلتا تنقرض تقريبًا في هذا البلد، سيكون لدى دلتا كرون أعراض مشتركة من دلتا وأوميكرون.
فيما يقول الدكتور فؤاد عودة، رئيس الرابطة الطبية الشرق أوسطية ، إن المتحور دلتا كرون هو مزيج بين متحور دلتا وأوميكرون، ونحن في مرحلة تعايش الفيروس مع نفسه لأنه أصبح ضعيفًا، و 95% من المصابين في العالم هم مصابون بأوميكرون، وهذا المتحور لديه 3 سلالات متفرعة منه، وقبل أوميكرون كانت السلالة الأكثر انتشارا هي دلتا، لذلك كان لابد من حدوث التقاء بين أسرع متحورين لفيروس كورونا في نفس الجسم ونفس الخلية.
ويوضح أن النقطة المهمة هي أن أوميكرون أسرع انتشارًا من دلتا، لذلك المتحور الجديد غير مقلق، وحتى الآن تعد سلالة أميكرون هي السلالة الأكثر قلقًا، لأنها مخفية ولا تظهر في معظم المسحات، ولكنه بدأ يعرف بالتزاوج مع دلتا وهذا يشير إلى أن الفيروس يعود للخلف أي تراجع في المتحور، لأنه تعايش وتزاوج مع طفرات قديمة وليست مستحدثه، كما أن أي قلق من أي متحور يتم تحديدة بناء على دراسته من 4 جوانب وهم: خطورة أعراض المتحور، ومقاومة للقاحات، وقوة وسرعة انتشاره، وقوة العدوى له، وحتى الآن يتم دراسة كل هذا.
وفي الصين، تزامنا مع تسجيل أرقام إصابات يومية قياسية على المستوى الوطني، فرضت مدينة شنجن الحجر المنزلي على سكانها البالغ عددهم 17 مليون نسمة بعد اكتشاف 66 إصابة جديدة بفيروس كورونا، كما أغلقت السلطات المدارس في شنغهاي وفرضت أيضا حجرا في كثير من المدن الشمالية الشرقية، في وقت تعمل نحو 19 مقاطعة على احتواء بؤر تفش محلية للمتحورتين “أوميكرون” و”دلتا”. حيث تسارع السلطات إلى تطويق بؤر التفشي من خلال فرض إغلاق في المناطق المعنية، بحسب ما أوضحه أستاذ المناعة، الدكتور عبد العظيم الجمال.
الجدير بالذكر، أن هونغ كونغ تسجل حاليا نسبة وفيات الأعلى في العالم، إذ يؤكد الدكتور عبد العظيم الجمال، أن أوميكرون يتفشى بها بشدة بين شريحة المسنين الذين ما زالوا يترددون في تلقي اللقاح، لذلك يجب علينا جميعا ألا ننخدع بانخفاض أعداد الإصابات وأن نستمر في تطبيق الإجراءات الاحترازية و التباعد الاجتماعي قدر الإمكان، كما يناشد وسائل الإعلام المختلفة و وزارات الصحة و التعليم و التعليم العالي العمل على زيادة الوعي لدى المواطنين و الطلاب في المراحل الدراسية المختلفة للوقاية من هذا الوباء.
ويقلق الأطباء من أن يساعد ظهور دلتا كرون في تفشي فيروس كورونا بشكل أوسع، ما يجعلنا نعيد ما حدث منذ عامين بعد انتشار الفيروس في أوروبا بدأ يظهر في كل دول العالم، لذا الحل الحالي هو الالتزام بالإجراءات الاحترازية وعدم خلع الكمامة حتى لا يسوء الوضع.
و تشمل أهم الإجراءات الاحترازية التي يجب اتباعها طبقا لما أعلنته منظمة الصحة العالمية ما يلي:
١. التباعد الاجتماعي:
ابتعد مسافة متر واحد على الأقل عن الآخرين للحد من مخاطر الإصابة بالعدوى عندما يسعلون أو يعطسون أو يتكلمون. ابتعد مسافة أكبر من ذلك عن الآخرين عندما تكون في أماكن مغلقة، كلما ابتعدت مسافة أكبر، كان ذلك أفضل.
٢. ارتداء الكمامة:
اجعل من ارتداء الكمامة عادة عندما تكون مع أشخاص آخرين. إنّ استعمال الكمامات وحفظها وتنظيفها والتخلص منها بشكل سليم أمر ضروري لجعلها فعالة قدر الإمكان، فيجب أن تنظّف يديك قبل أن ترتدي الكمامة، وقبل خلعها وبعده وتتأكد من أنها تغطي أنفك وفمك وذقنك.
حيث تزداد مخاطر الإصابة ب Covid-19 في الأماكن المزدحمة التي تفتقر إلى التهوية الجيدة والتي يقضي فيها الأشخاص المصابون فترات طويلة من الوقت معاً على مقربة من بعضهم البعض.
٤. مقابلة الناس في الخارج:
حيث تُعد التجمعات في الهواء الطلق أكثر أمانا من التجمعات في الأماكن المغلقة، ولاسيما إذا كانت الأماكن المغلقة صغيرة ولا يدخلها الهواء الخارجي.
٥. نظف يديك جيداً:
وذلك يجب أن يكون بانتظام باستخدام مطهر اليدين الكحولي أو اغسلهما بالماء والصابون ويؤدي ذلك إلى إزالة الجراثيم بما في ذلك الفيروسات التي قد توجد على يديك.
٦. تجنب لمس عينيك وأنفك وفمك:
تلمس اليدان العديد من الأسطح ويمكنها أن تلتقط الفيروسات. وإذا ما تلوثت اليدان يمكنها نقل الفيروس إلى العينين أو الأنف أو الفم. ويمكن للفيروس أن يدخل جسمك عن طريق هذه المنافذ وأن يسبب لك العدوى بالمرض.
٧. غطاء الأنف والفم:
غطِ فمك وأنفك بثني المرفق أو بمنديل ورقي عند السعال أو العطس، ثم تخلص من المنديل الورقي على الفور في صندوق قمامة مغلق.