الدكرورى يكتب عن السيدة جويرية بنت الحارث “جزء 5”
بقلم / محمـــد الدكــــرورى
السيدة جويرية بنت الحارث “جزء 5”
ونكل الجزء الخامس مع السيدة جويرية بنت الحارث، وقد قال ابن عمر رضى الله عنهما، وحدثني حزام بن هشام عن أبيه قال قالت جويرية بنت الحارث ” رأيت قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث ليال كأن القمر أقبل يسير من يثرب حتى وقع في حجري، فكرهت أن أخبر بها أحدا من الناس، حتى قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما سبينا رجوت الرؤيا، فلما أعتقني وتزوجني, والله ما كلمته في قومي حتى كان المسلمون هم الذين أرسلوهم، وما شعرت إلا بجارية من بنات عمي تخبرني الخبر فحمدت الله تعالى، وقال ابن عمر رضى الله عنهما وحدثني عبد الله بن أبي الأبيض عن أبيه قال توفيت جويرية بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم.
في شهر ربيع الأول سنة ست وخمسين من الهجره، في إمارة معاوية بن ابى سفيان، وقد صلى عليها مروان بن الحكم وهو يومئذ والي المدينة، وقال ابن عمر رضى الله عنهما وأخبرني محمد بن يزيد عن جدته وكانت مولاة جويرية بنت الحارث، عن جويرية رضي الله عنها قالت” تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا ابنة عشرين سنة، وقالت توفيت جويرية سنة خمسين وهي يومئذ ابنة خمس وستين سنة وصلى عليها مروان بن الحكم، وكانت للسيدة جويرية بنت الحارث العديد من المواصفات التي قد رويت عنها ومن بين تلك المواصفات المتعددة، أنها كانت أعظم السيدات بركة على أهلها فعندما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد كانت في الأسر هى وأهلها، فقد عتق مائة من أهلها وقد أكدت السيدة عائشة رضى الله عنها أنها ما رأت أمرأة أعظم بركة على أهلها من جويرية، وكانت من الأحرار وتكره العبودية، وقد ظهر هذا واضحا عندما حاولت السيدة جويرية أن تخلص نفسها من الرق من خلال الاكتتاب وقد كتب على نفسها واتفقت مع ثابت بن قيس أن تدفع له مقابل أن تبتعد عن الرق وعلى الرغم من عدم إمتلاكها مال وقد استنجدت برسول الله صلى الله عليه وسلم كي يفك هذا الاكتتاب عنها، وكانت تعتق العبيد من حر مالها، وقد طلبت من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تعتق العبيد من حر مالها، وقد كانت من أكثر النساء إقداما على العبادات لله عز وجل،
وقد تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بنت العشرين وقد ظلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت خير زوجة له حتى وافته المنية، وقد حفظت السيده جويرية عدة أحاديث واتفق الشيخان على حديثين، وروى لها أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وروى عنها ابن عمر، وابن عباس، وعبيد بن السباق، ومجاهد، وغيرهم، وكان هناك أثر كبير في تربية رسول الله صلى الله عليه وسلم في جويرية فقد أعدها حتى تكون أم للمؤمنين وقد تأثرت في عبادتها برسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد كانت كثيرة الصوم في النوافل حتى أنها أقدمت على صوم يوم الجمعة منفردا ولكن رسول الله قد أمرها أن تفطر.
وقد كانت تقلد رسول الله في العبادة من ذكر الله بعد الفجر وحتى شروق الشمس أسوة بما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد تم إعتماد حديثين لرسول الله صلى الله عليه وسلم قد روتها جويرية بنت الحارث، وهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من لبس الحرير في الدنيا لبسه الله ثوبا من النار ” وقد روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه كان لا يقدم على تناول الطعام إلا بعد أن يذهب دخانه، ويذكر أن السيدة جويرية رضى الله عنهان قد عاشت حتى بلغت من العمر سبعين عام، وقد توفيت في المدينة المنورة وقد صلى عليها أمير المدينة في تلك الحقبة الزمنية مروان بن عبد الحكم، وقد توفيت السيدة جويرية أم المؤمنين خلال العام سته وخمسين من الهجرة وتحديدا في ربيع الأول وقد تم جفتها في البقيع.
فرضى الله تعالى عنهن أجمعين وقد اشتهرت زوجات النبى صلى الله عليه وسلم، بصفات عديدة، ومناقب جليلة، فقد شاءت أقدار الله سبحانه وتعالى أن يكن زوجات خير الناس، وأفضل الخلق على الإطلاق، إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم.