الدكرورى يكتب عن القائد الأموي الوليد بن هشام المعيطي ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
القائد الأموي الوليد بن هشام المعيطي ” جزء 2″
ونكمل الجزء الثاني مع القائد الأموي الوليد بن هشام المعيطي، وقال أبو عمر أظنه لما أسلم كان قد ناهز الاحتلام، وقال ابن ماكولا رأى الوليد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو طفل صغير، وكان أبو الوليد عقبة بن أبي معيط، كان من كبار مشركي قريش وكان يضع سلا الجزور أى الأوساخ التي تخرج مع الجمل الصغير أثناء الولادة، بطريق الرسول الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وحاول مرة خنقه بيده، وقيل أن الوليد بن هشام قد قاد غارة على الأراضي البيزنطية حتى حصن غزالة بالقرب من أماسية في شمال الأناضول، ويروى ذلك وفقا للواقدي، قاد الوليد جنبا إلى جنب مع عمرو بن قيس الكندي قاد حملة أخرى ضد البيزنطيين، ووصل إلى ضواحي القسطنطينية، وسبى وقتل الكثير منهم، وكان ذلك خلال المراحل الأولى من الهجوم الأموي الكبير على القسطنطينية بقيادة مسلمة بن عبد الملك.
وأما عن الحصار الإسلامي الثاني للقسطنطينية في فقد كان الهجوم برا وبحرا جنبا إلى جنب من قبل المسلمون من الدولة الأموية ضد عاصمة الإمبراطورية البيزنطية، القسطنطينية، وتمثل هذه الحملة تتويجا لعشرين عاما من الهجمات والاحتلال العربي التدريجي من الأراضي الحدودية البيزنطية، في حين كانت قوة الدولة البيزنطية قد أنهكت بسبب الاضطراب الداخلي الذي طال أمده، وبعد سنوات من التحضير، فإن المسلمين، بقيادة مسلمة بن عبد الملك، قاموا بغزو آسيا الصغرى البيزنطية، وكان المسلمون يأملون في البداية إستغلال الحرب الأهلية البيزنطية وجعلها قضية مشتركة مع القائد ليو الثالث الإيساوري، الذي كان قد ثار ضد الإمبراطور ثيودوسيوس الثالث ، ليو مع ذلك، قد غرر بهم وقام بتأمين العرش البيزنطي لنفسه، وبعد فصل الشتاء في الأراضي الساحلية الغربية.
من آسيا الصغرى، عبر الجيش الإسلامي إلى تراقيا في أوائل الصيف وفرض حصارا للمدينة، التي كانت محمية من قبل أسوار القسطنطينية الضخمة، الأسطول العربي الذي رافق القوات البرية وكان من المفترض أن يكمل الحصار على المدينة عن طريق البحر، وقامت البحرية البيزنطية بتحييده بعد وقت قصير من وصوله باستخدام سلاح النار الاغريقية، وهذا ما سمح للقسطنطينية أن تتلقى الامدادات عن طريق البحر، في حين كان الجيش الإسلامي قد تمت إعاقته من جراء المجاعة والمرض خلال فصل شتاء صعب على غير العادة التي أعقبت ذلك، وفي شهر الربيع، تم تدمير اثنين من الأساطيل الإسلامية التي ارسلت كتعزيزات من قبل البيزنطيين بعد أن انشقت طواقمها المسيحية، وأرسل جيشا إضافيا برا عن طريق آسيا الصغرى ولكنه تعرض لكمين وهزم.
بالإضافة إلى هجمات من قبل البلغار في العمق، حيث أجبر المسلمين علي رفع الحصار، وفي رحلة عودتها كان الأسطول العربي قد دمر بالكامل تقريبا من جراء الكوارث الطبيعية والهجمات البيزنطية، وقد كان فشل الحصار هذا كان له تداعيات واسعة النطاق، وأيضا إنقاذ القسطنطينية كان ضمان لاستمرار بقاء بيزنطة، في حين تم تغيير النظرة الاستراتيجية للخلافة، على الرغم من أن هجمات منتظمة على الأراضي البيزنطية تواصلت، وتم التخلي عن الهدف من الغزو السافر، ويعتبر المؤرخون الحصار هو واحدا من أهم المعارك في التاريخ، كما أرجأ فشله تقدم المسلمين إلى جنوب شرق أوروبا لعدة قرون، وكان الوليد بن هشام، قد عينه الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز حاكما لجند قنسرين، وقد أرسله لقيادة الحملة الصيفية ضد البيزنطيين إلى جانب عمرو بن قيس الكندي.
وهو والي جند حمص، ثم منها إلى مدينة حماة، وهي مدينة قديمة على نهر يقال له الأرنط، وأهل هذه المدينة قوم من يمن، والأغلب عليهم بهراء وتنوخ، ثم من مدينة حماة إلى مدينة الرستن، ثم إلى مدينة حمص، ومدينة حمص من أوسع مدن الشأم، ولها نهر عظيم منه شرب أهلها، وأهل حمص جميعا يمن من طيء، وكندة، وحمير، وكلب، وهمدان، وغيرهم من بطون اليمن، وقد افتتحها أبو عبيدة بن الجراح سنة ست عشرة من الهجره، صلحا، وانتقضت بعد الفتح فصالحها أهلها ثانية، وبحمص أقاليم منها التمة وأهلها كلب، والرستن، وحماة وهي مدينة على نهر عظيم وأهلها بهراء، وتنوخ، وصوران وبه قوم من أياد، وسلمية وهي مدينة في البرية، وكان عبد الله بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ابتناها وأجرى إليها نهرا، واستنبط أرضها حتى زرع فيها الزعفران، وأهلها من ولد عبد الله ابن صالح الهاشمي ومواليهم، وأخلاط من الناس تجار وزراعين، وتدمر وهي مدينة قديمة عجيبة البناء، يقال لكثرة ما فيها من عجائب الآثار، وقيل أن نبى الله سليمان ابن داود عليهما السلام، قد بناها.