الدكروري يكتب عن عصمة الدنيا والدين شجرة الدر ” جزء 5″
بقلم / محمـــد الدكـــروري
عصمة الدنيا والدين شجرة الدر ” جزء 5″
ونكمل الجزء الخامس مع عصمة الدنيا والدين شجرة الدر، وانقياد الى اصحاب السخف، وكان يلعب بطيور الحمام، ويركب الحمير المصرية الفرء ” لكن رفض الخليفه العباسي الإعتراف بسلطة شجرة الدر، كان مشكله بالنسبه للماليك المصريه لإن العاده فى عصر الايوبيه وهم أهل السنه، الذين حكموا بعد الفاطميين الذين كانوا اهل الشيعه، بإن السلطنة لا يعترف بها ولا هي تكون شرعية من غير تقليد الخليفه السني للسلطان الجديد، ففكر المماليك وقالوا للخلاص من ذلك هو أن شجرة الدر تتجوز الأتابك عز الدين أيبك وتتنازل له عن الحكم، وكان ذلك ما فعلوه، وتجوزت شجرة الدر أيبك وتنازلت له عن الحكم بعد ما حكمت البلاد ثمانين يوما، ومع إن فترة حكم شجرة الدر كات قصيره لكن حصلت فيها حادثتين من أهم الحوادث التاريخيه.
وهى هزيمة الحملة الصليبية السابعة التي بهزيمتها انتهت فترة الحملات الصليبيه الكبيره على جنوب حوض البحر المتوسط ومهدت لطرد الصليبيين من ممالكهم فى الشام، والحادثة الثانيه وهو تلاشي الدوله الأيوبية من مصر وبزوغ نجم المماليك الذين أصبحم سلاطين وأصبح لهم دوله كبيره منظمه استمرت لعقود من الزمان استطاعوا فيها أن يحموا مصر والبلاد التي حولها من الصليبيين والمغول، وفى فترة حكم أيبك والتي كانت شجرة الدر تحكم فيها معه البلاد استمر الصراع مع الأيوبيين فى الشام، وانهزم الايوبيين الشاميه فى كل معاركهم العسكريه ضد مصر التي كانت قدراتها وامكانياتها العسكريه والإقتصاديه في ذلك الوقت تفوق قدراتهم بمراحل، وقد حاول الناصر يوسف ملك سوريا الدخول فى حلف مع الصليبيين ضد مصر ولكنه فشل.
ولما ظهر المغول نافقهم وحاول أن يتحالف معهم ضد مصر حتي دخلوا سوريا واحتلوا دمشق فهرب على مصر ولكن السلطان قطز منع دخوله مصر بسبب خيانته، فظل تائة وضال على الحدود المصرية حتي تم القبض عليه من قبل المغول، وأرسلوه إلي هولاكو فقتله بعد انتصار مصر على المغول فى معركة عين جالوت لإنه لم يقدم إلي المغول العون الكافي فى حربهم ضد مصر، وبهزيمة الحمله الصليبية السابعة على مصر وأسر الملك لويس التاسع بدأت النزاعات والخلافات تظهر بين توران شاه من ناحيه وشجرة الدر والمماليك من ناحيه أخري، فتوران شاه كان يظن انه لن يستطيع أن يحكم مصر طالما أن شجرة الدر موجوده ومعها امراء ومماليك أبوه، فبدأ يقوم بالقبض علي الجنود والأمراء ووضع مكانهم من هم عندهم ولاء له.
وكان من هؤلاء هو نائب السلطان حسام الدين، والذي قام بتعيين مكانه جمال الدين اكوش، وكما تم إرسال رسالة غلي الملكة شجرة الدر وكانت في ذلك الوقت فى القدس يهددها ويطالبها فيه بتسليمه مال والده ومجوهراته، فغضبت شجرة الدر من اسلوب تعامل توران شاه معها مع إنها هى اللى حفظت ملك والده المتوفي وكما ان هى التي مصر أحضرته من حصن كيفا ونصبته سلطان، فأرسلت إلي المماليك تخبرهم عن تهديد توران شاه ومعاملته السيئة لها، وعندما علم المماليك بجحود توران شاه غضبوا، خاصة فارس الدين أقطاي والذي كان علي خلاف مع توران شاه لإنه كان يشرب الخمر وكان يسب فى الامرا المماليك ويهددهم بالقتل، وفي اليوم الثاني من شهر مايو لعام ألف ومائتان وخمسون للميلاد.
قامت المماليك بإغتيال توران شاه فى فارسكور وبذلك انتهى حكم الدولة الأيوبيه وانطوت صفحتهم فى مصر نهائيا، ولقد كان بعد إغتيال توران شاه إجتمع الامرا المماليك فى دهليز السلطان فى فارسكور وقرروا تنصيب شجر الدر سلطانه على مصر وعينوا الامير عز الدين أيبك أتابك على الجيش، وأرسلوا لشجرة الدر فى قلعة الجبل فى القاهره يخبروها بالقرار الذي اتفقوا عليه فوافقت، وتم تنصيب شجرة الدر سلطانه على مصر بلقب الملكه عصمة الدين ام خليل شجرة الدر، وقد لقبت بالقاب كثيرة مثل والدة الملك المنصور خليل امير المؤمنين، وأم الملك خليل، وصاحبة الملك الصالح، و قد تم صك العملات بألقاب والدة خليل، وكما أنها كانت تختم على المستندات السلطانيه بذلك اللقب وكانت كلها ألقاب حاولت أن تأخذ بها شرعيه للحكم.