الدكروري يكتب عن عصمة الدنيا والدين شجرة الدر ” جزء 3″
بقلم / محمـــد الدكـــروري
عصمة الدنيا والدين شجرة الدر ” جزء 3″
ونكمل الجزء الثالث مع عصمة الدنيا والدين شجرة الدر، أن الكتابة على الإفريز العلوى لا تحتوى على تاريخ وهى نقل للكتابة الأصلية، لقد بنت شجرة الدر هذا الضريح قبل وفاتها ببضع سنوات كتب عليه بعض ألقابها “عصمة الدنيا والدين” ولكن قتلها على تلك الصورة البشعة منع دفنها فى ضريحها العظيم، وبعد قرنين أو ثلاثة دفن فى ضريحها أحد الخلفاء العباسيين، وقيل أنه فى شهر ابريل من سنة الف ومائتان وتسعة واربعون للميلاد، والصالح أيوب فى الشام وأثناء حربه مع الملوك الأيوبيين اللذين نافسوه على الحكم قد وصلته أخبار إن ملك فرنسا لويس التاسع الذي تم عمل له قديس بعد وفاته فى قبرص وفى طريقه لمصر على راس حمله صليبيه كبيره من أجل غزوها، فرجع إلي مصر الملك الصالح.
ولكنه كان مريضا وقد مكث واستقر فى منطقة تسمى أشموم طناح، وهي بجوار مدينة دمياط على البر الشرقي من الفرع الرئيسي للنيل وذلك من أجل أن يجهز الدفاعات إذا حدث هجوم من الصليبيين، وتم بالفعل فى شهر يونيه الف ومائتان وتسعة واربعون للميلاد، نزل جنود الحمله الصليبيه السابعه من المراكب على بر دمياط ونصبوا خيمه حمراء كبيرة للملك لويس، وانسحب العربان الذي كان وضعهم الملك الصالح فى مدينة دمياط من أجل أن يدافعوا عنها فإحتلها الصليبيين بسهوله وهي خاويه من سكانها الذين تركوها وفروا بأرواحهم بعد ما شاهدوا هروب العربان، فغضب الملك الصالح وأعدم من العربان الكثير بسبب جبنهم و خروجهم عن أوامره، وقد اتنقل الملك الصالح وهو مازال مريض وكان فى النزع الاخير.
يحمله مماليكه لمكان آمن فى مدينة المنصورة، وفي اليوم الثالث والعشرون من شهر نوفمبر كان وفاة الملك الصالح بعد ما حكم مصر عشر سنين وكان ذلك فى لحظات حرجه من تاريخها، وهنا قامت شجر الدر باستدعاء قائد الجيش المصري وكان الامير فخر الدين يوسف، ورئيس القصر السلطاني وكان الطواشي جمال الدين محسن، وقالت لهم بإن الملك الصالح توفى وإن مصر الآن فى موقف صعب من غير حاكم وأن هناك غزو خارجي متجمع فى دمياط، فاتفق الثلاثه على انهم يقوموا بإخفاء خبر الملك الصالح وذلك من أجل معنويات الجيش والأفراد وحتي لا يكون هناك تشجيع للحملة الصليبيه على الهجوم علي مصر في هذا التوقيت الصعب، وهنا فى السر دون أن يدري أحد قامت شجر الدر بنقل جثمان الملك الصالح فى مركب على القاهرة.
ووضعته فى قلعة جزيرة الروضه، ومع إن الصالح أيوب قبل وفاته لم يكتب وصية بمن ينوب عنه بعد وفاتة، ولكن شجر الدر أرسلت إلي زعيم المماليك البحريه وهو فارس الدين أقطاى الجمدار، وذلك من أجل أن يستدعي توران شاه ابن الصالح أيوب لكي يأتي لحكم مصر خلفا لوالده المتوفي، الملك الصالح، وقيل أن الملك الصالح أيوب قبل أن يموت قد قام بالتوقيع والختم علي أوراق بيضاء لزوجته الملكة شجر الدر من أجل أن تستعملها في حالة وفاتة، فظلت شجر الدر والامير فخر الدين يصدروا أوامر سلطانيه وفرمانات على هذه الأوراق وقالوا إن السلطان مريض وملازم الفراش ولا يستطيع مقابلة أحد وكانوا يتعاملون مع الأمر بأنه مريض في حجرته وهناك مواعيد لإدخال الطعام والشراب إليه.
وأوهموا من في القصر والجميع بأنه مازال علي قيد الحياه ولكنه مريض، وتم إصدار فرمان وقرار سلطاني بتجديد العهد للسلطان الصالح أيوب وتنصيب إبنه توران شاه ولي لعهد لمصر وأقر بذلك الامراء والجنود، ولقد وصلت أخبار وفاة السلطان الصالح أيوب وصلت الصليبيين فى دمياط بطريقه ما، وفى نفس الوقت وصلت دمياط امدادات مع ” الفونس دو بويتي” اخو الملك لويس، فاتشجع الصليبيين وقرروا الخروج من دمياط والطلوع ع القاهره، وقد استطاعت قوات من الفرسان الصليبيين بقيادة روبرت دارتوا، وهو اخو الملك لويس من إجتياز قناة أشموم على مخاضه دلهم عليها رجل من العربان، فهجموا فجاءة على المعسكر المصري فى جديله على بعد حوالي ثلاثة كيلومتر من مدينة المنصوره، وتم قتل الامير فخر الدين يوسف.