أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

عصمة الدنيا والدين شجرة الدر ” جزء 2″

الدكروري يكتب عن عصمة الدنيا والدين شجرة الدر ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

عصمة الدنيا والدين شجرة الدر ” جزء 2″

ونكمل الجزء الثاني مع عصمة الدنيا والدين شجرة الدر، وشجرة الدر هى جارية السلطان الصالح نجم الدين أيوب، سابع سلاطين الدولة الأيوبية، وزوجته وأم ولده خليل،

وكانت حظية عنده وكانت فى صحبته فى بلاد المشرق فى حياة أبيه الكامل، ويبقى الكثير من سيرة شجرة الدر مجهولا، فى تواريخ الميلاد والوفاة والنسب والدفن وحتى طريقة الموت، فمن أين أتت شجرة الدر وما أهم ما يجهل عنها، فإن المتفق عليه تاريخيا كما ذكر فى العديد من الكتب أنها كانت جارية للملك الصالح نجم الدين أيوب وحظيت عنده بحيث كان لا يفارقها سفرا ولا حضرا، وقد ولدت له ولد اسمه خليل مات صغيرا، ولكن لا يوجد فى الموسوعات التاريخية تاريخ ميلادها، كما لا يعرف أصلها، فبحسب ما ذكر كتاب “السلوك لمعرفة دول الملوك”

للمورخ تقى الدين المقريزى، إنها تركية الجنسية، وقيل أرمنية، فما تذكر فى الموسوعة الحرة “ويكيبيديا” بأنها من أصل تركى أو خوارزمى وقد تكون أرمينية، ويعود بداية ذكرشجرة الدر مع عام الف ومائتان وتسعة وثلاثون ميلادي عندما ضمها الملك الصالح نجم الدين أيوب ضمن جواريه، وقد واجهت شجرة الدر العديد من العقبات أثناء فترة حكمها، وخاصة لأنّها امرأة، وحاولت التغلب على هذه المشكلة بأمور مختلفة بإخفاء اسمها، فتلقّبت بألقاب تقربها من المحيط، فاتخذت اسم أم خليل وهو اسم ابنها من زوجها السلطان نجم الدين أيوب الذي مات صغيرا، وتلقبت بالصالحية لانتسابها إلى زوجها الملك الصالح، والمستعصمية نسبة إلى الخليفة العباسي المستعصم، ولكن هذه المسميات والألقاب لم تجدي نفعا.

فبدأت الأحوال تتقلب خاصة في بلاد الشام، حيث خرج أمراء عن طاعتها، وانطلق بعضهم إلى الهجوم على مصر التي طمع الأيوبيون في السيطرة عليها، فانقسمت البلاد، وأصبحت بلاد الشام تحت الحكم الأيوبي، وأصبحت مصر تحت ولاية شجرة الدر والمماليك، وقيل أن رحيل الملكة شجرة الدر، كان فى اليوم الثالث من شهر مايو من عام الف ومائتان وسبعة وخمسون من الميلاد والذي يوافق الثالث والعشرين من شهر ربيع الأول عام ستمائة وخمس وخمسون للهجرة، بحسب موقع الموسوعة الحرة ويكيبيديا، والذى يتضارب فى المعلومة ويذكر أيضا فى صفحة السلطانة إنها توفيت فى يوم الثامن والعشرين من شهر أبريل من نفس العام، وأما فى الموسوعات التاريخية فيذكر فى كتاب المقريزى إنها توفيت فى يوم السبت الثامن عشر من ربيع الآخر.

وهو ما يختلف ذكره مع ما ورد فى موسوعة “النجوم الزاهرة” للمؤرخ ابن تغر بردى، حيث قال إنها وجدت مقتولة فى يوم السبت حادى عشر من ربيع الآخر، ولم يذكر أى مرجع تاريخى عمر شجرة الدر عند مقتلها، وقيل أنه بعد وفاة زوجها الملك الصالح نجم الدين أيوب، تمت مبايعة شجرة الدر من جانب المماليك لتكون سلطانة للبلاد، وظلت ما يقرب من شهرين حتى أرسلت إلى ابن زوجها توران شاه، والذى ما لبث فى حكمه بضع أشهر حتى أرسلت فى قتله بعدما قام بتهديدها من أجل المال، وتزوجت من الأمير المعز لدين الله أيبك، وكان ذلك بداية لدولة المماليك، لكنه وبعدما انفرد بالسلطة وعلمت شجرة الدر بنيته بالزوج من بنت بدر الدين لؤلؤ ملك الموصل، دبرت لقتله، وقد وقع، ويذكر ابن تغر بردى فى “النجوم الزاهرة”

إنها بعد مقتل أيبك ومحاولة مماليكه قتلها أقامت فى البرج الأحمر فى قلعة الجبل، وكان يحميها الملوك الصالحية، وكانت زوجة أيبك وابنه المنصور يحرضان ضدها إلا إنها وجدت مقتولة مسلوبة خارج القلعة، فحملت إلى مكان دفنها بقرب من مشهد السيدة نفيسة، ودفنت هناك، أما كلام المقريزى فى كتابة “السلوك لمعرفة دول الملوك” إنه لما تولى ابن المعز أمر السلطنة، حُملت شجرة الدر إلى أمه فضربها الجوارى بالقباقيب إلى أن ماتت وألقوها من سور القلعة وليس عليها سراويل وقميص، فباتت فى الخندق أياما، إلى أن حملت ودفنت فى مشهدها النفيسى، وبرغم ما أشير إليه فى موسوعات ابن تغر بردى والمقريزى إلا أن المؤرخة الدكتورة سعاد ماهر، ذكرت فى موسوعة “مساجد مصر وأولياؤها الصالحون”