الدكرورى يكتب عن الرسول في غزوة الأبواء “جزء 2”
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
الرسول في غزوة الأبواء “جزء 2”
ونكمل الجزء الثانى مع الرسول في غزوة الأبواء، وهذا كان ينمي لدى الصحابة الذين تسند إليهم مهمة قيادة السرايا حس القيادة وتحمل المسؤولية، ليخلفوا النبي صلى الله عليه وسلم، بعد وفاته في تولي أمور المسلمين، وتعد غزوة الأبواء من أهم غزوات النبي صلى الله عليه وسلم ، وسميت غزوة الأبواء بهذا الاسم وذلك بسبب حدوثها في منطقة تبعد مسافة ستة أميال عن واد في الحجازِ يُدعى الأبواء، ومن أسمائها أيضا هو غزوة وَدّان، وكانت غزوة الأبواء هي أول غزوة يغزيها النبي صلى الله عليه وسلم، وقد كان ذلك في الثاني عشر من شهر صفر في السنة الثانية للهجرة، حيث كان الصحابي الجليل حمزة بن عبد المطلب، هو حامل لواء المسلمين في هذه الغزوة.
وكان الصحابي الجليل سعد بن عُبادة هو الصحابي الذي استخلفه النبي صلى الله عليه وسلم،على المدينة، ولقد كان من أهم نتائج هذه الغزوة التي غاب فيها النبي صلى الله عليه وسلم، عن المدينة خمس عشرة ليلة هو أن وقع عقدا مع سيد قبيلة بني ضمرة من آل كنانة وهو مخشي بن عمرو الضمري، حيث لم تسفر الغزوة عن أي قتال، فكانت غزوة الابواء ما بين الرسول صلى الله عليه وسلم وما بين قبيلة قريش حيث أنها كانت ستمر بمنطقة بني ضمرة، وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم، تلك الغزوة وكان بحوزته حوالي سبعين مقاتل من المهاجرين وكانت تلك الغزوة بغرض الفتح الإسلامي ولم يكن الغرض منها الدخول بمعركة بقدر رغبة الرسول صلى الله عليه وسلم.
في عقد هدنة واتفاق وصلح مع قبيلة ضمرة وكان يساند النبي صلى الله عليه وسلم بغزوته عمه حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه وأرضاه حيث أنه كان من تابعين الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بالله ورسوله وعند قيام النبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة فقد ظهر عمه يرفع لواء وراية جيش الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء بدء الغزوة وكان لون الراية اللون الأبيض، ولقد حاز النبي صلى الله عليه وسلم، على ما رغب به بتلك الغزوة وأنهاها بصلح دون قتال، وقد سميت غزوة الابواء بذلك الاسم لقربها من منطقة تسمى الابواء حيث أن غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم، كانت تسمى على حسب المنطقة التي تمت فيها أو بناء على سبب حدوثها.
مثل غزوة بدر وغزوة ودان وغزوة أحد وغزوة الخندق وغزوة الأحزاب وغزوة العشيرة وغزوة بواط ومن خلال تلك الأسماء نجد أن أسماء الغزوات كانت مرتبطة بأماكن حدوثها وخاض الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم غزوة الابواء، وكان الغرض منها هي تكوين وعمل صلح وليس خوص حرب وبالرغم من ذلك كان المهاجرين مع النبي صلى الله عليه وسلم على استعداد تام لخوض المعركة، وقد نتج عنها أنه عقد عقدا وحلفا مع بني ضمرة من كنانة ولهذا لم يحصل بهذه الغزوة قتال، وبني ضمرة أو كما تعرف اليوم باسم عشائر الضمور وهي إحدى القبائل العربية العدنانية وهم إحدى بطون قبيلة بني كنانة التي تسكن الحجاز و تهامة.
وقد خرجوا من ديارهم الأصلية في الحجاز إلى الأردن قديما وأصبحوا من عشائر المملكة الأردنية الهاشمية وخرج معهم من الحجاز أبناء عمومتهم قبيلة اللياثنة بني ليث التي تسكن وادي موسى في الأردن، ويرجع نسب عشائر الضمور إلى ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة، بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وهم أحد فروع قبيلة كنانة في الأردن وتسكن معهم في الأردن من فروع قبيلة كنانة كذلك قبيلة اللياثنة بني ليث وعشائر الكنانية، وتجتمع عشائر الضمور مع نسب النبي صلى الله عليه وسلم في كنانة بن خزيمة، وقد دخل بنو ضمرة في حلف مع تجمع عشائر الغساسنة الأزديين القحطانيين رغم محافظة القبيلة على نسبها الكناني المضري العدناني.