“طرابلس الكبرى “الحلم الواعد في زمن الإنهيارات.
كتب حامد خليفة
يسير الزمن بخطى ثقيلة في طرابلس، التغييرات التي حصلت في المدينة منذ قرن و أكثر تكاد لا تذكر، و هذا الأمر يبدو إيجابيا عند بعض الاراء لناحية الموروث الحضاري و العمراني، لكن تبقى لعنة الإهمال تهدد مستقبل طرابلس و الحل الوحيد يبرز بتعزيز الدور الاقتصادي وفق مقدرات مذهلة على هذا الصعيد.
مما لا شك فيه ، حرمان الدولة لابسط العاصمة الثانية تواجه ما جعل الأزمات فيها مضاعفة، غرفة التجارة والصناعة والزراعة تحاول رغم الامكانيات المتواضعة الخروج من حال الإستسلام للواقع، وأن نخوض التحدي بالتفتيش عن مكامن القوة وهي كثيرة في هذه المنطقة، والتي تجعل “طرابلس الكبرى” من البترون الى أقاصي الحدود الشمالية في عكار رافعة نهوض للإقتصاد اللبناني وعامل إنقاذ حقيقي للبنان.
لذلك، بادرت غرفة طرابلس إلى إطلاق أكبر مشروع إستثماري لبناني، عربي ودولي يتمثل بمنظومة متكاملة تهدف الى إطلاق أوسع ورشة توسعة تطال المرافق الاقتصادية العامة بدءا من مرفأ طرابلس مرورا بالمنطقة الإقتصادية الخاصة ومنصة النفط والغاز وصولا الى مطار الشهيد الرئيس رينيه معوض في القليعات ـ عكار.
الدراسات العلمية المتخصصة أفضت الى تنفيذ المشروع إفتراضيا على الواجهة البحرية الممتدة شمالا بتحويل مرفأ طرابلس الى مرفأ محوري ناشط على صعيد الملاحة البحرية، خصوصا أن حجم هذه الملاحة في مرافئ المنطقة هو بمعدل 60 مليون حاوية، في حين أن القدرة الفعلية لمرافئ لبنان وسوريا هو مليونا حاوية فقط.
يضاف الى ذلك توسيع المنطقة الإقتصادية الخاصة من 500 ألف مترا مربعا الى خمسة ملايين مترا مربعا ما يجعلها قادرة على إستقطاب كل الشركات في المنطقة فضلا عن مشاريع تتعلق بمنصة غاز ونفط وبتروكيميائيات قبالة مصفاة طرابلس، ومناطق صناعية وحوض جاف لاصلاح السفن ومراكز لتقنية المعلومات، إضافة الى إعادة إحياء السكة الحديد، وتنفيذ مشاريع سياحية متنوعة تجعل من هذا المشروع عبارة عن منظومة إقتصادية متكاملة يتوجها مطار القليعات بتحويله الى مطار ذكي على غرار المطارات المتقدمة لا سيما في سنغافورة وتوسيع مساحته الى عشرة ملايين وأربعماية واثنين وخمسين مترا مربعا.
كل الدراسات تشير الى أن مطار بيروت لم يعد قادرا على إستيعاب حجم الملاحة الجوية، وكذلك الحال بالنسبة لمرفأ بيروت على صعيد الملاحة البحرية، وأن أي مشروع توسعة لهما سيصطدم بالنسيج الإجتماعي والإمتداد العمراني، في حين أن مشروع المنظومة الاقتصادية يمتد على مساحات واسعة من الواجهة البحرية المملوكة من الدولة وما تزال تعتبر أرض خام قادرة على إستيعاب كل المشاريع الطموحة لطرابلس الكبرى التي تتطلع الى أن تلعب دورا محوريا تساهم من خلاله في عملية النهوض الإقتصادي.
في ضوء هذه المعطيات يؤكد رئيس غرفة التجارة و الصناعة و الزراعة توفيق دبوسي بأن طرابس الكبرى يعد المشروع الإقتصادي الإستثماري الضخم للبنان غي ظل التمسك بالشراكة الوطنية من البترون إلى عكار، وهو من شأنه أن يوفر كل متطلبات المستثمرين من لبنانيين وعرب وأجانب القادرين على الإستفادة من كل مندرجاته، بما في ذلك توفير منصة لاعادة إعمار وبناء بلدان الجوار العربي.