الدكرورى يكتب عن السيدة ميمونة بنت الحارث “جزء 3”
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
السيدة ميمونة بنت الحارث “جزء 3”
ونكمل الجزء الثالث مع السيدة ميمونة بنت الحارث، ولهذا عُرفت أمها هند بنت عوف بأكرم عجوز في الأرض أصهارا، فأصهارها، أشرف الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصاحبه الصديق، وعميه حمزة والعباس ابنا عبدالمطلب، وجعفر وعلي أبناء عمه أبي طالب، وشداد بن الهاد رضي الله عنهم أجمعين، وكانت لأم ال مؤمنين ميمونة رضي الله عنها، شهرة شهد لها التاريخ بعظمتها، ومن أسباب شهرتها قيل إن أم ميمونة هند بنت عوف كانت تعرف بأنها أكرم عجوز في الأرض أصهارا، ومن أسباب عظمتها كذلك شهادة الرسول صلى الله عليه وسلم، لها ولأخواتها بالإيمان، لما روى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” الأخوات المؤمنات، ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وأم الفضل زوج العباس، وسلمى امرأة حمزة، وأسماء بنت عميس أختهن لأمهن” رضي الله عنهن جميعا، ومنه تكريم الله عز وجل لها عندما نزل القرآن يحكي قصتها وكيف أنها وهبت نفسها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، في قول الله تعالى “وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين” ومن ذلك أنها كانت آخر من تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبها ختمت أمها المؤمنين، وكانت نعم الختام، وقد كانت تقيه تصل الرحم لشهادة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، لها عندما قالت ” إنها والله كانت من أتقانا لله وأوصلنا للرحم”
ومما يذكر لميمونة رضي الله عنها أنها كانت من الحافظات المكثرات لرواية الحديث النبوي الشريف، ولم يسبقها في ذلك سوى أم المؤمنين السيدة عائشة والسيده أم سلمه رضي الله عنهن، وقد كان زواجها رضي الله عنها، أولا بمسعود بن عمرو الثقفي قبيل الإسلام، ففارقها وتزوجها أبو رهم بن عبدالعزى، فتوفي عنها وهي في ريعان الشباب، ثم ملأ نور الإيمان قلبها، وأضاء جوانب نفسها حتى شهد الله تعالى لها بالإيمان، وكيف لا وهي كانت من السابقين في سجل الإيمان، فحظيت بشرف الزواج من رسول الله صلى الله عليه وسلم، في وقت فراغه من عمرة القضاء فى السنة السابعه للهجرة، وعمرة القضاء هي العمرة التي أداها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
ومعه ألفان من أصحابه سوى النساء والصبيان، في شهر ذي القعدة فى السنه السابعه من الهجره، عوضا عن العمرة التي صُرفوا عنها وفقا لشروط صلح الحديبية، وقد تزوج الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، من ميمونة بنت الحارث خلال تلك العمرة، وقد تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعد فراغه من عمرة القضاء، وذلك عندما قدم عليه جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه من أرض الحبشة فخطبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأجابته، وقامت بتوكيل العباس بن عبد المطلب في أمر زواجها، فزوّجها للنبي صلى الله عليه وسلم، فكان في السنة السابعة للهجرة النبوية، دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مكة معتمرين، وطاف النبى الكريم صلى الله عليه وسلم.
بالبيت العتيق بيت الله الحرام، وكانت ميمونة بمكة أيضا ورأت رسول الله الكريم صلى الله عليه وسلم، وهو يعتمر فملأت ناظريها به حتى استحوذت عليها فكرة أن تنال شرف الزواج من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن تصبح أما للمؤمنين، وما الذي يمنعها من تحقيق حلم لطالما راودتها في اليقظة والمنام وهي التي كانت من السابقين في سجل الإيمان وقائمة المؤمنين؟ وفي تلك اللحظات التي خالجت نفسها همسات قلبها المفعم بالإيمان، أفضت ميمونة بأمنيتها إلى أختها أم الفضل، وحدثتها عن حبها وأمنيتها في أن تكون زوجا، للرسول الله صلى الله عليه وسلم وأما للمؤمنين، وأما أم الفضل فلم تكتم الأمر عن زوجها العباس فأفضت إليه بأمنية أختها ميمونة.