الدكرورى يكتب عن السمات الشخصية للإنسان ” جزء 1″
بقلم / محمـــد الدكـــــرورى
لقد نظم الإسلام السلوك والمعاملات وسن القوانين والأنظمة في البيع والشراء والزواج والطلاق والعلاقة بين الزوجين، وعلاقة المسلم بأخيه المسلم وعلاقته بغير المسلمين، وكما حث الإسلام على النظام و التزام الآداب واحترام القوانين والمحافظة على الذوق العام فقال الله سبحانه وتعالي كما جاء في سورة البقرة ” تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون” وإن الشخصيه هي مجموعة من الصفات الجسدية والنفسية وهى أمور موروثة ومكتسبة، وهى العادات والتقاليد والقيم والعواطف المتفاعلة كما يراها الآخرون من خلال التعامل في الحياة الاجتماعية، وتتكون شخصية الإنسان من مزيج من الدوافع والعادات والميول والعقل.
والعواطف والآراء والعقائد والأفكار والاستعدادات والقدرات والمشاعر والاحاسيس والسمات فى كل هذه المكونات أو أغلبها تمتزج لتكون شخصية الإنسان الطبيعية، والضمير هو الميل لإظهار الانضباط الذاتي والتصرف بمسؤولية والسعي للإنجاز ضد المعايير أو خارج المتوقع، وهو يتعلق بالطريقة التي يتحكم بها الناس وينظمون ويديرون دوافعهم، وغالبا ما يوصف الضمير الشديد بالعناد أو التركيز، ويترافق الضمير الضعيف بالمرونة والعفوية، ولكنه قد يتظاهر أيضا بالإهمال وقلة الموثوقية، وتشير الدرجة العالية على مقياس الضمير إلى تفضيل السلوك المخطط على العفوي، ويرتفع معدل الضمير الوسطي بين البالغين الشباب ثم يتراجع بين البالغين الأكبر سنا.
وإن للشخصية القوية سمات وعلامات، ومنها أن الشخصية القوية شخصية متكاملة، ومن علامات تكامل الشخصية هو انسجام الشخص مع غيره من الناس، والمقدرة على عقد الصلات الاجتماعية بشكل مرضى دون أي شعور بالاضطهاد أو شكوى من الآخرين ، ودون أن يزعجه النقد الموجه له منهم . ومثل الشخصية المتكاملة كمثل أسرة يتعاون أفرادها بعضهم مع بعض يحكمهم غرض واحد يوجه نشاطهم ويؤلف بين قلوبهم وهناك معايير أخرى هامة لقوة الشخصية تتمثل في الإحساس بالمسئولية، وتحمل تبعات الاختيار، واتخاذ القرار، ومن سمات الشخصية القوية أيضا هو عدم الخوف من المخلوقين، فلا يخاف إلا من رب العالمين، فالمؤمن يعود نفسه على الخوف من الله تعالى.
فلا يخاف من أي شيء آخر، وإذا أردت أن تقضي على أي خوف مهما كان كبيرا، فما عليك إلا أن تستحضر عظمة الله تعالى، وتتذكر قوته وعظمته وتقارن ذلك بقوة الشخص الذي تخاف منه وحدوده، لتجد أن كل الدنيا لا تساوي شيئا أمام قوة الله تعالى، وهذه العقيدة ستجعل الإنسان أكثر قدرة على المواجهة وبالتالي تجعله أكثر قدرة على درء المخاوف، وإن من قوة الشخصية أيضا هي القدرة على ضبط الذات، وذلك في حدود الأخلاق الفاضلة وقوة الشخصية تعني أيضا هى القدرة على الاختيار السليم، والتمييز بين الخير والشر والصواب والخطأ، وإدراك الواقع الحاضر، وتوقع المستقبل والشخصية القوية هي التي تجيد فن التعامل مع الآخرين.
وتتسم بالهدوء وعدم الاكتراث بالمناقشات الغبية، وعدم فرض عقليتها على غيرها، فالثقة بالنفس والحجة القوية لا تحتاجان لإلزام أو انفعال أو صراخ، فالشخصية القوية هي التي تتسم بعدم القلق، أو ما يعبّر عنه بالثقة بالنفس، وهي التي تنطق بالحكمة، فقد سئلت السيده عائشة رضي الله تعالى عنها، عن أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فردت بكلمة رائعة جمعت فيها صفات شخصية النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فقالت رضى الله عنها ” كان خلقه القرآن ” ومن سمات الشخصية القوية هو أن تكون شخصية متكاملة، فالشخصية المتكاملة هي الشخصية السوية الموحدة المتزنة، وتتضمن تكامل الشخصية فى تفاعل سماتها بعضها مع بعض، وتآزر بعضها مع بعض، بحيث إن التغير في سمة من سماتها تنعكس على الشخصية بأكملها فيؤدي إلى تغييرها.