الدكرورى يكتب عن السمات الشخصية للإنسان ” جزء 5″
بقلم / محمـــد الدكـــــرورى
ونكمل الجزء الخامس مع السمات الشخصية للإنسان، ولا تعتبر دراسة الشخصية بمثابة تخصص تجريبي بحت، وذلك لأنها تتطلب عناصرا فنية وعلمية وفلسفية لاستخلاص استنتاجات عامة، وتعد الفئات الخمس التالية بعض من أهم الافتراضات الفلسفية التي يختلف عليها المنظرون، وهى الحرية مقابل الحتمية، وهي مسألة اعتبار البشر قادرين على التحكم في سلوكياتهم وفهم دوافعهم الكامنة أو اعتبار سلوكياتهم هذه مُحددة سببيا بواسطة قوى خارجة عن إرادتهم، وتصنف النظريات السلوك على أنه غير واع ومقترن بالبيئة، أو بأنه بيولوجي، وأيضا الوراثة وهى الطبيعة، مقابل البيئة وهى التنشئة، وتعرّف الشخصية إما عن طريق علم الوراثة وعلم الأحياء.
أو من خلال البيئة والتجارب، وتشير الأبحاث المعاصرة إلى استناد معظم سمات الشخصية إلى تأثير مشترك بين علم الوراثة من جهة والبيئة من جهة أخرى، وأيضا التفرد مقابل الكلية، وهي مسألة تتناول مدى خصوصية كل إنسان وهو التفرد، أو تشابهه وهو الكلية، يؤكد علماء السلوك والمنظرون المعرفيون على أهمية المبادئ الكلية مثل التعزيز والكفاءة الذاتية، وأيضا الفاعلية مقابل التفاعلية، وتتناول هذه المسألة ما إذا البشر مدفوعين بمبادرة فردية أساسا وهو فاعلية، أو مدفوعين بمحفزات خارجية، يعتقد المنظرون السلوكيون التقليديون عادة أنه لا دور للبشر في عملية صقل البيئة لهم، بينما يؤمن المنظرون الإنسانيون والمعرفيون أن للبشر دور فاعل.
في هذه العملية، يتفق معظم المنظرون المعاصرون على أهمية كلا وجهتي النظر، إذ تحدد السمات السلوك الكلي، بينما تعتبر العوامل الظرفية بمثابة المؤشر الأساسي للسلوك على المدى القصير، وأيضا التفاؤل مقابل التشاؤم، وتختلف نظريات الشخصية فيما بينها من حيث اعتبار البشر جزء لا يتجزأ من التغييرات التي تطرأ على شخصياتهم، وغالبا ما تكون النظريات ذات التوجه التعليمي، هى أكثر تفاؤلا من غيرهان وفي علم نفس الشخصية، هو نظرية عناصر الشخصية الخمسة، أو سمات الشخصية الخمسة، وهي ما يُعتقد أنها الأبعاد التي تكوّن شخصية الإنسان على المستوى البديهي، وأما عن سمات الشخصية الرئيسية الخمس والمعروفة أيضا.
باسم نموذج الخمس عوامل فهو تصنيف لسمات الشخصية، حين يُطَبق تحليل العوامل وهى تقنية إحصائية على بيانات اختبار الشخصية، وتستخدم بعض الكلمات لوصف جوانب الشخصية التي غالبا ما تنطبق على الشخص نفسه، وعلى سبيل المثال، الشخص الموصوف بالضمير أكثر ميلا لأن يوصف بالشخص المستعد دائما، بدلا من الشخص الفوضوي، وبالتالي تبنى هذه النظرية على الترابط بين الكلمات، لا التجارب النفسية العصبية، وتستخدم النظرية صفات اللغة الشائعة وتقترح بناء عليها خمسة أبعاد رئيسية تستخدم بشكل شائع لوصف الشخصية البشرية والنفس، وتشمل العوامل الخمسة على الانفتاح، على التجارب والشخص هنا يكون إما مبدع، أو فضولي.
مقابل شخص متجانس، أو شخص حذر، وأيضا العامل الثانى هو الضمير، وهو يكون إما فعال، أو منظم، ويكون مقابل سهل المعشر، أو شخص لامبالي، وأيضا العامل الثالث فهو الانبساط، ويكون غير متحفظ، أو مفعم بالطاقة، وهو مقابل شخص منعزل، أو شخص متحفظ، وأما العامل الرابع فهو الوفاق، وهو إما أن يكون شخص ودود، أو شغوف، وهذا مقابل شخص متحد، أو شخص منفصل، وأيضا العامل الخامس وهو العصابية، وهو إما أن يكون شخص حساس، أو شخص قلق، وهذا مقابل أن يكون شخص مطمئن، أو شخص واثق من نفسه، وتمثل العوامل الخمس بالاختصار إلى المحيط، أو الزورق، وإن من ضمن كل عامل عالمي مقترح تتواجد عدة عوامل أولية أكثر تحددا وترابطا.