الإعلامية هبه عبد الفتاح تكتب .. ” هايدي ” هدية السماء
متابعة علاء حمدي
بقلم : هبة عبدالفتاح
عشت تجربه شديده القسوه والمراره عندما توفيت إبنتي الحبيبه الغاليه عصفورة الجنه هايدي فجأه وبشكل صادم ، حيث أصيبت بسكته دماغيه ( نزيف في المخ ) مفاجيء عشية الإحتفال بعيد ميلادها الرابع عشر ، وكنا انا وجميع أفراد الأسره والمدرسات في مدرستها والاطفال زملائها وزميلاتها نجهز للإحتفال بعيد ميلادها ونضع قوالب الحلوى و المرطبات، وكانت هايدي في ذلك الوقت قد إنتهت من اللعب مع أصدقائها في حمام السباحه في النادى وبعده في الحديقه .
وصعدت بعد ذلك لتبديل ملابسها وارتداء فستان عيد الميلاد ، وكنت انا أجهز التورته ، وفجأة سمعنا انا والاهل والمدرسات صوت صرخه مدويه من هايدي وجرينا مسرعين لنجد هايدي تصرخ من الألم وفي حالة دوخه شديده، فجرينا مسرعين على المستشفى ، فقرروا دخولها فجأه العنايه المركزه ، ونحن جميعا في حالة ذهول ، وانا في حالة إنهيار تام ، وبعد عمل الإشاعات، صرح الأطباء إن هايدي أصيبت بسكته دماغيه نتيجة تعرضها لتمدد شرياني وهو مرض نادر يصيب الإنسان فجأه في اي مرحله من مراحل العمر ويؤدي للوفاه، ولكن هايدي دخلت في غيبوبه عميقه استمرت سبعون يوم كامله ، قمنا خلالهم بإجراء ثلاث عمليات في المخ لها لشفط النزيف ، ورغم بشاعة حالتها الصحيه إلا إنني كنت اعيش علي امل انه ستحدث المعجزه وستعود هايدي من الغيبوبه وتعيش وتكمل حياتها سعيده وجميله كعادتها ، وكان عندي يقين بذلك ، لكن إرادة الله فوق كل شيء، وقضاء الله قد نفذ .
ولا راد ابدا لقضاء الله ، فلم تفيق هايدي من الغيبوبه ابدا ، ورحلت عن عالمنا يوم السابع من أكتوبر الماضي عام 2020 ، تاركه لنا رصيد من الحب والحنان يكفي أن يغمر العالم أجمع بل ويفيض ، وفي نفس الوقت تركتنا انا وافراد اسرتنا غارقين في بحور من الأحزان ليس لها شاطيء ولا مرسى . وبعد طوفان رهيب من الأحزان التي مازالت ولازالت مستمره في قلبي طوال حياتي ، قررت أن أسرد قصة حياة إبنتي الحبيبه الغاليه ونور عيوني عصفورة الجنه ( هايدي ) ، لتكون بمثابة رساله إلي كل إمرأه أو فتاه او طفله ، لتقرأ وتستفيد من تجربتي مع ابنتي الحبيبه هايدي ، وقد قررت ان أشرح كل معاناتها مع المرض ، وكذلك أن اكشف النقاب عن الجوانب الروحانية والكرامات الكبيره التي أنعم الله بها عليها وخصها بها عن باقي الناس، وبالفعل أستغرقت في كتابتي لرواية هايدي حوالي ما يقرب من العام ، وانا أعاني كافة الوان العذاب وانا أسرد كل تفصيله في حياة غاليتي الحبيبه ( هايدي ) ،تلك الحياه القصيره بالفعل ، لكنها كانت مليئه بالاحداث والغرائب والروحانيات التي أذهلت الجميع ، حياة طفله جميله مفعمه بالحيويه، إبتسامتها تملأ وجنتيها حتي بعد أن فاضت روحها وصعدت إلي بارئها ، وقد قمت بطرح روايتي الجديده التي تحمل اسم ( هايدي ) ، و التي قمت بإهدائها إلي روح إبنتي الراحله عن عالمنا منذ سبعة عشر شهرا عصفورة الجنه ( هايدي ) إثر إصابتها بسكته دماغيه مفاجأة أودت بحياتها بعد صراع مع المرض ودخولها في غيبوبه لمدة سبعين يوم كامله.
وقد قررت ان أسرد تفاصيل قصة حياة إبنتي الطفله الراحله الملاك الصغير هايدي كامله ، وأن أكشف الستار عن العديد من الخفايا والاسرار في حياة إبنتي والتي لا يعرف احد عنها شيئا إلا المقربون فقط ، تلك الخفايا التي جعلت من حياة هايدي أشبه بسلسلة من المعجزات لما تتمتع بها تلك الطفله الفريده والمختلفه عن باقي اقرانها من كرامات روحانيات منذ نعومة اظافرها وحتي رحيلها عن عالمنا بطريقه مفاجأه و صادمه لجميع أهلها وأحبائها .
وفي رواية ( هايدي ) نحن أمام قصه حقيقيه من الواقع تحكي لنا كيف من الممكن أن تحول الأقدار مجري حياة الأشخاص ، وكيف يمكن أن يمن الله بنعمته الكبيره علي أشخاص ، ويهديهم أحدي ملائكته لتسكن معهم علي الأرض، أنها قصة مؤثره لفتاة صغيره حقيقيه عاشت حياتها أشبه بحياة قديسه أو واحده من أولياء الله الصالحين ، لما لتلك الفتاه الرائعه من مواقف وأحداث أشبه بالكرامات والروحانيات والشفافيه و القدرات الغير طبيعيه التي تفوق حدود الطبيعه ، والتي شعر بها كل أفراد أسرتها وكل من تعامل معها ، تلك الفتاه الجميلة التي عاشت علي الأرض وهي تعرف إنها أنقي وأطيب وأطهر وأجمل و أحن من البشر لذلك أختارها الله لتصعد للسماء، ولأن الطيبون يرحلون باكرا ، ففضلت هي الرحيل ، عن العيش في تلك الحياة الزائفة القاسيه المريره ، المليئة بالصراعات والمكائد والأحقاد والغش والضلال .
تلك الفتاة الصغيره هي (هايدي ) ملاك الجنه الذي أنزله الله لفترة قصيره من الزمن علي الأرض ، ليلقي في قلوب كل من تعاملت معهم العديد والعديد من الدروس المستفادة في تلك الحياة الصعبه ، ( هايدي ) التي شعر جميع أفراد أسرتها بمدى كراماتها وروحانياتها وشفافيتها وقدراتها الفريده التي أحاطت بهم طيلة حياتها القصيره معهم ، فما أجمل أن يهدينا الله ملاك من الجنه ، وما أقسي أن يسترد الله وديعته بعد ذلك ، ولكنها إرادة الله ، فالله يعطينا الهدايا الجميله لحكمة كبيره عنده لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى عز وجل ، ولكن بمرور الأيام تتضح لنا تفسيرات تلك الحكمة العظيمه علي مدار الوقت ، و نحن هنا نعيش معكم قصة جميله وغريبه وفريده ، تجمع كل المتناقضات معا ، لحياة فتاة لا أحد يدري هل هي ملاك من السماء أم قديسه أم من أولياء الله الصالحين ، رحلة قصيره لحياة فتاه رائعة الجمال مليئة بالطاقة الإيجابية والحيوية والفرح والضحك والسعاده والسرور والتفاؤل والخير والعطاء والحب والحنان ، وكذلك علي النقيض فيوجد بداخلها ايضا المعاناة المريره والأحزان والآلام والصدمات والمرض والعذاب والتعاسه واليأس والشجن ، كل ذلك في حياة فتاة صغيرة إسمها ( هايدي ) ، ذلك الاسم الذي أطلق عليها لأنه يعتبر إسم علي مسمي ، لأن إسم ( هايدي ) كان يطلق علي الفتيات الجميلات النبيلات في عصور الأميرات ، وكذلك فإن (هايدي ) معناه الفتاة الجميله صاحبة القلب الذهبي النقي الطاهر ، فجمال إسمها جاء من جمال وجهها ونقاء روحها ورقي وطيبة شخصيتها.