أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

المرأة والرجل في الإسلام ” جزء 3″

الدكروري يكتب

المرأة والرجل في الإسلام ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثالث مع المرأة والرجل في الإسلام، فهل يتعامل الناس اليوم مع زوجاتهم كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم مع زوجته السيدة عائشة؟ وإن من مظاهر تكريم الإسلام للمرأة، هو أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يسابق زوجته، وهذا من التبسط ورفع الكلفة بينه وبين زوجته، فهو صلى الله عليه وسلم يقتطع جزءا من وقته الثمين ليدخل السرور على أهل بيته صلى الله عليه وسلم، مع أن الله كلفه بتبليغ الرسالة وحمل الأمانة، فأين الرجال أصحاب العقول الذين يهملون زوجاتهم ويعتذرون بضيق الوقت؟ أما كان لهم في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، وإن من مظاهر تكريم الإسلام للمرأة، هو أن القرآن ينتصر للمرأة، فهذه السيدة خولة بنت ثعلبة كانت زوجة لأوس بن الصامت، وكان رجلا غضوبا قد كبر سنه، فجاء يوما فراجعته زوجته

 

في أمر ما، فغضب وقال لها أنت عليّ كظهر أمي، فذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تستفتيه عن حالها وتشتكي إليه، فقال صلى الله عليه وسلم “ما أراك إلا قد حرمت عليه” فجادلت النبي صلى الله عليه وسلم واشتكت في حرقة أمرها إلى رسول الله، أهكذا بكل بساطة تنقطع الصلة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول “ما أراك إلا قد حرمت عليه”؟ فقالت يا رسول الله، أكل مالي، وأفنى شبابي، ونثرت له بطني، حتى إذا كبرت سني، وانقطع ولدي ظاهر مني، اللهم إليك أشكو، قالت فما برحت حتى نزل جبريل بهذه الآيات، وهي في سورة المجادلة ” قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلي الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير” فالرجل كان في الجاهلية يغضب لأمر من امرأته فيقول لها أنت علي كظهر أمي، فتحرم عليه، ولا تطلق منه، وتبقى هكذا.

لا هي حل له فتقوم بينهما الصلات الزوجية، ولا هي مطلقة منه فتجد لها طريقا آخر، وكان هذا طرفا من العنت والإهانة والإذلال الذي تلاقيه المرأة في الجاهلية، فنزل القرآن ليحكي هذا الشأن الذي سمع الله ما دار فيه من حوار بين رسول الله صلى الله عليه وسلم والمرأة التي جاءت تجادله فيه، وهذا هو الشأن الذي أنزل الله فيه حكمه من فوق سبع سموات، ليعطي هذه المرأة حقها، ويريح بالها وبال زوجها، ويرسم للمسلمين الطريق في مثل هذه المشكلة العائلية اليومية، وإنه لتكريم أي تكريم أن يقع مثل هذا الحادث العجيب، وأن تشعر هذه المرأة أن الله معها، حاضر شؤونها، جليلها وصغيرها، معني بمشكلاتها اليومية، مستجيب لأزمتها العادية وهو الله الكبير المتعال العظيم الجليل القهار المتكبر، الذي له ملك السموات والأرض وهو الغني الحميد، وتقول السيدة عائشة رضي الله عنها.

 

“الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، لقد جاءت المجادلة خولة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في جانب البيت، ما أسمع ما تقول، فأنزل الله عز وجل ” قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلي الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير” وإن هناك الكثير من الرجال يعتقدون أن المرأة يجذبها الشكل الخارجي للرجل، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ بشكل كبير، ففي العصر الحالي أصبحت المرأة تهتم بالرجل الواثق من نفسه والذي يتمتع بالجرأة والقوة، حتى لو لم يكن يتمتع بمستوى عالي من الجمال والوسامة، ولا يوجد غير المرأة الساذجة التي تهتم بالوسامة فقط في الرجل، بالإضافة إلى أن المرأة تحب الرجل المندفع الذي يضحي للفوز بحبها وقلبها، والذي يتمتع بوجه مبتسم على الدوام، فالرجل سريع الغضب ينشر حوله كمية كبيرة من التوتر والضغط النفسي.

ولا يجذب المرأة أبدا والصدق حيث تفضل المرأة في العادة الرجل الذي يلقي الكلام الجميل، والذي يتغزل بها طوال الوقت، ولكن يكون هذا في بداية العلاقة فقط، ولكن مع مرور الوقت تحتاج المرأة لرجل صريح، يحدثها عن أخطائها وعيوبها لتتغير للأفضل، وأن تسأله عن رأيه من دون أن تخاف أو تخشى من أن يجاملها، فيجب على الرجل أن يكون مرآة لزوجته، ولكن يجب أن يحرص الرجل على أن يقول الحقيقة بأسلوب جميل وراقي من دون شجار أو سخرية، وأيضا من الصفات الجاذبه للمرأة في الرجل هو الاجتهاد والجدية حيث تعتبر المرأة هذه الصفة من الصفات الرئيسية التي يجب أن تكون في الرجل، فعندما يكون جديا في عمله وحياته، سينعكس ذلك بصورة إيجابية على حياتهما معا، وسيكون عونا وسندا لها، لمحاربة ظروف الحياة الصعبة .