المرأة والرجل في الإسلام ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الثاني مع المرأة والرجل في الإسلام، فإن المرأة الصالحة إذا أمرتها أتمرت، وإذا نهيتها انتهت وقبل أن توقظها للصلاة وجدتها ساجدة لله باكية، خاشعة لله متذللة، فقال صلى الله عليه وسلم” الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة ” رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم ” من سعادة بن آدم ثلاثة، المرأة الصالحة والمسكن الصالح والمركب الصالح، ومن شقاوة بن آدم ثلاثة المرأة السوء والمسكن السوء والمركب السوء ” رواه أحمد، وأما كثير من النساء اليوم فحدث عنهن ولا حرج في الملهيات والمغريات، فسماع للحرام، ومشاهدة للفضائيات، وقتل للأوقات وسوء معاملة للزوج والأولاد والبنات، وعن الصلاة فالأمر تدمع له العيون وتندى له الجباه، فلا تصلي إلا بعد جهد جهيد من الزوج المجتهد، ولقد أمر الله تعالى الولي بالأمر بالصلاة لنفسه
فقال تعالى “إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا” وقال تعالى “وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين” وأمر من يعولهم ومن هم تحت إمرته بالصلاة والصبر على ذلك، فقال سبحانه وتعالي “وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها” وامتدح الله عز وجل نبيه إسماعيل عليه السلام لأمره أهله بالصلاة، فقال تعالى “واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا، وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا” فهنا يجب على الولي أن يسعى جاهدا في إقامة هذا الأمر المتحتم عليه شرعا، بأمر أهله ومن تحت ولايته بالصلاة، وإقامتها وفق شريعة الله تعالى، وقد تؤخر بعض النساء الصلاة عن وقتها، بل ولا تصليها والعياذ بالله، فلينتبه الأزواج لهذا الأمر، وهو اختيار الزوجة الصالحة، وإن من إكرام الإسلام للمرأة.
هو تسوية الله تعالى بين الرجل والمرأة في الثواب والعقاب فلقد ساوى الله عز وجل بين الرجل والمرأة في الجزاء في الآخرة فقال عز وجل، كما جاء في سورة النحل ” من عمل صالحا من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة” وقيل هو أنه لا تفرقة في أصول التشريع الإسلامي وإعطاء فرص العمل بين الرجال والنساء، فللمرأة أن تنافس الرجل وتسبقه في ميدان القربات إلى الله تعالى، والمبادرة إلى العمل الصالح والقول الفاضل، وكم شهد التاريخ الإسلامي مواقف، مشاهد مشرفة وسبّاقة للمرأة، تميزت بالوعي والحكمة، وإدراك آفاق المستقبل، واستطاعت بها المرأة أن تثبت جدارتها، وتفوقها أحيانا على الرجال في النواحي الاجتماعية، فاستحقت بهذا بطاقة سامية من الحب والتقدير، والوفاء والجزاء الحسن في الدنيا والآخرة، فقال الله تعالى مبينا مبدأ تساوي النساء والرجال.
في مجالات العمل البناء الطيب، وكما ساوى الله عز وجل في التوجيه في سورة الحجرات، وكما كرّم الله المرأة وحرم على الآباء أن يقتلوهن فقد كان أهل الجاهلية يئدون البنات فكان الواحد منه إذا بشر بالأنثى يسود وجهه وتضيق نفسه، وعن قتادة قال أخبرنا في قوله “ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق” قال كانوا يقتلون البنات خشية الفاقة، وأيضا فقد أكرم الإسلام المرأة كأم، فالإسلام كرّمها أم، فقال عز وجل ” وبالوالدين إحسانا” وكما قال تعالي ” فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما” وعن هريرة رضي الله عنه، قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتى؟ قال أمك، قال ثم من؟ قال ثم أمك، قال ثم من؟ قال ثم أمك، قال ثم من؟ قال ثم أبوك” رواه البخاري ومسلم، وفي هذا الحديث دليل أن محبة الأم والشفقة عليها.
ينبغي أن تكون ثلاث أمثال محبة الأب، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كرر الأم ثلاث مرات، وذكر الأب في المرة الرابعة فقط، وإذا تؤمل هذا المعنى شهد له العيان، وذلك أن صعوبة الحمل وصعوبة الوضع وصعوبة الرضاع والتربية تنفرد بها الأم، وتشقى بها دون الأب فهذه ثلاث منازل يخلو منها الأب، وإن من مظاهر تكريم الإسلام للمرأة، هو أن الرسول صلى الله عليه وسلم يوقف جيشا بأكمله للبحث عن عقد فقد لزوجته الحبيبة الغالية السيدة عائشة رضي الله عنها، فيبحث الناس عن العقد ولا يجدونه، ويخرج وقت صلاة الظهر ولا ماء، فيقول المسلمون حبسنا من أجل زوجته، فهل وجدتم أحدا يحترم المرأة ويكرمها كما أكرمها رسول الهدى صلى الله عليه وسلم؟ إنه يوقف الجيش من أجل زوجته مراعاة لشعورها وتقديرا لها.